حدائق الفاتيكان… واحة تأمّل وابتكار

يقصد عدد كبير من الحجّاج والسيّاح الفاتيكان لزيارة بازيليك القدّيس بطرس والمتاحف، لكن غالبًا ما تفوتهم فرصة التمتّع بجمال الحدائق الفاتيكانيّة، على الرغم من أنّ البابا فرنسيس فتح هذا المكان المميّز أمام الجمهور في العام 2014.
في ما يلي بعض التفاصيل التي يجب أن تعرفوها عن حدائق الفاتيكان:
نباتات متنوّعة
يُروى أنّ موقع تأسيس حدائق الفاتيكان رُشَّ بتربة مقدّسة أحضرتها الإمبراطورة القدّيسة هيلانة من جبل الجلجلة، لربط دم المسيح في شكل رمزيّ بدم آلاف المسيحيّين الذين ماتوا نتيجة اضطهادات الإمبراطور نيرون. وشكّلت الحدائق واحة استرخاء وتأمّل وابتكار لكثيرين من الباباوات.
وقد كان البابا نيكولاس الثالث شغوفًا بالخصائص العلاجيّة للنباتات، فأنشأ حديقة نباتيّة تُتيح درس القوى العلاجيّة للنباتات.
وتضمّ الحدائق نباتات متوسّطيّة تقليديّة مثل السرو والصنوبر والدفلى، فضلًا عن أزهار وشجيرات غريبة من أماكن بعيدة مثل اليمن والصين وجبال الهيمالايا وأستراليا. كذلك، توجد شجرة أرز من لبنان كتِبت تحتها آية من الكتاب المقدّس: «لذلك بنى سليمان الهيكل وغطّاه بألواح من خشب الأرز» (1 ملو: 6).
لورد في الفاتيكان
تُتاح لزوّار الحدائق أيضًا رؤية أنموذج مطابق لمغارة لورد في فرنسا. وفي أسفل تمثال العذراء، يوجَد نقشٌ لرسالة مريم إلى الشابّة برناديت سوبيرو التي طوِّبَت عام 1925 وأعلِنَت قدّيسة عام 1933.
وقدَّم أسقف تارب ولورد، بيير ماري ثياس، المذبحَ الأصلي لمغارة لورد في فرنسا إلى البابا يوحنا الثالث والعشرين في العام 1960 ووُضع في المغارة. وفي كلّ شهر مايو/أيّار، يُنظّم الحجّاج مسيرة بالشموع عبر الحدائق إلى الضريح. كما يوجَد في الحدائق 15 مزارًا آخَر للعذراء.
نوافير وحيوانات
تضمّ الحدائق أكثر من 100 نافورة، من أشهرها «فونتانا ديل أكويلا» التي ترمز إلى عودة الماء إلى الفاتيكان.
وقد كانت الحدائق تستضيف سابقًا نُمورًا وفِيَلة وغِزلانًا. لكنّ السياح الذين يزورونها اليوم يمكنهم حصرًا أن يُشاهدوا الطيور والسلاحف البحريّة.