انطلقت من ٣٠ أيلول سبتمبر وحتى ٣ تشرين أكتوبر الجمعية العامة للجنة الحبرية لحماية القاصرين، وهي الأولى خارج روما كعلامة دعم وتشجيع للكنائس المحلية. أقيم القداس الافتتاحي في مزار الرحمة الإلهية برئاسة رئيس أساقفة كراكوف، المونسنيور يدراشفسكي، وقال: “إنّ الرهان كبير. نحن في خدمة البابا من أجل حماية الأطفال والبالغين الضعفاء”.
“استقبال الضحايا والإصغاء إليهم”، “أخذ الحقيقة بعين الاعتبار”، “منع الانتهاكات”. من مزار الرحمة الإلهية في كراكوفيا، في بولندا، حيث كان يوحنا بولس الثاني يصلّي لكي تنتشر محبّة الله “في عالم مليء بالعنف وعدم اليقين”، أعاد المونسنيور تيبو فيرني التأكيد على التزام اللجنة الحبرية لحماية القاصرين، التي يرأسها منذ تموز يوليو الماضي، “لكي تصبح الكنيسة أكثر فأكثر بيتًا آمنًا”.
تأتي المناسبة مع بدء أعمال الجمعية العامة للجنة من ٣٠ أيلول سبتمبر وحتى ٣ تشرين الأول أكتوبر في الأبرشية التي كان كارول فويتيلا (البابا يوحنا بولس الثاني) راعيها. إنها المرة الأولى التي تُعقد فيها جلسة عامة لهذا الكيان الحبرّي خارج روما منذ تأسيسه عام ٢٠١٤، كما أنها عودة إلى بولندا بعد أن نظّمت اللجنة لأربع سنوات خلت في فرسافيا – بالتعاون مع أساقفة بولندا – مؤتمرًا دوليًا مهمًا حول حماية الأطفال والبالغين الضعفاء في كنائس أوروبا الوسطى والشرقية. إن الرغبة في مواصلة المسيرة السينودسيّة المشتركة في مجال الحماية، التي بدأت مع الكنيسة البولندية عام ٢٠٢١، كانت السبب في اختيار بولندا مجددًا، مع انطلاقة الأعمال من مركز رمزي للأمة كلها هو مزار لاغييفنيكي، حيث يرقد جثمان القديسة فوستينا كوفالسكا ويقصده ملايين الحجاج من جميع أنحاء العالم.
وقال المونسنيور فيرني في كلمته بعد القداس الذي ترأسه رئيس أساقفة كراكوفيا: “لقد جئنا اليوم على خطى آلاف الرجال والنساء المؤمنين، وسرنا في الطريق الذي دلّنا عليه القديس يوحنا بولس الثاني. جئنا اليوم لكي نضع هموم الكنيسة والإنسانية بين يدي المسيح الرحيم”. وأعاد الأسقف الفرنسي التأكيد مجدّدًا على الخدمة التي تقدمها لجنة حماية القاصرين منذ أحد عشر عامًا أولًا للبابا فرنسيس، الذي أرادها بقوة لمواجهة آفة الانتهاكات في الكنيسة، والآن لخلفه البابا لاون الرابع عشر. خدمة تهدف إلى “حماية الأطفال والأشخاص الضعفاء، ومن خلال ذلك إعلان الإنجيل عبر أفعالنا وطريقة تعاملنا معهم”. وأضاف فيرني: “هذا الالتزام يتطلب بالضرورة الإصغاء إلى الكنائس المحلية، وأن نتواجد معها، ونسير بقربها، ونشجّعها وندعمها”.
وفي إطار هذا الدعم – الذي تحققه اللجنة من خلال مبادرة Memorare – تُعقد الجمعية العامة في كراكوفيا كعلامة قرب من الجماعات الكنسية المحلية على جميع المستويات. وقال رئيس اللجنة: “إنها برهان ملموس على رغبتنا في أن نكون معكم في هذه المسيرة السينودسية من أجل الحماية. إنّ الرهان كبير بالنسبة لنا جميعًا: أن نستقبل الضحايا ونصغي إليهم، أن نأخذ الحقيقة بعين الاعتبار، وأن نمنع الانتهاكات لكي تصبح الكنيسة أكثر فأكثر بيتًا آمنًا”.
وتسعى اللجنة إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال “التنفيذ التدريجي لإرشادات حماية عامة في كل كنيسة محلية”، وهو ما يتطلب دعمًا عمليًا بالموارد، يقدمه مشروع Memorare، الذي من خلاله يتم تنشئة أشخاص في بلدان مختلفة لكي يتعلموا كيفية تطبيق سياسات الحماية وكيفية استقبال الشكاوى والعناية بالضحايا وعائلاتهم وجماعاتهم. وأوضح فيرني: “جميع هذه الجهود تُقاس وتُقيَّم وتُنشر في التقرير السنوي للجنة. ويسعدني أن أعلن أننا سنصدر قريبًا تقريرنا السنوي الثاني”. وكان قد قدّم بالفعل هذا التقرير إلى البابا في ١٢ أيلول سبتمبر الماضي خلال اللقاء مع الأب الأقدس في الفاتيكان، وهو التقرير الذي يتناول السياسات والإجراءات الخاصة بالحماية في الكنيسة (أما الأول فقد صدر في ٢٩ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٤).
وفي ختام كلمته، تبنى رئيس اللجنة كلمات القديس يوحنا بولس الثاني الذي كان يصلّي من المزار “لكي يختبر العالم محبة الله الرحيمة”، كـ “ينبوع رجاء” وسط الكثير من المعاناة: “أيها الإله الأزلي… أنظر إلينا بعين الرحمة وزِد فينا رحمتك، لكي لا نيأس ولا نضعف في الأوقات الصعبة، بل نخضع بثقة عظيمة لمشيئتك المقدسة”.
حماية القاصرين، الجمعية العامة في كراكوفيا. فيرني: علينا أن نمنع الانتهاكات لكي تصبح الكنيسة بيتًا آمنًا






