برقية البابا لاون الرابع عشر إلى أساقفة منطقة الأمازون

بعث البابا لاون الرابع عشر مساء الاثنين ببرقية إلى الأساقفة المشاركين في المجلس الكنسي لمنطقة الأمازون المنعقد في العاصمة الكولومبية بوغوتا، والذي بدأت أعمالُه يوم الأحد الفائت على أن نتتهي يوم غد الأربعاء. حملت البرقية البابوية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ووُجهت إلى الكاردينال بيدرو ريكاردو باريتو خيمينو، رئيس المجلس الكنسي.
استهل الحبر الأعظم نص البرقية موجهاً تحية إلى الكاردينال خيمينو وجميع الأساقفة المشاركين في اللقاء، معبرا عن امتنانه على الجهود التي يبذلونها من أجل تعزيز الخير العام لدى المؤمنين المقيمين في منطقة الأمازون، مع الأخذ في عين الاعتبار ما تعلموه من السينودس بشأن الإصغاء والمشاركة الكنسية. وكتب الكاردينال بارولين أن لاون الرابع عشر يشجع الأساقفة على البحث دوماً عن الوحدة كي يتمكنوا من مساعدة أخوتهم الأساقفة الأبرشيين والنواب الرسوليين على القيام برسالتهم. من هذا المنطلق شاء البابا أن يشدد على أبعاد ثلاثة مترابطة مع بعضها البعض على صعيد العمل الرعوي في المنطقة، ألا وهي رسالة الكنيسة المتعلقة بإعلان الإنجيل وسط جميع البشر؛ معاملة الشعوب كافة بالإنصاف؛ والاعتناء بالبيت المشترك.
بعدها سلط الحبر الأعظم الضوء على ضرورة أن تُعلن الكنيسة الرب يسوع بوضوح تام وبمحبة كبيرة على جميع سكان منطقة الأمازون، وبهذه الطريقة تعطيهم الخبز الطازج والنقي، خبز البشرى السارة، والغذاء السماوي الذي هو الإفخارستيا، الذي يجعل المؤمنين حقاً شعب الله وجسد المسيح. ولفت لاون الرابع عشر إلى أننا نقوم بهذه الرسالة الهامة، وتدفعنا الثقة التي يؤكدها تاريخ الكنيسة، ألا وهي أنه حيثما يتم التبشير باسم المسيح، ينحسر الظلم، لأنه، كما يقول أيضا القديس بولس الرسول، كل استغلال للإنسان من قبل الإنسان يزول إذا عرفنا كيف نقبل بعضنا البعض كأخوة.
لم تخلُ برقية البابا لاون الرابع عشر إلى أساقفة الأمازون من الإشارة إلى حقنا وواجبنا في الاعتناء ببيتنا المشترك، هذا البيت الذي أوكله إلينا الله الآب، كوكلاء مسؤولين، كي لا نقضي على الخيور الطبيعية التي تتحدث عن طيبة الخالق وجماله، وفي الوقت نفسه ينبغي ألا ينصاع الإنسان إلى الطبيعة ليصبح عبداً لها أو ليسجد لها، لأن الطبيعة مُنحت لنا كي نسبح الله، وننال هكذا الخلاص لنفوسنا.
في ختام البرقية أكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان لأساقفة منطقة الأمازون المجتمعين في بوغوتا أن البابا لاون الرابع عشر يمنحهم بركاته الرسولية، والتي تشمل أيضا جميع الأشخاص الموكلين إلى رعايتهم.