مؤتمر الإنتشار الملكي افتتح اعماله في زحلة بحضور البطريرك العبسي

افتُتحت الجمعية الرومية الملكية الكاثوليكية العالمية في فندق قادري الكبير في مدينة زحلة مؤتمر الإنتشار الملكي الثاني للروم الملكيين الكاثوليك بعنوان ” معاً نثبّت الوحدة الملكية” بحضور صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، السادة الأساقفة اعضاء سينودس الكنيسة الرومية الملكية، سفيرة النمسا في لبنان فرانسيسكا هونزوويتز فريسننغ، رئيس الجمعية الرومية الملكية الكاثوليكية العالمية البروفسور يوسف بخاش، إلى جانب لفيف والكهنة والرهبان والراهبات وممثلي الانتشار الملكي من مختلف البلدان.
افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني تلته كلمة ترحيب من الأستاذ غسان حجار.
المطران ابراهيم القى كلمة ترحيبية بالحضور مؤكداً أن زحلة، الحاضنة الدائمة للمناسبات الكنسية والوطنية، تحتضن هذا الحدث بفرح ومسؤولية، وتفتح قلبها وبيوتها لأبناء الانتشار. ومما قال :
” باسم زحلة، مدينة الشهداء والأبرار، مدينة الأجراس والكنائس، وباسم “سيدة النجاة” التي حمت هذه الأرض بدموعها وصلواتها، نقول لكم من القلب: أهلاً وسهلاً بكم في بيتكم.
أهلاً بكم في مدينةٍ تنبض بالإيمان، حملت الإنجيل في صدرها، وفتحت ذراعيها للمهاجر والمقيم، وحفرت في ذاكرة الكنيسة صفحات من ذهبٍ ودموعٍ وكرامةٍ.
إنه ليوم مبارك أن تلتقوا هنا، من بلادٍ بعيدة وقريبة، لتقولوا معًا: نحن واحد في الجذور، وفي الرسالة، وفي الإيمان، نحن أبناء كنيسةٍ شرقيّة أنطاكيّة، كنيسةٍ لا تعرف الحدود، لأنها تمتدّ بامتداد الروح، وباتّساع القلب.”
واضاف” أنتم اليوم، لستم ضيوفًا على زحلة، بل أنتم شهود إيمانها، وامتداد رسالتها، وأملها في الغد.أنتم صورة الكنيسة التي تُولد من جديد كلّما تلاقت المحبّة والرؤية والرجاء.
فباسم كنيستنا، باسم شعبنا المنتشر والراسخ، باسم الجذور التي لا تموت، والأغصان التي تُثمر في كل أرض، نقول لكم:
مرحبًا بكم في زحلة… مرحبًا بكم في وطن القلب… مرحبًا بكم في مؤتمرٍ نريده أن يُنبت حوارًا، ويُنير دربًا، ويُجدّد انتماءً.
فلتكن هذه الأيام المباركة، زمن نعمة، ومساحة لقاء، وبداية مسيرة جديدة… تمجّد الله وتخدم الإنسان.
أهلاً وسهلاً بكم.”
وختم المطران ابراهيم كلمته بصلاة خاصة بإفتتاح المؤتمر جاء فيها:
” “يا ربّ الكنيسة الحيّ، ويا راعي الشعوب المنتشرة”
يا يسوع المسيح، أيّها الراعي الصالح، النور الذي يضيء ظلمات هذا العالم، جئنا إليك من أقاصي الأرض، من بلادٍ تفصلها المسافات وتجمعها المحبة، حاملين في قلوبنا الشوق إلى وجهك، وفي أعيننا الرجاء بلقياك في وسط كنيستك المقدّسة.
بارك هذا اللقاء، وأنزل علينا روحك القدّوس، كما في عليّة الرسل، لنُصغي إلى صوتك في وجوه الإخوة، ونكتشف حضورك في واقع شعبك المتألم والمتشتّت، ونرسم معًا ملامح كنيسة حاضرة، راعية، جامعة، ترسل وتحتضن.
نرفع إليك، يا ربّ، كلّ مؤمن في أرض الاغتراب، كلّ قلبٍ يشعر بالغربة، وكلّ بيتٍ ينتظر كلمة رجاء.
اجعل من مؤتمرنا هذا، يا ربّ، مذبحًا يُرفع عليه البخور، وساحةً تتجلّى فيها إرادتك المقدّسة، ونقطة انطلاق لرسالة جديدة، تُحيي الهمم، وتضمّ الوجوه، وتخاطب الأجيال.
يا ربّ، اجعل من زحلة، هذه المدينة التي أحبّتك، نقطة لقاء بين الأرض والسماء، وبين الشرق والانتشار، وبين الإنسان وأخيه الإنسان.
يا مريم، سيدة النجاة، يا أمّ الكنيسة، يا أمّ الملكيين الكاثوليك، أحيطينا بردائكِ، ورافقي خَطواتنا، حتى يبقى الإنجيل حيًّا في أوطاننا، ويزهر في أوطاننا الجديدة، إلى الأبد. آمين.”
البروفسور بخاش القى كلمة رحب فيها بالمشاركين واعطى لمحة تاريخية عن نشأة الجمعية الرومية الملكية الكاثوليكية العالمية التي بلغت من العمر عشرة اعوام، وعن نشاطاتها في جمع المنتشرين في اصقاع العالم مع الكنيسة ألأم.
وانطلقت الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان ” دور الإنتشار في نهوض لبنان والمشرق العربي” مع البروفسور انطوان مسرة، ادارها الأستاذ غسان حجار وتخللها مداخلات للحضور,
الجلسة الثانية كانت بعنوان ” الشبيبة الملكية بين التعلم الجامعي والتعاليم الإنجيلية” مع راعي ابرشية المخلص في مونتريال المطران ميلاد الجاويش، ادارها الأستاذ غسان حجار وتخللها مداخلات.
الجلسة الثالثة للمؤتمر كانت بعنوان ” الحوار كجسر عبور نحو سلام مستدام” شارك في المحور الأول فيها سفيرة النمسا في لبنان فرانسيسكا هونزوويتز فريسننغ وتحدثت عن ” الحوار اداة اساسية في العلاقات الدولية” ، وفي المحور الثاني تحدث البروفسور فايز الحاج شاهين عن ” الحوار في التجربة اللبنانية”، وادارة الجلسة الأستاذة كريستين زعتر وتخللتها مداخلات للحضور.
وبعد استاراحة انقسم الحضور الى ثلاث محاور وعقدوا جلسات لإعتماد التوصيات، وتوزعت المحاور على الشكل التالي : المحور الأول ” المساهمة المجتمعية للكنيسة الرومية الملكية”، المحور الثاني ” الشبيبة الملكية – حاضر ومستقبل”، والمحور الثالث ” السياحة الدينية الملكية والإنماءالمحلي المستدام”.
واختتمت اعمال المؤتمر لفترة قبل الظهر بجلسة ادارتها الدكتورة وديعة خوري، جرى خلالها عرض نتائج الإستمارة الإجتماعية.
ويختتم المؤتمر اعماله بجلسة ختامية تقام في باحة مطرانية سيدة النجاة تتلى خلالها مقررات المؤتمر.