وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط يعزّي غبطة البطريرك يوحنّا العاشر بشهداء كنيسة مار إلياس – الدويلعة

من البلمند، تأكيدٌ على وحدة الكنائس في وجه العنف وتضامنٌ مشرقيٌّ في زمن المحنة
— البلمند، 10 يوليو/تَمّوز 2025
في مشهدٍ كنسيٍّ جامعٍ يعكس عمق التضامن المشرقيّ ووحدة الكنائس في مواجهة الألم، زار وفد اللجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، لتقديم واجب العزاء بشهداء كنيسة مار إلياس – الدويلعة في دمشق، الذين ارتقوا نتيجة التفجير الإرهابي الأخير.
جرت الزيارة في دير سيّدة البلمند البطريركيّ، وفد جامع من مختلف العائلات الكنسية، حيث ضمّ الوفد شخصيات كنسيّة بارزة تمثل مختلف العائلات الكنسية (الأرثوذكسية، الكاثوليكية، الإنجيلية، والشرقية الأرثوذكسية)، ومندوبين من بلدان الشرق الأوسط كافة، من لبنان وسوريا والأردن والعراق وفلسطين ومصر وقبرص.
تقدّم الوفد غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكيّة، يرافقه الأمين العام للمجلس البروفسور ميشال عبس، وأعضاء اللجنة التنفيذيّة ومندوبي اللجان المتخصصة.
وفد جامع من مختلف كنائس وبلدان الشرق الأوسط
تألّف الوفد من شخصيات كنسيّة بارزة تمثل مختلف العائلات الكنسيّة الأعضاء في المجلس، ومن بلدان عدّة في الشرق الأوسط، وضمّ:
• غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكية.
• البروفسور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
• نيافة المطران مار إقليميس دانيال كورية، متروبوليت بيروت للسريان الأرثوذكس، ومندوب اللجنة التنفيذيّة إلى دائرة الدياكونيا والخدمة الاجتماعيّة.
• الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ناشر موقع “أبونا”، ومندوب اللجنة التنفيذيّة لشؤون الإعلام في المجلس.
• سيادة المطران حسام نعوم، رئيس الأساقفة الأنجليكاني في القدس، والمطران المترئّس للكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط.
• الدكتور عودة قواس، عضو اللجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط (الأردن).
• سيادة المطران جوزف معوّض، رئيس اللجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان.
• القسّ الدكتور رفعت فكري، الأمين العام المشارك في مجلس كنائس الشرق الأوسط (مصر).
• سيادة المطران الدكتور ساني إبراهيم عازار، مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة.
• نيافة المطران مار نيقوديموس داود متي شرف، مطران أبرشيّة الموصل وكركوك وإقليم كوردستان وتوابعهما للسريان الأرثوذكس.
• حضرة القسّ الدكتور حبيب بدر، رئيس الاتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
• قدس الأرشمندريت يؤانس نيقولا، ممثّلًا عن رئاسة الأسقفيّة للروم الأرثوذكس في قبرص، وعضو اللجنة التنفيذيّة في المجلس.
كلمات من القلب: “دماء شهدائكم دماؤنا”
أكّد الوفد في كلماته أن “الدماء التي سالت في كنيسة مار إلياس هي دماؤنا جميعًا”، مشدّدين على أن الجريمة تستهدف ليس فقط المسيحيين، بل كلّ مكوّنات الشرق والعيش الواحد بين أطيافه، وهو ما يتطلّب موقفًا كنسيًّا جامعًا وموقفًا نبويًّا شجاعًا.
وقد عبّر غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، وهو رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة، عن امتنانه العميق لهذا التضامن، قائلاً:
“نرجو أن تكون سوريا الجديدة مُفعمة بالكرامة الإنسانيّة… دعوتي ورجائي لكلّ الكنائس أن نتكاتف ونتعاون بمحبّة كعائلة روحيّة واحدة… نحن بلاد وشعب ثقافة وحضارة وعلم ورقي. نحن باقون ولا نخف”.
