البابا لاوُن الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكي ويتحدث عن تقاسم الله معنا، من أجل خلاصنا، القليل الذي لدينا

انطلق قداسة البابا لاؤن الرابع عشر يوم الأحد قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في حديثه إلى المؤمنين من معجزة الخبز والسمك ليتكلم عن احتفالنا اليوم بعيد جسد الرب ودمه ويتوقف عند تقاسم الله معنا القليل الذي لدينا وذلك من أجل خلاصنا.
تلا قداسة البابا لاوُن الرابع عشر ظهر يوم الأحد ٢٢ حزيران يونيو صلاة التبشير الملائكي، وتحدث قبلها إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس مذكرا بالاحتفال اليوم بعيد جسد الرب ودمه. ثم انطلق الأب الأقدس في حديثه من معجزة الخبز والسمك التي يرويها إنجيل القديس لوقا، فقال إن يسوع ولإشباع الآلاف من الأشخاص الذين جاؤوا للإصغاء إليه وطلب الشفاء يدعو الرسل إلى أن يأتوا بالقليل الذي لديهم، وبارك الخبز والسمك وقال للتلاميذ أن يوزعوها على الجميع. وكانت النتيجة مفاجئة، قال الأب الأقدس، حيث لم يحصل فقط الجميع على طعام كافٍ بل وفضل الكثير منه.
وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أن المعجزة، وإلى جانب الأعجوبة، فهي علامة، وتُذكرنا بأن عطايا الله حتى تلك الأصغر تنمو بقدر ما نتقاسمها. وأضاف أننا اليوم، ومع قراءتنا لهذه المعجزة خلال الاحتفال بجسد الرب ودمه، نتأمل في واقع أكثر عمقا. فنحن نعلم أن في أصل كل تشارك بشري هناك تقاسم أكبر يسبق هذا، ألا وهو ما يقوم به الله إزاءنا. فهو الخالق الذي وهبنا الحياة، تابع الأب الأقدس، وكي يخلصنا سأل واحدة من خلائقه أن تكون له أما وتعطيه جسدا هشا، محدودا، فانيا مثل جسدنا، موكلا نفسه إليها كما الطفل. وأضاف البابا أن الله قد شاركنا هكذا فقرنا حتى الأعماق حيث اختار أن يستخدم، كي يفدينا، ذلك القليل الذي يمكننا أن نقدم له.
ثم دعا قداسة البابا إلى التفكير في كم هو جميل، حين نقدم هدية حتى وإن كانت صغيرة حسب إمكانياتنا، رؤية كيف يثمِّن هذه الهدية مَن يتلقاها، وكم يسعدنا أن نشعر أن هذه الهدية رغم بساطتها توحدنا بشكل أكبر مع من نحبهم. وتابع الأب الأقدس أن هذا ما يحدث بيننا وبين الله في سر الإفخارستيا، فالرب يقبل ويقدِّس ويبارك الخبز والخمر اللذين نضعهما على المذبح مع تقديم حياتنا، ويحولهما إلى جسد المسيح ودمه، قربان محبة من أجل خلاص العالم. وواصل قداسته أن الله يتحد بنا متقبلا بفرح ما نحمل إليه ويدعونا إلى أن نتحد معه بقبولنا وتقاسمنا بفرح مماثل عطية محبته. وهكذا، وكما يقول القديس أغسطينوس، أضاف البابا، فإنه وكما يتشكل من حبوب القمح التي تتجمع خبز واحد، يتشكل في وفاق المحبة جسد المسيح الواحد.
وفي ختام كلمته إلى المؤمنين والحجاج قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي اليوم الأحد ذكَّر البابا لاوُن الرابع عشر بتطواف القربان الأقدس الذي سيتم تنظيمه مساء اليوم حيث سيترأس قداسته القداس الإلهي، وذلك في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران ثم سيبدأ التطواف الذي سيُحمل خلاله القربان الأقدس عبر شوارع مدينتا، قال البابا. وواصل أننا سنرتل وسنصلي وصولا إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى لاستمطار بركة الرب على بيوتنا وعائلاتنا وعلى البشرية بأسرها. وليكن هذا الاحتفال، ختم الأب الأقدس، علامة منيرة لالتزامنا بأن نكون كل يوم، انطلاقا من المذبح ومن بيت القربان، حمَلة شركة وسلام أحدنا للآخر في التقاسم والمحبة.