افتتح راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر أعمال التنشئة اللاهوتيّة والراعويّة “من أجل كنيسة سينودسيّة”، بمبادرة من الأبرشيّة ومن لجنة السينودس فيها، ومن تنظيم كليّة العلوم الدينيّة واللاهوتيّة في جامعة الحكمة بالتعاون مع Centro Evangelii Gaudium – Sophia University Institute, Loppiano – Italia والأمانة العامّة للسينودس في الفاتيكان في روما، والتي تجري عن بُعد عبر تطبيق Teams ويحاضر فيها لاهوتيّون من لبنان والعالم العربي ومن مختلف أنحاء العالم، ويحضرها ٤٠٠ شخص ناطق باللغة العربية من كهنة ومكرّسين وعلمانيّين من لبنان والأردن وسوريا والعراق ومصر والأراضي المقدّسة وبلدان الخليج وعدد من دول الاغتراب. كما فتحت رعايا عدّة في الأبرشيّة صالاتها أمام أبنائها لمتابعة التنشئة.
وفي كلمته، توجّه المطران عبد الساتر بالشكر إلى كلّ الحاضرين على مشاركتهم في هذه التنشئة “التي تشكل بارقةَ أمل ورجاء في هذه المنطقة التي نحن المؤمنين والمؤمنات فيها مدعوّون لنشهد ليسوع المسيح المحبّة والغفران والحياة والفرح. وهذه التنشئة أيضًا ومشاركتكم فيها هي دليل على الحياة النابضة في عروق كنيسة الشرق”. وتابع سيادته لافتًا إلى أنّ “السير معًا لا يأتي بالفطرة ولكننا نتعلم كيف نسير معًا وكيف نعيش الروح السينودسيّة، التي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس حين أطلق السينودس، في تعاملنا مع بعضنا داخل البيت الواحد وفي الرعيّة والأبرشيّة. ومن هنا كانت رغبتي وموافقتي على هذا المشروع عندما عرضه عليّ الخوري شربل شدياق، أمين سرّ لجنة السينودس في الأبرشيّة، وبالمناسبة أشكره واللجنة على كلّ الجهود منذ عام ٢٠٢١ من أجل تعميم الروح السينودسيّة في الأبرشيّة. وهذا المشروع ما كان ليتمّ لولا التعاون ما بين جامعة صوفيّا في روما وجامعة الحكمة بشخص رئيسها البروفيسور جورج نعمة الذي أشكره عليه”. وأكد المطران عبد الساتر أنّ “هدفنا واحد: تنشئة الكهنة والعاملين في رعايانا ومؤسساتنا الكنسيّة والمؤمنين والمؤمنات على الروح السينودسيّة وعلى السير معًا بما يتضمّنه من قبول للآخر وانفتاح على الروح وخدمة للقريب، حتى تبقى كنيستنا علامة رجاء وأداة خلاص ونموّ للإنسان، كلّ إنسان، وكلّ الإنسان”.
وفي ختام كلمته، كانت صلاة على نيّة السلام في لبنان وفلسطين والعالم.
من جهته، أكد عميد كليّة العلوم الدينيّة واللاهوتيّة في جامعة الحكمة الخوري طانيوس خليل أنّ هذه المبادرة هي كنسيّة جامعيّة لتعزيز فهم أعمق وأفضل للمجمعيّة داخل الكنيسة، والانفتاح على خبرات تنشئة الكنيسة في العالم. وتتوافق هذه المبادرة مع رحلة الكنيسة المجمعيّة المستمرّة، حيث تقدّم أدوات قيّمة للمكرّسين والعلمانيّين على حدّ سواء، وخاصة الناطقين باللغة العربيّة”. واعتبر أننا الآن بصدد إطلاق شراكة لتجربة تعليمية فريدة من نوعها تعبر بامتياز عن النفس السينودسي. والبرنامج يعطى بعدة لغات منها الايطالية، والانكليزية، والاسبانية، والبرتغالية وغيرها، وأخذت جامعة الحكمة على عاتقها تقديمه باللغة العربية ببركة صاحب السيادة المطران بولس عبد الساتر راعي الأبرشيّة ووليّ الجامعة، وبدعم من ادارة الجامعة بشخص رئيسها البروفسير جورج نعمه.
يعد برنامج التنشئة هذا خطوة محورية نحو تمكين المكرسين والعلمانيين من تبني النهج السينودسي داخل الكنيسة. ومن خلال التعامل مع الرؤى اللاهوتية الغنية والأدوات الرعوية، سيكتسب المشاركون المهارات والمعرفة للمساهمة بشكل هادف في رسالة الكنيسة في عالم اليوم”. وتحدث عن “أهمية التنشئة بشكل عام والتنشئة على السينودوسية بشكل خاص، انطلاقا من الفصل الخامس “وأنا ارسلكم أيضًا” الوارد في النص النهائي: من اجل كنيسة سينودوسية (شركة، مشاركة، رسالة) الصادر عن الجمعية العامة للسينودوس (١٦-٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٤، روما)”، لافتًا إلى أن “الخطوة الأولى التي يقترحها النص النهائي هي السهر على تنشئة الجميع على السينودسية الإرسالية، فلنتنشأ لنكون رسلًا”.
