نشرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي نص التعليم الذي أعدّه قداسة البابا فرنسيس للمقابلة العامة مع المؤمنين التي كانت مرتقبة اليوم الأربعاء السادس عشر من نيسان أبريل ٢٠٢٥، وسلط الضوء على مثَل الابن الضال، وقال إن الإنجيل يريد أن يقدّم لنا رسالة رجاء.
استهل قداسة البابا فرنسيس تعليمه قائلا بعد التأمل في لقاءات يسوع يودّ التوقف بدءا من تعليم اليوم عند بعض الأمثال، وأشار إلى أنها تستند إلى صور ومواقف من الواقع اليومي ولذا فهي تلمس حياتنا أيضا وتدعونا إلى اتخاذ موقف. وسلط الأب الأقدس الضوء في تعليم اليوم على مثَل الأب وابنيه الاثنين (لوقا ١٥، ١ – ٣. ١١ – ٣٢)، كما قال، لافتًا إلى أن لوقا الإنجيلي يقول إن يسوع روى هذا المثَل للفريسين والكتبة الذين كانوا يتذمرون لأنه كان يأكل مع الخطأة.
وأضاف البابا فرنسيس أن الإنجيل يريد أن يقدم لنا رسالة رجاء لأنه يقول لنا أينما ضللنا، وبأية طريقة ضللنا، فإن الله يأتي دائما ليبحث عنا! ربما ضللنا مثل الخروف الذي خرج عن الطريق ليأكل العشب، أو بقي في الخلف بسبب التعب (راجع لوقا ١٥، ٤ – ٧)، أو ربما ضللنا مثل الدرهم الذي وقع على الأرض ولم يُعثر عليه أو ربما وضعه أحد في مكان ما ولا يتذكّر أين. أو ربما ضللنا مثل الابنين: الابن الأصغر لأنه تعب من البقاء في علاقة كان يشعر بأنها متطلبة جدا؛ والابن الأكبر ضلّ أيضا إذ لا يكفي أن نبقى في البيت، وفي قلبنا كبرياء وحقد.
وأشار البابا فرنسيس إلى أن المحبة هي التزام، فهناك دائما شيء يجب أن نخسره لكي نلتقي بالآخر. غير أن الابن الأصغر في هذا المَثَل فكّر فقط في نفسه كما يحدث في بعض مراحل الطفولة والمراهقة. ففي الوقع، نرى أيضا بالغين كثيرين من حولنا، غير قادرين على الحفاظ على علاقة لأنهم أنانيون. وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أن الابن الأصغر، ومثلنا جميعا، كان متعطشا إلى المحبة، يريد أن يكون محبوبًا. غير أن المحبة هي عطية ثمينة ينبغي الاعتناء بها، ولكنه لم يهتم بها. ولاحظ ذلك في وقت المجاعة حين لم يهتم به أحد. والخطر أنه في تلك اللحظات نستجدي الحنان والمحبة. وأشار البابا فرنسيس إلى أن الابن الأصغر وعندما ساءت أوضاعه كثيرا، فكّر بالعودة إلى بيت أبيه ليجمع من الأرض فُتاتًا من الحنان والمحبة. وتوقف من ثم عند لوحة شهيرة للرسّام الكبير رامبرانت يقدّم فيها بشكل رائع عودة الابن الضال، وسلط الأب الأقدس الضوء على أن رأس الشاب الحليق، مثل رأس شخص تائب، ويبدو أيضا كرأس طفل، لأن هذا الابن يولد من جديد.
وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أن الابن الأكبر هو الذي يمثل الذين من أجلهم قيل هذا المثل: فهو الابن الذي بقي دائما في البيت مع أبيه، ومع ذلك، كان بعيدا عنه، بعيدا عن القلب. ربما كان هذا الابن يرغب هو أيضا في الرحيل، ولكن بسبب الخوف أو الواجب بقي مع أبيه. ولكن عندما نتأقلم مع وضع ونحن مرغمون، يبدأ الغضب في داخلنا، وينفجر عاجلا أم آجلاً. إن الابن الأكبر هو مَن واجه في النهاية خطر البقاء خارج البيت، لأنه لم يتقاسم فرح أبيه.
وأشار البابا فرنسيس إلى أن الأب قد خرج أيضا للقائه. لا يوبّخه. أراد فقط أن يُشعره بمحبته. فدعاه إلى الدخول وترك الباب مفتوحًا. وهذا الباب، أضاف البابا فرنسيس يقول، يبقى مفتوحا لنا أيضا. وهذا سبب رجائنا: يمكننا أن نرجو لأننا نعلم أن الآب ينتظرنا، يرانا من بعيد، ويترك الباب مفتوحًا دائما.
وفي ختام تعليمه قال قداسة البابا فرنسيس: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لنسأل أنفسنا أين نحن في هذه القصة الرائعة. ولنطلب من الله الآب النعمة لنجد نحن أيضا الطريق للعودة إلى البيت.
البابا فرنسيس في تعليمه الأسبوعي: يريد الإنجيل أن يقدم لنا رسالة رجاء
