أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة طهران أصفهان الكاردينال دومينيك جوزيف ماتيو تحدث فيها عن تشدين عمل فني من النقش البارز يمثل العذراء مريم في إحدى محطات قطار الأنفاق في العاصمة الإيرانية، وقال إن هذا الحدث يشكل مؤشراً على الانفتاح والحوار.
مما لا شك فيه أن رؤية عمل فني من هذا النوع في عاصمة الجمهورية الإسلامية هو أمر غير اعتيادي، واللافت أيضا أن المحطة المعنية سميت بمحطة “مريم مُقَدَّش” باللغة الفارسية والتي تعني “القديسة مريم” بالعربية. في حديثه لموقعنا الإلكتروني، أثناء تواجه في روما، عبر الكاردينال ماتيو، الذي يرعى شؤون المؤمنين الكاثوليك التابعين للطقس اللاتيني، عن دهشته الإيجابية إزاء هذا الحدث غير المنتظر. ورأى أن هذه المبادرة تحمل في طياتها بعدين أساسيين، ألا وهما الحوار والسلام. وقال إن ثمة اهتماماً من قبل السلطات الإيرانية في أن تُظهر للجماعة الدولية انفتاحاً، وذلك في بلد لا توجد فيه الحرية الدينية بكل ما للكلمة من معنى، بل هناك حرية العبادة التي هي مضمونة لكن في إطار القوانين المرعية الإجراء في الجمهورية الإسلامية، والتي ينبغي أن يتقيّد بها الجميع.
صور تدشين هذا العمل الفني انتشرت بسرعة على الشبكة العنكبوتية، كما على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن يعرفون المحطة جيدا يقولون إن قطار الأنفاق يمر على عمق ثلاثين متراً تحت سطح الأرض، ويصل إليه الركاب بواسطة سلالم متحركة، ويضيف نيافته أن اللافت هو وجود كتابات لا باللغة الفارسية وحسب، كما هي العادة، بل باللغات العربية والإنجليزية والأرمنية أيضا مشيرا إلى استخدام اللونين الأزرق والأبيض المرتبطين بصورة العذراء مريم، ما يعطي للمارة انطباعاً بأنهم موجودون داخل كنيسة! هذا وتوجد على جدران المحطة – تابع الكاردينال ماتيو – عبارات تشيد بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية (السيد علي خامنئي) فضلا عن جملٍ تقدم يسوع على أنه نبي ورجل ثوري. وأضاف أنه توجد لوحة معدنية كُتبت عليها عبارات من القرآن بشأن أهل الكتاب تؤكد على ضرورة اعتبار يسوع نبياً، وفيما تُكرم مريم لكونها والدة النبي (وفقاً للإسلام).
بعدها أشار نيافته إلى وجود نقش بارز آخر في المحطة نفسها، يُظهر الرب يسوع يسير على المياه إلى جانب نص شعرٍ يتحدث عن صعوبات الحياة، وأضاف أن هذه الصورة ومع أنها مختلفة عن النص الإنجيلي إلا أنها تصح أيضا للتأمل بالنسبة للمسيحيين. في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد رئيس أساقفة طهران أصفهان أن الإسلام يقدم صورة مختلفة عن مريم ويسوع، لكنها تبقى رمزاً للحوار، الأمر الذي لا بد أن يثير اهتمامنا. يُشار إلى أن المحطة موجودة تحت حديقة عامة تم تكرسيها في السابق للقديسة مريم وحيث توجد كاتدرائية مار سركيس والمركز الثقافي التابعان للكنيسة الأرمنية الرسولية.
مقابلة مع الكاردينال ماتيو بشأن إطلاق اسم مريم العذراء على محطة لقطار الأنفاق في طهران
 
					
					 
					





