نشرت مجلة Piazza San Pietro (ساحة القديس بطرس) الشهرية رسالة رد فيها البابا فرنسيس على رسالة كان قد تلقاها عَبَّرت فيها كاتبتها عن صعوبة الاحتفال بالفصح مع أبنائها الذين يعملون بعيدا بسبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر.
Piazza San Pietro (ساحة القديس بطرس) مجلة شهرية يديرها الأب إنسو فورتورناتو تتطرق إلى المواضيع الآنية والروحانية والثقافة. وعبْر صفحات هذه المجلة أجاب قداسة البابا فرنسيس على رسالة كان قد تلقاها من أم من جزيرة صقلية الإيطالية تتحدث فيها عن ابنيها اللذين يعملان خارج الجزيرة وتشكو من ارتفاع أسعار الرحلات سواء بالقطار أو بالطائرة مع اقتراب الاحتفال بالفصح، وهو أمر لا يُمَكن البعض من لم شمل العائلة للاحتفال معا. وقد ذكرت السيدة الصقلية أنها تريد في رسالتها الإشارة إلى ظاهرة وصفتها بغير العادلة بالنسبة لعائلة مثل عائلتها والتي تعيش على معاش التقاعد، وتساءلت بالتالي إن كان من الجيد التفكير في وضع أسعار خاصة لتذاكر السفر خلال الأعياد والعطلات للعائلات التي يعمل أبناؤها في الخارج.
وفي بداية إجابته أكد قداسة البابا فرنسيس قناعته التي تحدَّث عنها في أكثر من مناسبة بضرورة مساعدة العائلات على أن تكون مجتمعة لينعم أفرادها بالمرافقة المتبادلة والكون معا في مسيرة الحياة والحوار والبحث معا عن مشيئة الرب. ثم توقف الأب الأقدس عند عثور الكثير من الأبناء في فترة تغير الحقبة هذه على عمل بعيدا عن الوالدين وإلى عدم تمكنهم من أن يمضوا معهم حتى أعياد الميلاد والفصح. ونبه البابا هنا إلى أن هذه المسافة يمكنها في بعض الأحيان ان تُضعف العلاقات أو أن تتسبب في سوء فهم أو نصاعب.
وفي رد على فكرة السيدة الصقلية كتب البابا فرنسيس أنه سيكون من الجميل أن توفر الشركات إعانة لتمكين تجمُّع افراد العائلة على الأقل خلال الاحتفال بالميلاد والقيامة، ووصف إقداما محتمَلا على مثل هذا الإجراء بفعل إنسانية وأخوّة يُدعى إليه أيضا عالم الاقتصاد والأعمال. وأراد البابا فرنسيس في هذا السياق التذكير بعبارة للبابا القديس يوحنا بولس الثاني أكد فيها أن العمل هو للإنسان وليس الإنسان للعمل. وواصل الأب الأقدس داعيا إلى مساعدة الشباب والعائلات على أن يكونوا معا على الأقل خلال الأعياد للتشارك في الاحتفال بها.
وتابع قداسة البابا أن الأعياد والأيام التي يمكن قضاؤها مع الوالدين والأجداد يمكنها أن تكون لحظات سعادة فريدة وأن تصبح ذكريات تمنح الصفاء والفرح طوال الحياة، وذلك لأنها تُثْبت لنا أن الخير والمحبة هما ممكنان دائما وأنن هناك محبة أكبر تنتظرنا وتغفر لنا دائما. تحدث قداسته بالتالي عن خبرة محبة الله باعتبارها نعمة يمكن أن تعاش في العائلة ولا يمكن لأي ذكاء اصطناعي أن يكررها. ولهذا، كتب البابا فرنسيس، أردتُ في الرسالة العامة “لقد أحبنا” (Dilexit nos)، والتي وددتُ أن أخصصها للمحبة الإنسانية والإلهية لقلب يسوع، تسليط الضوء على ما لا يمكن لأية خوارزميات أن تحاكيه مثل، وكما كتب قداسته في هذه الوثيقة، استخدام الشوكة لضبط أطراف تلك الأطعمة التي كانت تصنعها أمهاتنا أو جداتنا، أو جعل شخص يبتسم من خلال نكتة. وتابع البابا فرنسيس أن كل هذا يمكن أن يعاش في العائلة، وأضاف قداسته: فلنساعدن الشباب والوالدين حين يرغبون في أن يكونوا معا. وواصل الأب الأقدس مشجعا من جهة أخرى على البحث في الوقت ذاته عن طرق أخرى في حين كنا بعيدين أحدنا عن الآخر وذلك باستخدام التكنولوجيا. وأوضح قداسته أن هذا لا يجوز أن يصبح القاعدة ولكن يمكننا اللجوء في بعض الحالات إلى هذه الوسائل الحديثة كما ويمكن مثلا تأسيس مجموعة حوار عائلية يُقترح فيها كل يوم التأمل في عبارة من الإنجيل، وذلك لدعم بعضنا البعض عن بُعد في مسيرة الإيمان.
البابا فرنسيس يدعو إلى تسهيل قدرة العائلات على التجمع للاحتفال معا بالأعياد
