ترأس رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف السامي الإحترام القداس الإلهي بمناسبة عيد القدّيسين الشهيدين قبريانوس ويوستينا في رعيّة كفرزينا، وعاونه كاهن الرعية الخوري روبير عيسى والخوري إبراهيم الخوري والشدياق رفول القادم من أستراليا، بحضور المؤمنين من ابناء الرعية والرعايا المجاورة.
وفي عظته، بدأ سيادته بتوجيه تحية لأبناء الرعية وكاهنها، مثنيًا على جهودهم في تجديد الأماكن المقدسة وإحياء الحياة الروحية فيها، كما رحّب بالشدياق رفول القادم من أستراليا، ويشدد على أهمية خدمة الشدايقة والشمامسة في الكنيسة، باعتبارها خدمة المحبة والمذبح والكلمة، مشيرًا إلى أن الدعوة لهذه الخدمة تتطلّب أساسًا حياة صلاة وتقديس ورحمة واستقامة.
ثم انتقل المطران سويف إلى الحديث عن معنى الشهادة المسيحية من خلال عيد القديسين قبريانوس ويوستينا، اللذين استشهدا في مطلع القرن الرابع، زمن الوثنية. موضحاً أن الإيمان المسيحي ليس مجرّد انتماء عائلي أو موروث اجتماعي، بل هو انخراط شخصي في المسيح القائم، الذي يصبح حجر الزاوية في حياة المؤمن كما في بناء العقد الذي يتماسك بحجر القفلة.
وخصّ بالذكر يوستينا، الفتاة الوثنية التي اكتشفت المسيح وامتلأت حياتها بالمعنى والفرح، فصارت شاهدة للمسيح وصليبه، رافضة عبادة الأصنام. وقد ألهمت بشهادتها قبريانوس وخطيبها ليتحوّلا من الوثنية إلى الإيمان بالمسيح، في مثالٍ حيّ عن قوّة الإيمان والشهادة.
طرح بعد ذلك سيادته السؤال على واقعنا المعاصر: هل نعيش نحن اليوم شهودًا للمسيح في بيوتنا ورعايانا، أم ما زلنا أحيانًا أسرى أشكال جديدة من الوثنية في فكرنا وسلوكنا وقساوة قلوبنا؟ ومن هنا تأتي الدعوة إلى طلب نعمة التحرر من الوثنية والتمسّك بالمسيح وحده، رجائنا الثابت ونور العالم الحقيقي.
ثم ختم بالصلاة آملاً أن يكون هذا العيد مناسبة لتجديد الإيمان والشهادة، وأن يقوينا الرب بالرغم من ضعفنا ومحدوديتنا، كي نسير على درب القداسة ونكون شهودًا أمناء لموت المسيح وقيامته، له المجد الآن وإلى الأبد.
المطران يوسف سويف : هل نعيش نحن اليوم شهودًا للمسيح في بيوتنا ورعايانا؟