كلمات من الوفد: شهادة حقيقية في زمن الألم
غبطة البطريرك روفائيل بيدروس ميناسيان، رئيس العائلة الكاثوليكيّة في المجلس، أكّد أن:
“فاجعة كنيسة مار إلياس تدقّ جرس الإنذار لضمائرنا… علينا أن نكون يدًا واحدة وقلبًا واحدًا. الصلاة هي السلاح الّذي لا يُقهر”.
الأمين العام للمجلس، البروفسور ميشال عبس، شدّد على البعد المصيري للمشهد الحالي:
“ما نشهده في المنطقة هو تهديد للمصير والاستقرار… ونحن في مجلس كنائس الشرق الأوسط نقوم بحملة ضدّ العنف وخطاب الكراهية من أجل إعلاء صوت الحقّ، ولا بدّ من العمل الوقائي مع الدولة والهيئات المعنيّة”.
ومن لبنان، أكّد نيافة المطران مار إقليميس دانيال كورية، متروبوليت بيروت للسريان الأرثوذكس، أنّ:
“كلّ كنائس الشرق الأوسط تتضامن مع غبطتكم… نمرّ بفترة صعبة لكنّنا كلّنا رجاء، وأبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة”.
أما الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، فعبّر قائلاً:
“الكراهية أدّت إلى أن يكون لدينا شهداء… هؤلاء الشهداء هم قدّيسون”.
وأكّد سيادة المطران حسام نعوم، المطران المترئّس للكنيسة الأسقفيّة في القدس والشرق الأوسط، أنّ:
“شهادتنا اليوم ضروريّة وحيّة كي نتابع الصوت النبوي في بلادنا… لن نسكت على الظلم”.
وشدّد الدكتور عودة قواس، عضو اللجنة التنفيذيّة، على أنّ:
“مواقفنا يجب أن تكون ثابتة… نحن ملح الأرض”.
كما قال سيادة المطران جوزف معوّض، رئيس اللجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في لبنان:
“لدينا مسؤوليّة في الشهادة والاستشهاد… والحدث الأليم في الدويلعة يدعونا إلى تعزيز وحدتنا”.
بدوره، قال القسّ الدكتور رفعت فكري، الأمين العام المشارك للمجلس:
“نحتاج كمسيحيّين في الشرق أن نتكاتف معًا ونكون يدًا واحدة وصوتًا شجاعًا”.
وأكّد سيادة المطران ساني إبراهيم عازار، مطران الكنيسة الإنجيليّة اللّوثريّة في الأردن والأراضي المقدسة، أن:
“الدموع الّتي ذُرفت في سوريا زرعت الأمل في إيماننا”.
أما نيافة المطران مار نيقوديموس داود متي شرف، مطران الموصل وكركوك وكوردستان للسريان الأرثوذكس، فقال:
“نحتاج إلى صلاة قويّة وتدخّل سماوي… ونؤكّد من خلال تجربتنا في العراق أنّ المسيح هو الحامي”.
وأكد القسّ الدكتور حبيب بدر، الرئيس الفخري للمجلس:
“نحن كنيسة واحدة وعائلة واحدة”.
كما قال الأرشمندريت يؤانس نيقولا، ممثّل رئاسة أسقفيّة الروم الأرثوذكس في قبرص:
“دماء شهداء كنيسة مار إلياس هي دماء نقيّة… ونحن ندعم هذه الشهادة التي قُدّمت من أجل الصليب”.
مجلس كنائس الشرق الأوسط: صوت الوحدة في زمن الألم
تأتي هذه الزيارة والمواقف النبويّة الصادرة عنها تأكيدًا على دور مجلس كنائس الشرق الأوسط كمظلة جامعة للكنائس في المنطقة، يحمل رسالتها النبويّة، ويدافع عن وجودها، ويُترجم وحدة أبنائها في الميدان لا بالشعارات فقط، بل بالمواقف والصلاة والشهادة الحيّة.
في زمن الجراح والدموع، يبقى المجلس صوتًا مسيحيًّا جامعًا، يجسّد الأمل والرجاء ويؤكّد أنّ دماء الشهداء في كنيسة مار إلياس لن تذهب سُدى، بل ستُثمر وحدة وتضامنًا وإيمانًا لا يُقهر.