المطران عبد الساتر : لا يجوز أن يتسوّل المريض علاجه أو أن يموت على باب أي مستشفى

تزامنًا مع يوبيل المرضى وعالم الصحة في الفاتيكان، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بسرّ مشحة المرضى والقدّاس الإلهي في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في بيروت، بدعوة من منسق راعويّة الصحة في الأبرشيّة الدكتور جوزيف خوري وأعضائها، عاونه فيهما النائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح ومرشد الراعويّة الخوري روجيه شرفان، بمشاركة رئيس جامعة القدّيس يوسف الأب سليم دكاش، ومنسّق لجنة اليوبيل في الأبرشيّة الخوري شربل شدياق، ومسؤول المركز الراعوي الأبرشي الخوري بيار الشمالي، ولفيف من الكهنة، وبحضور عدد من الراهبات، ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة العامة الدكتور جوزيف الحلو ممثلًا الوزير ركان ناصر الدين، ونقيب الصيادلة جو سلّوم، ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، ونقيب أطباء الأسنان البروفيسور رونالد يونس، ونقيبة الممرضات والممرضين في لبنان عبير كردي علامة، والدكتورة باتريسيا حنينه ممثلة نقيبة المعالجين الفيزيائيين الدكتورة سيدة ساسين صهيون، ومدير عام الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي، ورؤساء ومدراء عدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحيّة ودور المسنين، وعمداء كليات الصحة العامة والتمريض والطب والصيدلة في الجامعة اللبنانية وجامعة الحكمة وجامعة القديس يوسف، وعدد من الأطباء والممرضين والممرضات، وأعضاء راعويات الصحة في رعايا الأبرشيّة، وحشد من حجاج الرجاء الذين قبلوا سرّ مشحة المرضى.
وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، قال المطران عبد الساتر: “الشكر لله الآب والابن والروح القدس الذي جمعنا في المحبّة لنحتفل معًا بسرّ مشحة المرضى وبالقدّاس الإلهي لمناسبة السنة اليوبيليّة “حجاج الرجاء” في هذه الكاتدرائيّة المباركة فنخرج منها جميعًا ملأى بالإيمان والرجاء والمحبّة.
سرّ مشحة المرضى الذي نحتفل به ليس سرًا يُمنح للمنازعين بل لكلّ مريض ومريضة في حال الخطر والذين يرغبون، بسبب إيمانهم، أن يعيشوا مرضهم مع الربّ يسوع فيتحوّل هذا الاختبار المؤلم والمزعج والسيء إلى اختبار لحضور الربّ ومحبّته وخلاصه. في هذا السرّ يلتقي المريض والمريضة بالمسيح المخلّص يحوّل موتهما إلى حياة ويمنحهما الرجاء والإيمان والصبر والتعزية وشفاء النفس، وشفاء الجسد. وترافق الجماعة المسيحية المريض والمريضة بصلاتها وبحضورها وبمحبّتها خلال قبولهما لهذا السرّ لذلك لا يجب أن يُمنح بطريقة فردية من دون حضور أفراد العائلة والجيران والأصدقاء.
ماذا نفعل أمام المرض؟
+ نعالج ونداوي ولكن ليس بأي ثمن ومن دون أن نحوّل المريض والمريضة إلى حقل تجارب وشفاءهما إلى قصة نجاح شخصيّة. نعالج ونداوي مع كثير من المحبّة والاحترام لإرادة المريض والمريضة وكرامتهما.
+ نحضن ونرافق وندعم مع احترام المسافات واحترام الاختبار وحاجات المريض والمريضة وحريّتهما.
+ نتضامن مع المريض والمريضة فلا يصيرا مجرّد رقم على ملف أو عبئًا ننتظر زواله عن كاهلنا.
+ ونصلّي، ونصلّي كثيرًا.
إخوتي وأخواتي، نصلّي في هذا المساء على نيّة كلّ المرضى من أجل شفائهم وثباتهم في الإيمان وتخفيف ألمهم. ونصلّي أيضًا على نيّة كلّ طبيب وطبيبة وممرّض وممرّضة ومعاونيهم ليعطيهم الربّ القوّة والصبر والحكمة في عمل ما ينفع مرضاهم نفسًا وجسدًا.
ونصلّي أيضًا من أجل المسؤولين في دولتنا كي يعوا أنَّ تأمين الاستشفاء هو أوّلًا مسؤوليّة الدولة أي مسؤوليّتهم وأنه لا يجوز أن يتسوّل المريض علاجه أو أن يموت على باب أي مستشفى لأنه أوّلًا إنسان مخلوق على صورة الله وله كرامته ولأنه ثانيًا مواطن ساهم ويُساهم وعائلته في بنيان الوطن واستمراره.
أشكر لكم جميعًا مشاركتكم في هذا الاحتفال وأتمنى لكلّ مرضانا الشفاء ولكلّ المتألّمين العزاء ولكلّ العاملين في المجال الطبي الحكمة والقوة والصبر. آمين”.
وبعد العظة، منح المطران عبد الساتر مشحة المرضى لعدد من الحاضرين.
وبعد القدّاس الإلهي الذي خدمته جوقة رعيّة سيّدة الورديّة – كفرشيما، توجه الجميع إلى صالون الكاتدرائيّة حيث كان لقاء حول صاحب السيادة.