الكاردينال بيتسابالا يترأس صلاة السبحة الوردية عن راحة نفس البابا فرنسيس

ترأس بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا صلاة السبحة الوردية، مساء الجمعة، من على رتاج بازيليك القديسة مريم الكبرى بروما عن راحة نفس البابا فرنسيس بمشاركة عدد كبير من المؤمنين، من بينهم العديد من الوافدين من أوروبا ومختلف أنحاء العالم لإلقاء التحية الأخيرة على البابا الراحل.
إنها الأمسية الرابعة على التوالي التي يتجمع فيها الحجاج والمؤمنون في المدينة الخالدة ليرفعوا الصلوات عن راحة نفس البابا فرنسيس، الذي وافته المنية في الحادي والعشرين من الجاري، يوم اثنين الفصح. وقد قرر البابا برغوليو، خلافاً للعرف المتبع من قبل سلفائه، أن يُدفن في هذه البازيليك الرومانية حيث توجد أيقونة العذراء، “خلاص الشعب الروماني”، وهي أيقونة بيزنطية يروي التقليد أن من كتبها هو القديس لوقا الإنجيل! ويحصل هذا في وقت يستعد فيه هذا الصرح الهام لاستقبال رفات البابا، هذا السبت في أعقاب الجنازة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، مع العلم أن الحبر الأعظم الراحل قام بزيارة بازيليك القديسة مريم الكبرى قبل أيام قليلة على وفاته.
قال البطريرك بيتسابالا إنه إزاء سر العبور من الحج الأرضي إلى الحياة الأبدية قد يسود الضياع واليأس في قلب الإنسان تماماً كما حصل مع تلاميذ الرب الذين انغلقوا على أنفسهم، كما يروي الإنجيل. واعتبر نيافته أننا اليوم أيضا يمكن أن نستسلم لليأس، لكننا في الواقع مدعوون إلى وضع ثقتنا بالرب وبكلمته، وإلى اتّباعه. وأضاف أنه مع موت البابا فرنسيس يمكن أن نجد صعوبة في تصديق ما حصل، ويمكن أيضا أن ننسى الوعد الذي قطعه معنا الرب يسوع. واعتبر بيتسابالا أنه بغية التغلب على الخوف وتفادياً للفراغ، يمكن أن نطلب اليوم من القديسة مريم العذراء، “خلاص الشعب الروماني” أن تساعدنا على أن نرتقي بالقلب وأن نجعل من ساعة الألم هذه فجرَ رجاء. وذكّر بأن البابا فرنسيس شاء أن تُكرس سنة اليوبيل المقدسة للرجاء.
مقابلة مع رئيس الكهنة المساعد على بازيليك القديسة مريم الكبرى
في سياق متصل كان لوسائل التواصل الفاتيكانية لقاء مع رئيس الكهنة المساعد على بازيليك القديسة مريم الكبرى الكاردينال مارشيكاس الذي قال إن آخر زيارة سيقوم بها الحبر الأعظم الراحل إلى هذه الكنيسة، عصر السبت، ستكون زيارة رائعة تتخطى حدود الزمان والمكان، وتأتي بمثابة تعبير عن الإيمان بالقيامة. وذكّر بأن برغوليو كتب في وصيته أنه يريد أن تكون بازيليك القديسة مريم الكبرى مثواه الأخير، والتي يعود تاريخ بنائها، بحسب التقليد، إلى القرن الرابع.
وأضاف أن البابا فرنسيس قام، خلال سنوات حبريته الاثنتي عشرة، بمائة وست وعشرين زيارة إلى هذه البازيليك وكانت الزيارة الأولى في الرابع عشر من آذار مارس ٢٠١٣، غداة انتخابه على السدة البطرسية، وكانت الزيارة الأخيرة في الثاني عشر من أبريل نيسان الجاري، عشية بداية أسبوع الآلام، بالإضافة طبعا إلى الزيارات التي قام بها إلى هذه البازيليك قبل وبعد رحلاته البابوية خارج الأراضي الإيطالية.
إذا يعود البابا فرنسيس هذا السبت إلى هذا الصرح الديني، الذي هو من أصغر البازيليكات البابوية الأربع في روما، وهي الوحيدة التي لم تُدمر عبر التاريخ، وهي الوحيدة المكرسة للعذراء، والأقدم التي تحمل اسمها في الغرب المسيحي. واللافت أن هذه البازيليك موجودة على مسافة قريبة من محطة السكك الحديد الرئيسة في روما والتي تشكل تقاطع طرق بين الشعوب والحضارات، وترمز بالتالي إلى حبرية البابا فرنسيس التي تمحورت حول ضرورة الخروج من التقوقع من أجل لقاء الآخر والاقتراب من الضواحي الجغرافية والوجودية.
ويقول الأب مارشيكاس إن قرار الحبر الأعظم بأن يُدفن في هذه البازيليك نضج على مر السنوات الماضية، مضيفا أنه التقى بالبابا في أيار مايو ٢٠٢٢ وسأله عما إذا كان يريد أن يكون مدفنه في ذلك الصرح. وقال له برغوليو في البدء إن التقليد يريد أن يُدفن البابوات في البازيليك الفاتيكانية، لكنه ما لبث أن اتصل به بعد أسبوع وقال له إن العذراء طلبت منه أن يُعِد له مدفناً في بازيليك القديسة مريم الكبرى. وأضاف الأب مارشيكاس قائلا إن البابا فرنسيس كان مسرورا لأنه أدرك أن العذراء لم ولن تسناه.