محطة شكر مميزة في دير الرهبنة المريمية المارونية في روما وكلمة لصاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي

توجه صاحب الغبطة بكلمة شكر :
باسم جميع الحاضرين
يسرّني أن أتوجّه بكلمة شكر لقدس الأب العام.
لقد عوّدتمونا دائمًا على كرمكم وسخائكم، وجهوزيتكم الدائمة لاستقبال ودعوة كلّ من يمرّ في روما. وهذا أمر جميل، لأنكم تواصلون تقليدًا قديمًا عرفناه منذ أيام البطريرك المعوشي، والبطريرك خريش، والبطريرك صفير. فأنتم تواصلونه جيلًا بعد جيل، وتحافظون على هذا التقليد العريق وهذا التاريخ المتواصل.
أودّ أن أشكركم على تمسّككم بهذا التقليد، الذي يجمعنا دائمًا، وعلى مبادرتكم الدائمة في دعوة كلّ من يزور روما وإكرامه بوليمة محبّة. وهذا ما يجمع عليه جميع الآباء، فهو يعكس فكر الرهبنة وفكر الأب الرئيس والوكيل وكلّ الإخوة.
وشهادتي مجروحة كوني ابن هذا الدير الذي عشت فيه ثلاث عشرة سنة، وكنت شاهدًا على ما جرى فيه عبر السنين. لقد ذكرت البطاركة الذين عرفناهم هنا، والذين جعلوا من هذا الدير مفخرة للطائفة وللبنان، إذ كان دائم الانفتاح، يستقبل المطارنة، لا أفرادًا فحسب، بل كمجمع كنسيّ أيضًا، حتى إنّ خمسة مطارنة مع البطريرك أقاموا فيه، ما منح الدير قيمة كبيرة منذ القدم، واستمرّت هذه القيمة حتى اليوم في ظلّ رئاستكم.
لذلك، أودّ أن أشكركم وأهنّئكم على محافظتكم على هذه الهوية، وأقدّر تمسّككم بروح الانفتاح التي ميّزت هذا الدير على الدوام.
وبهذه المناسبة السعيدة، أودّ أن أعبّر عن تهانيّ القلبية لصاحب الغبطة رافاييل، بمناسبة إعلان تطويب القديس الجديد، المطران الشهيد إغناطيوس مالويان، الذي أصبح قديسًا للكنيسة الجامعة، ولكلّ الكنائس.
ومن ينظر إلى صاحب الغبطة اليوم، يرى الفرح منعكسًا على وجهه بطريقة مميّزة تختلف عن سائر الأيام. نحن نعرفه ونعيش معه، ولكن لم نره من قبل بهذا الوجه المشرق. ولا شكّ أنّ هذا الفرح هو فرح الكنيسة الأرمنية، التي نهنّئها كما نهنّئ لبنان وجميع الكنائس، لأنّ القداسة في كنيسةٍ واحدة هي عيد لجميع الكنائس.
إننا اليوم نعيش فرحًا استثنائيًا، لأنّ لنا قديسًا في السماء، قديسًا شهيدًا وعظيمًا. نلتمس نعمته وشفاعته من أجل لبنان، ومن أجل أرمينيا، ومن أجل العالم أجمع. فالقديسون يصبحون ملكًا للإنسانية كلّها، نشفع بهم كي نعيش جميعًا الفضائل، ونتقوّى في الجرأة على إعلان إيماننا والثبات عليه، تلك الجرأة المبنية على إيمانٍ راسخ بأنّ المسيح حيّ، والمسيح هو سيّد التاريخ.
أكرّر شكري وتهانيّ لصاحب الغبطة، ونهنّئ أنفسنا جميعًا، ونهدي هذه الفرحة إلى قدس الأب العام.
بدوره، كانت الكلمة لقدس الأب العام إدمون رزق، كان فيها:
كلمة الأباتي إدمون رزق في استقبال أصحاب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والبطريرك يوسف الثالث يونان والبطريرك رفائيل بيدروس ميناسيان
دير مار أنطونيوس الكبير يفرح ويهلل اليوم بحضوركم يا أصحاب الغبطة. نقول حيث الأسقف هناك الكنيسة، فكيف إذا قلنا أن ثلاث بطاركة كبار حلّوا معًا في ديرنا المريميّ في المدينة الخالدة؟!
بدايةً، باسم ابن هذا البيت وسليل الرهبانية المارونية المريمية غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى نرحّب بكم جميعًا. هناك أديار زُرع فيها الصليب البطريركيّ، أمّا في ديرنا هذا، فقد زَرع السيّد البطريرك قلبه ومحبّته. فزيارة البطريرك إلى ديرنا هي محطّة ثابتة في كلّ مرّة يزور فيها روما، هذا الدير الذي عاش فيه أكثر من إحدى عشرة سنة.
نقول أيضًا أهلًا وسهلا بغبطة البطريرك رفائيل بيدروس ميناسيان الكلّي الطوبى، وشكرًا من القلب على دعوتكم لنحتفل معكم ومع الكنيسة بإعلان قداسة المطران إغناطيوس مالويان: علامة رجاء جديدة للبنان وللكنيسة الأرمنية. وكما قلتُم يا صاحب الغبطة أنّ الثبات في الإيمان هو خلاصٌ وقداسة. القديس مالويان أيقونة الكنيسة الأرمنية المتألمة المضطَهَدة التي تحملون سماتها.
أبينا غبطة البطريرك يوسف الثالث يونان الكلّي الطوبى، نفرح باستقبالكم هذه السنة مرّة جديدة في ديرنا، وكم في قلبنا من الشكر والامتنان إذ تشرّفنا أن نكون معكم في زيارة الكنيسة السريانية الملنكارية الكاثوليكية في الهند، والأبوة التي غمرتمونا بها، شكرًا من جديد.
تحت الكرسي البرونزي الذي يحتوي بقايا العرش الخشبي لبازيليك القديس بطرس القديمة في الفاتيكان، والتي يحملها أربع قديسون، القديس أمبروسيوس والقديس أغوسطينوس اللذان يمثّلان الغرب والقدّيس أثناثيوس والقديس يوحنا فم الذهب اللذان يمثّلان الكنيسة الشرقية، إحتفلنا يوم أمس بالذبيحة الإلهية شكرًا على إعلان قداسة المطران مالويان. وحضوركم يا مار بشارة ومار يوسف ومار رفائيل يمثّل الكنيسة الشرقية التي ترفعون من جديد قداسة البابا لاوون، بما تقدّمونه من خدمة التعليم والقيادة الروحية وتقديس شعب الله، وتمثّلون الوحدة المنظورة للكنيسة الجامعة.
فباسمنا الشخصي وباسم حضرة الأب المدبّر سمير غصوب وباسم حضرة الأب جوزيف زغيب رئيس الدير ووكيلنا لدى الكرسي الرسولي وجمهور الدير، أرحّب بكم جميعًا.
مبروك قديّسنا الجديد مار اغناطيوس مالويان.
أهلًا وسهلًا.