Skip to content
السبت, 12 يوليو, 2025
  • من نحن
  • اتصل بنا
 » الحِواريُّ الصّامت

اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في لبنان

المركـــز الكاثولـــيـكي للإعـــلام

www.centrecatholique.org

  • الرئيسية
  • المركز الكاثوليكي
  • أديان
  • منوعات
  • المفكرة
  • ميديا
    • معارض صور
    • معارض فيديوهات
    • معارض صوتيات
  • مقالات مختارة
  • إصدارات حبرية

الرئيسية عبّاس الحلبي

الحِواريُّ الصّامت

25 يونيو, 2025
عبّاس الحلبي

​لم يكن “المونسنيور” يوسف مرهج رجُلَ المنابر العالية، بل رجل الممرّات الهادئة. رجُلٌ آمن بأنّ الكلمة إذا لم تُولَد من صمتٍ عميق، صارت ضجيجاً، وبأنَّ المحبّة لا تُذاع، بل تُعاش؛ وهكذا عاش.

في صخب الزّمن الرّديء، رحلَ بصمتٍ ذاكَ الذي كان يُجيدُ الصّمت النّاطق ويُتقِنُ الحوار من دونِ استعراض. رحلَ الخور-أسقف يوسف مرهج، رَجلُ الكنيسةِ والعقل، وابنُ مجدل المعوش الشوفيّة التي ما زالت تهمس بحكمتِهِ في صنوبرها، وتُردِّدُ صلواته في حجارةِ كنائسها القديمة. رحلَ مَنْ حمل في قلبه “لبنان التعدديّ”، ومَن أدركَ أنَّ التفاهم الحقيقيّ لا يُبنَى بالتصريحات ولا باللاهوت أو علم الكلام، بل بحوار الحياة، من عيشٍ مشترك، ولقاءاتٍ متبادلة وثقةٍ بنّاءة.
​عرفته منذُ سنواتٍ طوال، وعرفتُ فيه تلك الروح الحواريّة القادرة أَنْ تُرَمِّمَ جسور الثّقة بصمتٍ، وأَن تزرعَ بذورَ المصالحة الحقيقيّة؛ فقناعته راسخة بأن لا وطن بلا وحدة، ولا وحدة بلا حوار.
​لم يكن رحماتُ الله عليه، رجُلَ المنابر العالية، بل رجل الممرّات الهادئة. رجُلٌ آمن بأنّ الكلمة إذا لم تُولَد من صمتٍ عميق، صارت ضجيجاً، وبأنَّ المحبّة لا تُذاع، بل تُعاش؛ وهكذا عاش.
​في المطرانيّة، كان نائباً للمطران، لكنّه لم يكن ظلاًّ لأحد، بل نوراً هادئاً يملأُ المكان. وفي الجبَل، حيث تتقاطع الذاكرة بالحقيقة، كان ابن مصالحةٍ لا تنضب، وقد مشى بين المسيحيين والموحّدين الدروز لا بصفة كاهنٍ، بل كجسرٍ حيٍّ بين إخوةٍ تقاتلوا يوماً، ثم اختاروا المصالحة والغفران. وفي الجامعة كان أباً يحمل أحلام الأجيال، فجعل من صروحها ورشة بناءٍ للعقل والوجدان، ومنبراً للتلاقي، وحاضنةً لحوارٍ صامت بين الأديان والثقافات.
​يوسف مرهج لم يرحل فعلاً. هو فقط انسحب بلطافة، تاركاً لنا ما هو أكثر من السيرة. ترك لنا مثالاً عن وجهٍ إنسانيٍّ صادق، وعن قامةٍ فكريّةٍ وحواريّةٍ راقية همّها الجبل والمصالحة فيه، وترك لنا ذكرياتٍ كثيرة عن رجُلٍ طيِّب، وصديقٍ مُخلِص وفيّ، وحواريٍّ صامت لم يحتج يوماً أن يَصرخ ليُسمَع، بل كان حضوره صلاةً تمشي على الأرض.
رحلَ في ليالي الشرق الحزينة ليرقد في أفياءِ قريّةٍ سطّرت بتاريخِ كنائسها وأديارها، تاريخَ العلاقات الوطيدة بين الموارنة والدروز منذُ البطريركَين يوحنّا مخلوف (1608-1633) واسطفان الدّويهي (1670-1704).
رحلَ “المونسنيور” كما كنا نناديه، وفي قلبه غصّة على مصالحةٍ لم تكتمل، وعلى جَبَلٍ ما زالَ ينتظرُ المبادرات الإنمائيّة لعودةٍ شاملة.
رحلَ، نعم. لكنه لن يُنسى!

أخبار ذات صلة:

  • 13
    الراعي أزاح الستارة عن تمثال الطوباوي اسطفان الدويهي في مجد المعوش
  • 2
    عبد الساتر ترأس الصلاة لراحة نفس المونسنيور مرهج: كان يفتخر دائمًا باختيار الرب له ومحبة الناس له
  • 230
    الرّجاء المسيحيّ لا يخدع ولا يُخيِّب
  • 400
    مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة يوجّه رسالة إلى المؤمنين بمناسبة سنة اليوبيل
  • 7
    تأملات رتبة درب الصليب ٢٠٢٤
  • 11
    عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي
  • تنزيل
  • إرسال
  • طباعة

تابعــــــــــونا

  • Facebook

اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في لبنان
المركـــز الكاثولـــيـكي للإعـــلام

اتصل بنا

بناية رياض أبو جودة - الطابق الثاني
جل الديب الشارع الرئيسي
المتن, لبنان

9614710787

info@centrecatholique.org

الأقسام

  • الرئيسية
  • المركز الكاثوليكي
  • أديان
  • منوعات
  • المفكرة
  • ميديا
  • مقالات مختارة
  • إصدارات حبرية

روابط مفيدة

  • خريطة الموقع
  • من نحن
  • اتصل بنا

اللغات

  • عربي
  • English
  • Française

مواقع صديقة

  • الفاتيكان
  • بكركي

© جميع حقوق النشر محفوظة للمركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان