في رسالة فيديو عُرضت في مزار آرس، توقّف الكاردينال لازارو هيونغ-سيك يو، عميد دائرة الإكليروس، عند شخصية القديس يوحنا ماريا فيانيه، بمناسبة مرور مئة عام على إعلان قداسته. وقال: “أيها الكهنة الأعزاء، أود أن أقول لكم: لا تخافوا من أن تكونوا ضعفاء. لا تخشوا إن لم يفهَمكم الناس دائمًا”.
“لقد كان القديس خوري آرس كاهنًا متواضعًا، لكنه عظيم أمام الله، لأنه عاش بمحبة وتفانٍ تجاه الآخرين” هذا ما قاله عميد دائرة الإكليروس الكاردينال لازارو هيونغ-سيك يو في رسالة الفيديو التي وجهها بمناسبة الذكرى المئوية لإعلان قداسة يوحنا ماريا فيانيه، في ٣١ أيار ١٩٢٥، على يد البابا بيوس الحادي عشر، الذي أعلنه “شفيعًا سماويًا لجميع كهنة الرعايا في العالم”. وفي الفيديو، الذي عُرض في بداية القداس الاحتفالي صباح ٣١ أيار في مزار آرس، أشار الكاردينال يو إلى أن حدث إعلان قداسة خوري آرس قد شكّل لحظة نعمة للكنيسة جمعاء، لأن “رعية متواضعة في الريف الفرنسي أصبحت مركزًا روحيًا لأوروبا، بفضل كاهن جعل الله في المقام الأول، من دون أي مساومات”.
وأكد الكاردينال يو أن القديس يوحنا ماريا فيانيه يمثل نموذجًا لقداسة “لا تنبع من المكانة أو الشهرة، بل من الصلاة، والإفخارستيا، وسرّ الاعتراف”، ومن القدرة على الإصغاء والمحبّة وقيادة آلاف الأشخاص “بقلب الراعي”. وأضاف: “هو لا يزال اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نموذجًا لجميع الكهنة: يدعونا لكي لا نيأس، وإنما لكي نحيا خدمتنا الكهنوتية بفرح وتواضع وشجاعة”، ولا سيما في جماعة مؤمنة، لأن دعمها “بالصلاة، والتقدير، والمودّة” هو أمر جوهري للكهنة.
وبالنظر إلى سنة اليوبيل، وصف الكاردينال يو خوري آرس بأنه “رفيق درب، ومنارة صامتة تقودنا نحو الجوهريّ”. وقال: “أيها الكهنة الأحباء، أقول لكم بمحبة أخوية: لا تخافوا من الضعف. لا تخشوا إن لم يفهمكم الناس دائمًا. إنّ خوري آرس نفسه قد اعتُبر “بسيطًا للغاية” للسيامة الكهنوتية، ومع ذلك سلّمه الله قلوب آلاف الأشخاص”. وتابع قائلًا: “إن أمانتكم اليومية، وتضحياتكم الخفية، وليالي الصلاة التي قضيتموها، جميع هذه الأمور تبني رجاء العالم”.
كما شكر الكاردينال يو المؤمنين الذين يدعمون رعاتهم، كما كان يفعل القديس خوري آرس. وبالاستناد إلى كلمات البابا لاوُن الرابع عشر حول أهمية الدعوات الكهنوتية، دعا الكاردينال يو الجميع لكي يكونوا “حجاج رجاء”، يصغون إلى صوت المعلّم ويسيرون معًا، “لا بدافع العادة، بل بدافع المحبة. لا عن واجب، بل عن دعوة”. وختم الكاردينال لازارو هيونغ-سيك يو، عميد دائرة الإكليروس بالدعوة إلى أن نطلب من خوري آرس أن “يعلّمنا أن نعيش الإيمان بصدق، من دون طرق مختصرة ولا مظاهر خادعة”، وأن يعين الكهنة لكي يكونوا “رجال صلاة، وإصغاء، وفرح”.
الكاردينال يو: قداسة خوري آرس لا تنبع من المكانة
