المطران سويف : لبنان يريد أن يحمل زيتون الخير والعمران والإزدهار

إحتفل رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف السامي الاحترام بالقدّاس الإلهيّ لمناسبة أحد الشعانين ورتبة تبريك أغصان الزيتون، في كنيسة مار مارون – طرابلس، عاونه خادم الرعيّة الخورأسقف نبيه معوّض والمونسنيور جوزاف غبش، بحضور أبناء الرعيّة والرعايا المجاورة.
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى سيادته عظةً جاء فيها:
1. نستقبل في هذا الاحد المبارك، شعانين النخل والزيتون، يسوع المسيح ملك الملوك وسيد السادة. ومعه ندخل الى الفصح الجديد والى الاحتفال بعبور قد سبق وأتمه بموته وقيامته معطياً الحياة الجديدة للعالم. فبنقاوة الأطفال وعزتهم نصرخ الى الرب قائلين : هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب.
“ماراناتا ” تعال أيها الرب واملك على القلوب والعقول وحوّل البشرية كلها الى عائلة تشهد للوحدة والمحبة.
2. بالمحبة تحمل أغصان الزيتون والنخيل، وبدونها تمسي حطبًا يابسًا يُلقى في الهشيم والنار. هي أغصان الزيتون والمسيح هو بشخصه الزيتون هو المر سل من الآب ليطعم الزيتون البري، العالم القديم، بروح الله وبحياته .
عالمنا اليوم أيها الأحباء، يتهافت ليتطع بأفكار وثقافات وإيديولجيات تبعد الإنسان عن الله. إنسان اليوم يركض فيسباق ليصل الى المادة ويتباهى بالقوة ويفتخر بأن الكبير يأكل الصغير والقوي يسيطر على الضعيف، ظنًا منه أنه الرابح .وللأسف فالفئة الرابحة هي قلة قليلة والأكثرية هي المظلومة والمسحوقة. فبدخولنا اليوم الى أورشليم، تعالوا نرفع الدعاء لعودة العالم الى الرب والى الإنسانية. فمن يطعم بالمسيح يثمر البر والحق والقداسة والسلام. فطعم المسيح يج.دنا بالله وبالروح القدس ويجدد إنسانيتنا لصون كرامة كل إنسان.
3. لا طعم ولا معنى لدخولنا الى الإسبوع الفصحي إلا بتواضع المسيح. فربّ الأرباب وخالق السماء والأرض، نراه اليوم يمتطي جحشا ابن أتان ليصبح هو بتواضعه وإنحنائه وغسل أرجل تلاميذه وبموته وقيامته فصحنا الجديد. فالعبور الحقيقي من الإنسان القديم الذي مازال فينا حتى هذه اللحظة الى انسان جديد بالمسيح، لا يتم إلا بالتواضع ونقاوة القلب. فيا أيها الانسان، اخرج من كبريائك وحطمه بقوة النعمة وتزين بالتواضع الذي يقودك الى محبة الرب ومحبة أخيك الإنسان.
4. نحتفل اليوم برمزية شعانين النخل والزيتون. فالنخل قوي ذات جذور عميقة وثابتة، لذا فإنه يأخذ المياه من عمق الأرض. وهكذا هو الإنسان المستقيم والعميق بالإيمان يأخذ القوة من زيتون الروح القدس رمز الخير والشفاء والسلام
“الصديق كالنخل يزهر ومثل أرز لبنان ينمو” (مز 92: 12).
5. يوبيل الرجاء الذي تحتفل به الكنيسة هذا العام هو يوبيل لبنان الرجاء. لقد وطأت أقدامنا عيد لبنان ونحن نعبر نحو الحالة الجديدة المنتظرة منذ الثالث عشر من نيسان 1975 بدء الحرب اللبنانية المشؤومة. يوبيلونا اليوم هو صلاة نرفعها بحرارة وعمل وطني مشترك يساعد الدولة في تمكين حضورها وبسط نظامها على كافة الأراضي اللبنانية
نعم أيها الأحباء، لبنان ينتظر بإيمان وفرح ورجاء أن يطعّم كزيتون بري في أصالة المحبة والإيمان والحرية. نريد لبنانًا وحكّامًا يجعلون الخير العام خيارهم الأول والأخير، بعيدًا عن خيارات سابقة د مّرت البلد وجرحت المواطنين. لبنان يريد أن يحمل زيتون الخير والعمران والإزدهار رأفة بأطفال وشباب يصرخون للرب هوشعنا ويواصلون صراخهم الى القييمين كونوا معنا ولنا حتى نبقى في وطننا ونبني فيه غدنا ونحافظ على فيسفساء التعددية في الوحدة. ومع أطفال هذا الشرق في كل بلدانه نصرخ من صميم القلب: لا تتخلوا عنا لنصبح ضحايا العنف والكراهية ورفض الآخر المختلف. فالمسيح أتى ليو حّد البشرية بفعل حبٍّ عظيم يبذل فيه الحبيب ذاته لأجل أحبائه.
نعم يا أحبائي، بهذا الإيمان وبهذا الرجاء وبهذه المحبة نستقبل اليوم ملك الملوك بهوشعنا اليوبيل وتسبيح الشكران مع العذراء مريم والرسل والشهداء والقديسين آمين….