ثمّة سجلّات كَشفَت حديثاً أنّه، بتاريخ 9 آذار 2011، وهو اليوم نفسه الذي وقّع فيه حاكم ولاية إلينوي بات كوين قانوناً يلغي عقوبة الإعدام (بعد أن استشار حكّاماً وقضاة وعائلات ضحايا وأشخاصاً نجوا من العقوبة) وصلت رسالة دعم إلى صندوق بريد الحاكم من رجل مُدرَج ببساطة باسم روبرت ف. بريفوست، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
في التفاصيل، نُشرت الرسالة عبر الموقع الإلكتروني الرّسمي للحاكم، وشكرت كوين على “قراره الشجاع”، مُشيدة بـ”رؤيته وفهمه” لما وصفته بـ”مسألة بالغة التعقيد”.
في ذلك الوقت، لم يكن بريفوست أسقفاً بعد، ناهيك عن كونه بابا! كان يشغل منصب رئيس الرهبنة الأغسطينيّة، بعد أن أمضى سنوات كمُرسل في البيرو. ومع ذلك، ظلّت صِلاته بولاية إلينوي راسخة: فقد وُلد في شيكاغو، ووفقاً للرسالة، كان يقيم في منزل يملكه شقيقه في نيو لينوكس، إحدى ضواحي المدينة.
أمّا الرسالة بحدّ ذاتها فلم تتمّ ملاحظتها حتّى كشفت عنها WBEZ وصحيفة شيكاغو صن تايمز من خلال طلب سجلّات عامّة. ومع ذلك، أصبحت أهميتها واضحة في وقت لاحق، فيما تُعتبَر الآن أقدم مثال معروف على تدخّل بريفوست في نقاش سياسي أميركي مثير للجدل – قبل وقت طويل من أن يعرفه العالم كأوّل بابا مولود في الولايات المتّحدة. عندما أُبلغ بالرسالة، أصيب كوين، الذي قال إنّه لم يسمع عن بريفوست في ذلك الوقت، بالذهول. وقيل إنّه سأل: “هل يمكنك إرسال نسخة من الرسالة إليّ؟ أعتقد أنّني سأضعها في إطار”.
من ناحيته، لم يؤكّد الفاتيكان صحّة الرسالة، ولم يردّ البابا لاون الرّابع عشر على استفسار أُرسل إلى العنوان المرتبط بالرسالة. ومع ذلك، تبدو الصلة موثوقة، لا سيّما بالنّظر إلى العنوان المدرَج في الرسالة ووجود بريفوست الموثّق جيّداً في إلينوي في ذلك الوقت.
بالنسبة إلى الكثيرين الذين عرفوا بريفوست فقط كلاهوتيّ درس القانون الكنسيّ، فإنّ هذا يُضيف إيجابيّة على هويّته كمسؤول يتمتّع بأخلاق ولا يخشى التدخّل – وإن كان بهدوء – في مسائل الحياة والعدالة والكرامة الإنسانيّة.
كانت الكنيسة الكاثوليكية في إلينوي تمارس الضغط من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في عام 2011. والآن، بعد أكثر من عقد، اتّضح أنّ من بين الأصوات التي شجّعت كوين كان حبراً أعظم مستقبليّاً. وقد نال الأخير إشادة على تصرّفه من نشطاء مثل الأخت هيلين بريجين والحائز على جائزة نوبل ديزموند توتو. لكنّه قال إنّ أيّاً منها لا يضاهي رسالة مجهولة المصدر من كاهن أغسطيني مولود في شيكاغو، كان سيترأس الكنيسة الكاثوليكية يوماً ما. وقد قال كوين: “إنّ سماعي أنّ البابا المستقبلي لاون الرّابع عشر وقف إلى جانبي في ذلك اليوم يُشعرني بالتواضع. إنّه رجل ذو ضمير. سأحاول التواصل معه الآن”.
رسالة للأب بريفوست آنذاك ضدّ عقوبة الإعدام لم يلحظها أحد… حتّى مؤخّراً
