نيابة إهدن – زغرتا المارونية استضافت وفدا من نيابة صربا المطران روحانا : الكنيسة مدعوة أن تكون بيتا للجميع لا حكرا على أحد

احتفل سيادة المطران بولس روحانا، النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونية، بالذبيحة الإلهية في كنيسة مار جرجس – إهدن، بمشاركة المطران جوزيف نفاع والمونسينيور إسطفان فرنجية وعدد من كهنة رعية صربا
وفي عظته، قال سيادته:
“في ختام الرياضة الروحية التي أقمناها في إكليريكية مار أنطونيوس البدواني – كرم سدة، أردنا أن نختم هذه المسيرة الروحية في بلدة إهدن، في هذه الكنيسة المباركة، مار جرجس، لنتأمل من جديد في معنى رعايتنا وخدمتنا الكنسية، نحن الأساقفة والكهنة، بحسب المسؤوليات التي أُوكلت إلينا. ونحن نعلم أنّ جذور هذه الدعوة تمتدّ إلى راعي الرعاة، يسوع المسيح، الذي بذل ذاته عن الخراف.”
وأضاف سيادته:
“في بلدة البطريرك الطوباوي اسطفان الدويهي، نحن لا نستقي فقط من قداسته، بل من مثاله في الرعاية. فقد كان، بحق، راعيًا صالحًا في زمن شديد الصعوبة. لقد عاش في ظروف قاسية، سياسيًا واجتماعيًا وكنسيًا، ولكنّه تجاوب مع نداء المسيح، وأحبّ الكنيسة، وتسلّح بالإيمان، فواجه التحديات، وعلّم وكتب وألّف في أحلك الظروف.”
وتابع قائلًا:
“في أطروحتي الجامعية، خصّصت قسمًا كبيرًا للبطريرك الدويهي، إذ أنّ فكره طبَع كنيستنا بالهوية المارونية المرتبطة بالكنيسة الأنطاكية، والكنيسة الرومانية، وسائر الكنائس الشرقية. ونحن نستمدّ من فكره وروحه الرعوية والليتورجية زادًا لمسيرتنا.”
وأشار المطران روحانا إلى أن:
“الراعي الصالح يبذل نفسه، وهذه الدعوة لا تقتصر على الكهنوت أو الحياة الرهبانية، بل تشمل أيضًا سرّ الزواج وكلّ دعوة صادقة. فلا رعاية بلا بذل الذات، لأنّ الأجير يعمل حتى نهاية دوامه، أما الراعي الحقيقي فيبذل قلبه وجهده من أجل أحبّائه، لأنّ من دعاه هو نفسه من قدّم المثال في المحبة والبذل: يسوع المسيح.”
وأضاف:
“ثمة مثلٌ شائع يقول إنّ الخراف تقضي حياتها خائفة من الذئاب، لكنّ الراعي هو من يذبحها في النهاية. أمّا في الإنجيل، فالصورة مغايرة تمامًا: الراعي الصالح هو الذي يبذل نفسه عن الخراف ويحميها حتى الرمق الأخير.”
وأكّد أن:
“هذه الرعاية لا تنحصر في فئة مختارة، بل الكنيسة مدعوّة لأن تكون للجميع. فهي لا تزال في طور الاكتمال، وتكبر بمقدار ما يزداد التبشير والقداسة فيها. الكنيسة ليست حكرًا على طائفة معينة. فالبطريرك الدويهي، على سبيل المثال، كان يلقي عظاته في حلب، وكان المسلمون أيضًا يصغون إليها، لأنّهم من أبناء هذه الحظيرة الرحبة.”
وأضاف: “كلما وُجد رعاة قادرون على التبشير، في وقته أو في غير وقته، بوضوح، يكون صوت المخلّص هو الحاضر، ذاك الصوت الهادئ والبنّاء.”
وختم بالقول:
“وجودكم اليوم واستعدادكم لاستقبال صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هو مناسبة لنتأمل في الشجاعة التي يعلّمنا إياها من أجل الشهادة للحق. نشكر لكم استضافتكم، ونرجو أن تطبع هذه الزيارة فينا معالم رعوية جديدة. نحن نقطة في بحر هذه الرسالة، ونرجو أن نواصلها على خطى السيد المسيح، راعي القطيع.”
وقبل القداس، قام وفد نيابة صربا بجولة إلى كنيسة مار شربل في إهدن، ثمّ استقبلهم المونسينيور إسطفان فرنجية والمطران جوزاف نفاع في كنيسة مار جرجس. وقد تحدّث المطران نفاع عن سيرة البطريرك الطوباوي اسطفان الدويهي، بينما أطلعهم المونسينيور فرنجية على مختلف المراحل التي أوصلتنا إلى إعلان تطويبه.
وفي ختام اللقاء، قدّم المطران نفاع والمونسينيور فرنجية ذخيرة للطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي إلى المطران بولس روحانا الذي بدوره، قدّم ذخيرة للإخوة المسابكيين إلى المونسينيور فرنجية والمطران نفاع، في لفتة روحية تعبّر عن وحدة الإيمان والشركة الكنسية بين مختلف النيابات والرعايا.
وقد دُعي الوفد بعد القداس إلى مأدبة غداء أقامتها نيابة إهدن – زغرتا في بيت الكهنة على شرفهم.
نيابة إهدن – زغرتا تشكر نيابة صربا على هذا اللقاء الأخوي المبارك، وتسأل الرب أن يفيض نِعَمه على صربا، وعلى الكنيسة جمعاء، لكي نبقى شهودًا للحق ونورًا في العالم.