استضافت روما في نهاية الأسبوع الماضي يوبيل الرياضة، بمشاركة رياضيّين من مختلف أنحاء العالم. وفي كلمة له في خلال الحدث، شدّد البابا لاوون الرابع عشر على أنّ الرياضة طريق لبناء السلام. هذا الموقف ليس جديدًا على الكنيسة الكاثوليكيّة التي لطالما دعمت الرياضة بوصفها وسيلة تربويّة وإنسانيّة.
مارس بابوات كثيرون الرياضة في مراحل مختلفة من حياتهم. في ما يلي لمحة عن أبرزهم:
1. البابا لاوون الرابع عشر يُحبّ التنس، وهي رياضته المفضّلة. كذلك، يُتابع مباريات البيسبول، ويُشجّع فريق وايت سوكس الأميركيّ، وقد اعتَمَرَ قبّعته في إحدى المقابلات العامّة. وكان لاوون يذهب بانتظام إلى النادي الرياضيّ، ولم يكن مدرّبه يعلم أنّه كاردينال، وقال عنه إنّه يتمتّع بروتين تمرين منضبط وأداء ممتاز.
2. على غرار غالبيّة أطفال الأرجنتين، نشأ خورخي ماريو برغوليو الصغير على حبّ كرة القدم. وكان يقضي ساعات في اللعب مع أصدقائه في شوارع بوينس آيرس أو في ملاعب ترابيّة متواضعة. لكنّه لم يكن لاعبًا ماهرًا، بحسب وصفه الشخصيّ. ففي سيرته الذاتيّة، سرَدَ البابا فرنسيس أنّه وُصِفَ بأنّه صاحب القدم الثقيلة بسبب أدائه الضعيف. وعلى الرغم من ذلك، ظلّ شغفه باللعبة قويًّا. شجّعَ نادي سان لورينزو الذي أسّسه الكاهن لورينزو ماسا عام 1908. أمّا لاعبه المفضّل، فهو الأسطورة البرازيليّ بيليه.
3. البابا يوحنّا بولس الثاني كان رياضيًّا بامتياز. أحبَّ تسلّق الجبال وبلوغ القمم، وكان يمارس التزلّج في جبال الألب، ويركب الدرّاجة، ويلعب كرة القدم والكرة الطائرة. لم تكن الرياضة مجرّد هواية بالنسبة إليه، بل أسلوب حياة رافقه منذ شبابه في بولندا، وواصل اتّباعه حتّى بعد انتخابه بابا. وقد عُرف عنه حبّه للطبيعة والرياضة في الهواء الطلق.
4. البابا بيوس الثاني عشر كان أيضًا يحبّ الرياضة، ولم يتردّد في السماح بتحويل ساحة القدّيس بطرس يوم 9 أكتوبر/تشرين الأوّل 1955 إلى ملعب لكرة السلّة، حيث أقيمت مباراة تاريخيّة في قلب الفاتيكان.
5. لكنّ المباراة الأكثر غرابة التي شهدتها الساحة الفاتيكانيّة تعود على الأرجح إلى القرن الخامس عشر، حين استُخدِمَت ساحةً للعبة «كالتشيو ستوريكو فيورنتينو»، وهي النسخة الفلورنسيّة العنيفة من كرة القدم التي تشبه مزيجًا من الرغبي والمصارعة. ويُروى أنّ البابا سكستوس الرابع كان يطلّ من نافذة مكتبه بين حينٍ وآخَر ليراقب مجريات المباراة التي امتدّت من الصباح حتّى الغروب.
من الفاتيكان إلى الملاعب… الجانب الرياضيّ من حياة البابوات
