البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل أساتذة وطلاب المعهد الحبري اللاهوتي يوحنا بولس الثاني لعلوم الزواج والعائلة

استقبل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح يوم الجمعة في القصر الرسولي في الفاتيكان أساتذة وطلاب المعهد الحبري اللاهوتي يوحنا بولس الثاني لعلوم الزواج والعائلة، وشدد في كلمته للمناسبة على دعم العائلة وحمايتها وتعزيزها دائما وفي كل مكان.
وجه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر كلمة استهلها معربًا عن سروره للقاء الجماعة الأكاديمية الدولية للمعهد اللاهوتي يوحنا بولس الثاني لعلوم الزواج والعائلة، والطلاب السابقين الذين أتوا من بلدان عديدة بمناسبة اليوبيل، وأشار إلى أنه في السياقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتعددة، هناك تحديات مختلفة، ونحن مدعوون دائما وفي كل مكان إلى دعم العائلة وحمايتها وتعزيزها، وقبل كل شيء من خلال أسلوب حياة يتوافق مع الإنجيل. وسلط الضوء على دعوة هذا المعهد لافتًا إلى بناء جسم أكاديمي واحد موزع في مختلف القارات للإجابة على متطلبات التنشئة من خلال البقاء بالقرب من الأزواج والعائلات. وبهذه الطريقة، يمكن تطوير ديناميكيات رعوية ملائمة ومستوحاة من التقليد الحي للكنيسة وعقيدتها الاجتماعية. وتابع الأب الأقدس كلمته مشيرا إلى أنه من خلال المشاركة في رسالة ومسيرة الكنيسة كلها، يساهم معهدهم في تواصل الحوار بين الحياة العائلية، عالم العمل والعدالة الاجتماعية، من خلال التطرق إلى مسائل آنية كالسلام، العناية بالحياة والصحة، التنمية البشرية المتكاملة، عمل الشباب، الاستدامة الاقتصادية، تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، وهي كلها عوامل تؤثر على قرار الزواج.
كما وأشار البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى أن إعلان الإنجيل يلزمنا بتعزيز أفعال منسقة لدعم العائلة. فنوعية الحياة الاجتماعية والسياسية لبلد تُقاس بشكل خاص بكيفية تمكين العائلات من العيش بشكل جيد وتخصيص وقت لنفسها وتعزيز الروابط التي تجعلها متحدة. ففي مجتمع يركّز غالبا على الإنتاجية والسرعة على حساب العلاقات، يصبح من الضروري، قال الأب الأقدس، إعادة الوقت والمكان إلى المحبة التي يتم تعلّمها في العائلة حيث تتضافر الخبرات الأولى للثقة والعطاء والمغفرة، لتكوين نسيج الحياة الاجتماعية. كما وذكّر البابا لاوُن الرابع عشر بأن الحياة البشرية عطية وينبغي دائما استقبالها باحترام وعناية وامتنان.
وتابع الأب الأقدس كلمته لافتًا إلى اسهام هذا المعهد في تعزيز العقيدة الاجتماعية حول العائلة مسلطا الضوء على الرسالة التي أوكلها إلى هذا المعهد البابا فرنسيس من خلال الرسالة الرسولية Summa familiae cura. كما وشدد البابا لاوُن الرابع عشر على أهمية تعميق العلاقة بين العائلة والعقيدة الاجتماعية للكنيسة، وذكّر بأن العائلة هي الخلية الأولى للمجتمع والمدرسة الأساسية للبشرية. ودعا أيضا في كلمته إلى أن يكونوا متنبهين في تأملهم حول الاعداد لسر الزواج إلى عمل نعمة الله في قلب كل رجل وكل امرأة. كما وشجّعهم على مواصلة المسيرة السينودسية كجزء لا يتجزأ من التنشئة. وتابع الأب الأقدس كلمته مشيرا إلى أنه في جامعة دولية من الأهمية بمكان ممارسة الإصغاء المتبادل من أجل تمييز أفصل لكيفية النمو معا في خدمة الزواج والعائلة. وسلط الضوء على ما جاء في الوثيقة الختامية للجمعية الأخيرة لسينودس الأساقفة حول أن العائلات تشكل مكانا مميزا لتعلّم واختبار الممارسات الأساسية لكنيسة سينودسية. وعلى الرغم من المعاناة التي تختبرها العائلات، تبقى أماكن يتم فيها تعلّم وتبادل عطية المحبة والثقة والمغفرة والمصالحة والتفهم. وأشار الأب الأقدس إلى أن هناك الكثير لتعلّمه فيما يتعلق بنقل الإيمان، الممارسة اليومية للإصغاء والصلاة، والتربية على المحبة والسلام، والأخوّة، والعناية بالأرض. ففي كل هذه الأبعاد تسبق الحياة العائلية دراستنا ولاسيما من خلال شهادات تفان وقداسة.
وفي ختام كلمته منح قداسة البابا لاوُن الرابع عشر الجميع بركته الرسولية.