فرح الرجاء يغمر لبنان في هذه الايام، كما غمره في الايام الماضية. العناية الالهية لا تترك لبنان، فمع التحولات السياسية التي تسيطر عليه، هناك احداث ثلاثة تعطي رجاء جديداً للبنان.
نحن نؤمن ان الله هو سيد التاريخ والزمن ملك يديه، وهو الثابت المطلق الوحيد الازلي، اما الانسان فهو لاعب في الاحداث العابرة.
اشارات الرجاء في هذه الايام هي:
1ـ اعلان قداسة المطران اغناطيوس مالويان قديساً في الكنيسة الارمنية.
2ـ اعلان زيارة قداسة البابا لاوون للبنان وتركيا.
3ـ اعلان قبول دعوى الاب انطوان طربيه المريمي اللبناني.
رحلة البابا هي اولى رحلاته الرسولية، وفيها محطتان بالغتا الاهمية على الصعيدين الكنسي والجيوسياسي في لبنان وتركيا، التي تبدأ في السابع والعشرين من تشرين الثاني في تركيا.
– المحطة الاولى تركيا: لماذا تركيا؟ لانها تحمل بعداً رمزياً في تاريخ الكنيسة ، ولان هناك مدينة نيقية ، حيث انعقد فيها منذ 1700 سنة مجمع مسكوني في المدينة عام 325 ، بدعوة من الامبراطور قسطنطين، حيث اجتمع ما بين 318 الى 350 اسقفاً.
اهمية هذا المجمع انه فرز قانون الايمان الذي ما زلنا الى هذه الايام نتلوه جميعاً ، وفي جميع الكنائس.
– المحطة الثانية لبنان : لماذا لبنان؟ انه استجابة للبابا الراحل فرنسيس، ولان لبنان مثال للتعدد والتنوع والعيش باحترام مع الاسلام، ولان لبنان يحوي اكبر تجمع مسيحي في الشرق والكنائس الشرقية، ولان الكنيسة التي بقيت موحدة وبقي ارتباطها بالكرسي الرسولي مستمراً طوال التاريخ، وهي كما قال عنها احد البابوات “كالوردة بين الاشواك”. والبابا لاوون الرابع عشر استجاب لدعوة بطاركة الكاثوليك للكنائس الشرقية، وله اهتمام خاص بالكنائس الشرقية، واستجاب ايضا لدعوة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون.
تتميز هذه الزيارة بانها للمرة الاولى الذي يزور فيها دير عنايا، حيث هو القديس شربل، باشارة الى اهمية الحياة الرهبانية الشرقية النسكية، واهمية الصلاة في حياة الكنيسة مع الحياة الرسولية والارتباط بالارض.
شعار الزيارة طوبي لفاعلي السلام. فهو بابا السلام والحوار، وسيكون له لقاء في ساحة الشهداء “كلنا اسيزي” بين المسيحية والاسلام، ولقاء في القصر الجمهورية وآخر في بكركي.
وطن الارز والقديسين والشهداء يرحب ببابا السلام والرجاء والفقراء والحوار.