أمّا الخوري شربل شدياق، أمين سرّ لجنة السينودس في أبرشيّة بيروت المارونيّة ومنسّق برنامج التنشئة مع جامعة صوفيا – لوبيانو، فلفت في مداخلته “أنّ هذه التنشئة ذات مستوى جامعي وتتألف من ثلاثة محاور أساسية، تتوزّع على ثلاث وعشرين محاضرة: المقدمّة وتنقسم إلى حصّتين، الأولى التي سيتم فيها استعراض أهمية هذه التنشئة للكنائس الشرقيّة، والثانية التي ستُبث على قناتي نورسات و”Charity TV” وعلى فيسبوك، حيث ستُطلق خلالها التنشئة مع محاضرين من الأمانة العامة للسينودس في الفاتيكان وجامعة صوفيا – لوبيانو وجامعة الحكمة – بيروت.
أما المحاضرات العشرون، فتتوزع على ثلاثة محاور رئيسية: الطرق المفتوحة من قبل الجمعية العامة للسينودس السادس عشر، والممارسات الجديدة في الكنيسة السينودسية والمرسلة، وأسرار التنشئة المسيحية ونقل الإيمان بأسلوب سينودسي.
وستّ محاضرات منها سيلقيها لاهوتيون من العالم العربي، وأربع عشر محاضرة ستتم ترجمتها للاهوتيين من مختلف أنحاء العالم، بالتعاون مع إذاعة صوت الإنجيل والسيدة سيرينا السرّوع. ويتميّز هؤلاء المحاضرون بأنهم من أبرز اللاهوتيين الكاثوليك في الكنيسة الجامعة، مما سيُمكّن المشاركين في هذه التنشئة من توسيع آفاقهم اللاهوتية والاستفادة من خلاصة فكرهم لنقل روح السينودس بأمانة كنسيّة إلى رعاياهم وأبرشيّاتهم وجماعاتهم الرعويّة.
أما اللقاء الختامي، فهو عبارة عن خلاصة لمسيرة التنشئة التي امتدت قرابة الستة أشهر، وسيُترك المجال فيه لتبادل الخبرات”.
وفي الختام، أشار إلى أن “كلّ حصة تقسم إلى وقتين: المحاضرة ومدتها خمس وثلاثون دقيقة، والمحادثة الروحية التي تتم في خلالها المشاركات ضمن مجموعات صغيرة ومدتها خمس وأربعون دقيقة”. وشكر جميع المشاركين “على محبّتهم وغيرتهم الكنسية التي أظهروها من خلال تسجيل أسمائهم وتكريسهم وقتهم لمتابعة هذه التنشئة”، وأعرب عن “استعداد الفريق المسؤول عن هذه التنشئة إلى وضع كل إمكانياتهم في خدمة المشاركين لتحقيق أكبر استفادة من هذا الوقت”.
وكانت كلمة لمدير معهد العائلة ومنسّق الماجستير في كليّة العلوم الدينيّة واللاهوتيّة في جامعة الحكمة الخوري يوسف أبي زيد عرّف فيها عن المعهد، متطرقًا إلى دور العائلة بالقول: “العائلة المنبثقة من سر الزواج، بفعل ممارستها الصادقة، تظهر حضور المسيح في العالم وطبيعة الكنيسة الحقيقيّة. (فرح ورجاء ٤٨)”. ولفت إلى أن “السينودسيّة في الكنيسة تفتح العين على السينودسيّة في العائلة وهما متشابهتان ولكن مع بعض الفروقات. فهدف السينودسية عيش شركة أفضل واشتراك أفضل ورسالة أفضل. وعندما تعاش السينودسية في العائلة، مع الأخذ بعين الاعتبار نضج كل عضو فيها والتراتبية من أجل الخدمة، يتنشّأ أعضاؤها ليعيشوا السينودسيّة في الكنيسة بشكل أفضل، آخذين بعين الاعتبار الفروقات بين الحياة العائليّة وتلك الكنسيّة”.
وشكر، بإسم فريق التنسيق، السيدة سيرينا السرّوع على الترجمة، وإدارة إذاعة صوت الإنجيل، على رأسها الخوري أغسطينوس الحلو والخوري رودريغ الشرتوني، على الدبلجة والاهتمام التقني بترجمة المحاضرات. وتطرّق في الختام إلى الأمور التقنية وشرح تفاصيلها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه التنشئة مجانية ومدعومة من جامعة الحكمة، والتسجيل فيها لا يزال مستمرًّا على موقع الجامعة.
من أجل كنيسة سينودسيّة – تنشئة لاهوتيّة وراعويّة، ٢٠٢٤ – ٢٠٢٥
