في عيد القدّيسة رفقا… حكاية ولادة رعيّة لبنانيّة تحمل اسمها

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بذكرى ميلاد القدّيسة رفقا في 29 يونيو/حزيران من كلّ عام. في هذه المناسبة، يطلّ عبر «آسي مينا» الأب أنطونيو واكيم، خادم رعيّة القدّيسة رفقا في منطقة تلال عين سعادة اللبنانيّة، ليُخبِرنا عن أسباب تأسيس هذه الكنيسة وأهمّ نشاطاتها في عيد شفيعتها.
يقول واكيم: «عندما أعلن البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني رفقا قدّيسةً عام 2001، لم تكُن لها بعد كنيسة تحمل اسمها. حينئذٍ، أقرَّ المطران السابق على أبرشيّة بيروت المارونيّة بولس مطر تأسيس أوّل رعيّة لها في لبنان. ولمّا رُسِمتُ كاهنًا عام 2005، أسندَ إليَّ المطران مطر مهمّة تأسيسها في منطقة تلال عين سعادة اللبنانيّة».
ويردفُ: «حين كثرت في المنطقة المجمّعات السكنيّة، برزَتْ حاجة روحيّة لتأمين مكان للاحتفال بالقدّاس الإلهيّ. فوضَعَ مشروع الأمل مرآبًا في تصرّف الأبرشيّة؛ وحين تسلّمتُ مهمّاتي، طالبتُ بإنشاء بيتٍ للقربان في هذا المرآب، حتّى يتجلّى فيه حضور المسيح».
ويُخبِر: «في 23 مارس/آذار 2006، احتفلنا بتذكار القدّيسة رفقا، وحوَّلنا المرآب إلى كابيلّا صغيرة حَمَلتْ اسمَها، وكانت بالقرب منها أرضٌ تابعة لأبرشيّة بيروت المارونيّة، فتشكّلت لجنة لبناء كنيسة كبيرة عليها، وبدأنا بتنظيم النشاطات لتوفير المال المطلوب لإنجازها. وفي العام 2008، وضِعَ لها الحجر الأساس».
ويزيد: «في العام 2010، انطلقنا بهذا المشروع، وما أنجزناه حتّى الآن هو المبنى الرعويّ، والمسرح، والمستوصف، والصالون. وكنّا قد وضعنا أعمدة الكنيسة، لكنّ الظروف منعتنا من إكمال البناء. انتقلنا عام 2019 من الكابيلّا، للاحتفال بالقدّاس في مسرح هذه الكنيسة. وفي العام 2005، كان في المنطقة 400 مسكنٍ، أمّا اليوم فيتخطّى العدد ألفَي مسكن، أي أنّ عدد السكّان يتجاوز عشرة آلاف نسمة».
ويروي: «هذا الشهر، احتفلنا أوّلًا بذكرى إعلان قداسة رفقا، في 10 يونيو/حزيران، فأقمنا الذبيحة الإلهيّة، ونظّمنا صبحيّة في هذه المناسبة، إضافة إلى عيد الأب، وعادَ ريع هذا النشاط لاستكمال بناء الكنيسة. وفي عيد الجسد، احتفلنا بذكرى زحف هذه القدّيسة إلى الكنيسة لِتُشارِك في القدّاس وتتناول القربان المقدّس».
ويُكمِل: «في 28 يونيو/حزيران، ليلة تذكار ميلادها، أحيينا القدّاس أمام مزارها العجائبيّ، وجلنا بذخائرها في المنطقة، وأعَدَّت السيّدات الحلوى لهذه المناسبة. وسنحتفل بالذبيحة الإلهيّة في 29 يونيو/حزيران، يوم عيدها وعيد القدّيسَين بطرس وبولس، عند الساعة التاسعة والحادية عشرة صباحًا».
ويختِم واكيم: «في عيد رفقا، شفيعة المتألّمين على المستويَين الروحيّ والجسديّ، أسألُ الله أن يمنحَ هؤلاء الأشخاص روح الرجاء، بشفاعة هذه القدّيسة التي لم تتذمّر قطّ من أوجاعها، كي تمنحهم التعزية، فيُتابِعوا مسيرتهم الروحيّة، ويَتخطّوا آلامهم بفرح المسيح ويُشاركوه صليبَهُ على مثالها».