عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي غزير

“بأي سلطان تفعل هذا ومن أعطاك هذا السلطان” (مرقس 28:11)
باسم الآب والابن والروح القدس اله واحد آمين
أخي صاحب السيادة، حضرة الخوري اسقف، الآباء الأجلاء، الأخوة والأخوات الأحباء.
لما دخل الرب يسوع لآخر مرة إلى أورشليم وكان الاستقبال استقبال ملوكي عفوي، من الكبار ومن الصغار، تأجج في قلوب الشيوخ ورؤساء الكهنة الغيظ من يسوع. ومن بعد دخول يسوع، دخل الهيكل ونظفه من كل بيع وشراء وطردهم إلى الخارج وقال لهم بيت أبي بيت صلاة وأنتم جعلتموه مغارة للصوص. ثم أتوا له بالعميان والعرج فشفاهم جميعا. وعندما دخل الهيكل في يوم التالي، سأله المشايخ وعظماء الكهنة بأي سلطان تفعل هذا ومن أين لك هذا السلطان؟ بمجرد أنهم طرحوا هذا السؤال فهو علامة كبيرة بأنهم لا يريدون أن يعرفوا الإجابة، لأن الإجابة ستكون إجابة كبرياء. يسوع يعلم ويقرأ بقلب كل إنسان ويعلم ما يفكر هذا الإنسان وهذا بالنسبة إلينا علامة مريحة، بأن الرب يسوع يعرفني ويعرف ما هو اسمي ويعرف أصلي ويعرف إن كنت أحبه أم لا، يعرف تفكيري وهذا لنا عمل رائع يسمح لنا أن نعيش بدائرة محبة يسوع المسيح.
فكانت الإجابة إجابة مضحكة لكنها سخيفة لأن جوابهم كان اسخف وقد سألهم هذا السؤال: من أين أتت معمودية يوحنا؟ من السماء أو من الأرض؟ وضعهم في حيرة، إذا قالوا من السماء سيجيبهم لماذا لا تؤمنون به، إذا أجاب من الأرض فإنهم يخافون الناس لأن يوحنا بالنسبة للناس كان بمثابة نبيّ وكانت إجابتهم لا نعلم وقال لهم أنا أيضا لن أقول لكم لا بأي سلطان ولا من أعطاني هذا السلطان. الرب يسوع ليس موضوع جدال. الرب يسوع موضوع حب موضوع إيمان، وعندما أنا اتقبله بحب وإيمان، عند إذن أستطيع أن أسأله كل شيء وسيجيبني على كل شيء. المهم أن يسوع يُعرف بالإيمان والحب ويعلم إن كنت أنا أؤمن به ويعلم إن كنت أحبه. هذا هو إنجيل اليوم الذي يعلمنا أن يسوع موضوع حب وإيمان. هو ليس غائب عنا وليس ببعيد عنا، هو معنا هو داخلنا. لذلك يريد أن نقبله بإيمان وحب وبعد ذلك نطرح عليه كل الأسئلة. حياتنا بالاكليريكية هي قبل كل شيء التعرف إلى المسيح بالحب، بالإيمان وينضج هذا الحب والإيمان من خلال التربية في الإكليريكية من خلال الدروس الجامعية، الفلسفة واللاهوت. كلها تنمي الإيمان والحب فينا. وعندما نصل إلى الكهنوت نصبح كهنة حب وإيمان.
أيها الرب يسوع نلتمس منك الليلة أن تزرع في قلوبنا محبتك وأن تعطينا نعمة الإيمان بك، لأن أول علاقة أستطيع أن أبنيها معك يا رب هي علاقة حب وإيمان والباقي يصبح سهلا.
آمين.