البابا يستقبل موظفي الكوريا الرومانية ونيابة أبرشية روما لتبادل التهاني بحلول عيد الميلاد

استقبل البابا لاون الرابع عشر عند الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح الاثنين موظفي الكوريا الرومانية ونيابة أبرشية روما في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان لتبادل التهاني بحلول عيد الميلاد.
وجه الحبر الأعظم لضيوفه خطابا استهله معرباً لهم عن تحياته الحارة وشاكرا إياهم على حضورهم، وقال إنها المرة الأولى التي يلتقي بهم جميعا برفقة عائلاتهم، ما يشكل مدعاة سروره له. وأضاف البابا أنه لا يود أن يتطرق إلى شؤون العمل، لكنه يريد الإفادة من هذه الفرصة ليعبر عن امتنانه لكل واحد من الحاضرين على الجهود التي يقومون بها، وقال إنه بدأ يتعرف على الفاتيكان كفسيفساء كبيرة تتألف من المكاتب والخدمات، مشيرا إلى رغبته في التعرف على الموظفين عن كثب من خلال زيارتهم في بيئات العمل.
بعدها عاد الحبر الأعظم ليعبر عن فرحته بهذا اللقاء الذي يُعقد قبل أيام معدودة على الاحتفال بالميلاد، وقال إن هذا العيد نعيشه أمام المغارة، وهذه المغارة موجودة أيضا في قاعة البابا بولس السادس، حيث يجري اللقاء، وهي هبة من كوستا ريكا. ولفت لاون الرابع عشر إلى أن المغارة تتضمن عادة شخصياتٍ مأخوذة من الحياة اليومية. فبالإضافة إلى الرعاة، الذين لعبوا دوراً أساسياً في هذا الحدث كما يروي لنا الإنجيل، يمكن أن نرى تماثيل لأشخاص يمارسون مهناً متعددة كالحداد وصاحب النزل، والغسّالة، وغيرهم من الشخصيات. وقال البابا إن هذه المهن كانت تُمارس في الماضي، ومن بينها مهن لم تعد موجودة اليوم، أو تبدلت كلياً، لكنها ما تزال تحتفظ بمعناها داخل المغارة، وهذا ما يذكرنا بأن نشاطاتنا وانشغالاتنا اليومية تكتسب معناها الكامل ضمن مخطط الله، الذي يجد في المسيح يسوع محوره.
تابع البابا يقول إنه يبدو لنا أن الطفل يسوع يبارك كل شيء ويبارك الجميع من المذود الذي وُضع فيه. فحضوره الوديع والمتواضع ينشر في كل مكان حنان الله. وفيما يسجد مريم ويوسف للطفل يقترب منه الرعاة بدهشة كبيرة، وتقوم الشخصيات الأخرى بانشغالاتها اليومية، وقد يبدو لنا أن لا علاقة لها بما يجري في المغارة، بيد أن الواقع هو العكس تماما، إذ إن كل واحد يمارس مهنته، وما يتعين عليه أن يفعله. ولفت الحبر الأعظم إلى أن هذا الأمر ينطبق علينا تماما، إذ يقوم كل منا بواجبه مسبحاً الله عندما يتممه على أكمل وجه. وأضاف البابا أننا أحيانا كثيرة نكون مأخوذين بانشغالاتنا اليومية ولا نفكر بالرب ولا بالكنيسة، لكن العمل بتفانٍ وإخلاص، وانطلاقاً من محبتنا لعائلاتنا وأبنائنا، يمجد الرب.
في ختام كلمته إلى موظفي الكوريا الرومانية ونيابة أبرشية روما دعا البابا ضيوفه إلى أن يتعلموا من ميلاد الرب يسوع نمط البساطة والتواضع، لكي يصبح نمطَ الكنيسة. وطلب من الحاضرين أن ينقلوا تحياته إلى أحبائهم، لاسيما الأشخاص المرضى والمسنين. وتمنى للكل ميلاد مجيدا.