المطران سويف : كم نحن بحاجة لنكون شهود نزرع منطق يسوع بدل منطق العالم

إحتفل المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة السامي الاحترام، بقدّاس عيد جميع القديسين في كنيسة مار أنطونيوس البادواني، دير ماريعقوب، كرمسدّه وذلك يوم الجمعة 1 تشرين الثاني 2024. عاونه الخواسقف أنطوان مخايل النائب العام، المونسينيور جوزيف غبش والخوري جوزيف ايوب واكليريكيي الابرشية وحشد من الرعايا المجاورة.
في بداية العظة بعد الانجيل المقدس تمنى سيادته عيدا مباركا على الجميع شاكرا الرب على نعمة قيامته والتي جعلتنا كنيسة واحدة مخلّصة كما نعلن في قانون الايمان.
أضاف، هذه المشهدية جميلة جداً التي سمعناها بالرسالة إلى العبرانيّين التي هي السماء، هي أورشليم الجديدة التي نحن دخلنا فيها ولكن نحن نتوق إلى أن نصل إليها لذلك حياتنا على هذه الأرض هي حقيقة هذا المشوار، مشوار الفرح، إقتفاء آثار يسوع، وأن نحاول أن نصنع من مدينة الأرض من الآن، مشهدية وحقيقة وحالة أورشليم السماوية.
موضوع جميل جداً ولكن بالوقت ذاته هو مّر جداً، فيه حلاوة السماء ومرارة الخطيئة، مرارة الإنسان، صعوبة أن يبقى الإنسان بإنسجام تام ودائم مع مشروع الله، الذي أيضاً سمعناه بشكل جميل جداً في إنجيل متّى، بإنجيل التطويبات: طوبى للمساكين بالروح، هذا مشروعنا بتحويل منطق الارض الى منطق التطويبات. وها نحن نرى ما يحدث في وطننا وكم نحن بحاجة لنكون شهود نزرع منطق يسوع بدل منطق العالم.
وأكمل، لهذا عيد جميع القدّيسين، عيد الأبرار والصدّيقين، شعب الله المقدّس، أكيد الكنيسة تُعلن من وقت لوقت أشخاص عاشوا بعمق القداسة، ولا يعني ان ليس لهم خطايا، ولكن أهمية القداسة هو أنّهم كانوا متواضعين وكان قلبهم منفتح على نعمة الربّ، لأنّه ليس بقوّتنا ولكن بقوّة الذي يُقوّينا، تكفيك نعمتي، تكفيك نعمتي، تكفينا نعمة ربّنا هي التي تقوّينا وتُشدّدنا وهي تجعلنا نحافظ على رؤية الهدف الأساسي بحياتنا الذي هو أن نتّحد بالقدّوس ونُصبح قديسين كما نُعلن بقانون الإيمان.
فلنتذكر ما عشناه مع احتفال اعلان تقديس الطوباويين المسابكيين، جمعوهم بالكنيسة وقتلوهم لانهم رفضوا انكار ايمانهم، ولكن هذا لم يحصل فجأة بل كانت كل حياتهم سعي يومي بأن يعيشوا مع المسيح، في الأخير أمام الإستحقاق الكبير الذي هو الموت ماذا قالوا؟ نحن لا ننكر الرّب، وإستُشهدوا وأعلنت قداستهم.
وكم هناك من أشخاص يعيشون هذه الحقيقة وهم بيننا اليوم وهذه نعمة الربّ لكنيسته، هذه نعمة الرب للعالم، هذا الملح للأرض، وهذا النور للعالم، وهذه الخميرة بقلب المجتمع الإنساني الذي هو أنتم، وحقيقة بقلب بيوتنا وعائلاتنا ورعايانا لا يزال هناك اناس تشهد للمسيح رغم الطلعات والنزلات ولا أحد يخاف أنّه سقط، ولا أحد يخاف أنّه إبتعد، ولا أحد يخاف أنّه نَكَر، بطرس نكر المسيح، ولكن بالتوبة الدائمة، نتجدّد وحياتنا يصبح لها معنى، وهي أن نشهد للمسيح القدوس الذي يقودنا إلى الآب القدوس بقوّة ونعمة الروح القدوس.
وختم، بشكر الرب على هذه النعمة ونطلب منه أن يجعلنا نعيش بفرح بأن نكون شهوداً للقداسة ونسعى أن نكون قدّيسين زغار، اليوم قديسين زغار كل واحد منا بعائلته، ببيته، بمجتمعه حتى حقيقة العالم يكبر ويصل إلى المشهدية التي سمعناها بالعبرانيّين، يصل إلى مشهدية وحالة أورشليم السماوية حيث الحبّ الكامل وحيث اللقاء الممتع وحيث الفرح الحقيقي بلقاء الآب والإبن والروح، له المجد إلى الأبد. آمين.