عُقد يوم الأربعاء مؤتمر صحفي في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي لتقديم الاحتفالات لمناسبة يوبيل الشبيبة من الثامن والعشرين من تموز يوليو الجاري وحتى الثالث من آب أغسطس المقبل، والتي ستشهد مشاركة شبان وشابات سيتوافدون من مائة وستة وأربعين بلداً حول العالم.
يرى منظمو اللقاء أنه الحدث الأكثر ترقباً وانتظاراً خلال سنة اليوبيل هذه، عندما ستنفتح مدينة روما على العالم كله، بما في ذلك المناطق التي تعاني من الحروب والصراعات المسلحة، كما أن هذا الحدث سيشجع الشبيبة على الثبات في الإيمان وعلى أن يكونوا فعلا “حرّاس الصبح” كما سمّاهم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال يوبيل العام ٢٠٠٠. ومن بين المشاركين في المؤتمر الصحفي – يوم أمس – المطران رينو فيزيكيلا، عميد دائرة الكرازة بالإنجيل والمسؤول عن تنظيم احتفالات اليوبيل، بالإضافة إلى وكيل رئاسة مجلس الوزراء الإيطالي ألفريدو مانتوفانو وعمدة روما روبرتو غوالتييري.
في المداخلة التي ألقاها خلال المؤتمر الصحفي لفت المطران فيزيكيلا إلى أن يوبيل الشباب هو الحدث الذي سيشهد أكبر مشاركة عددية خلال سنة اليوبيل، موضحا أن الشبان والشابات المشاركين سيتوافدون من مائة وستة وأربعين بلداً، ثمانية وستون بالمائة منهم من القارة الأوروبية. وشاء سيادته أن يتوقف بنوع خاص عند المشاركين القادمين من بلدان تعاني من الأزمات والصراعات المسلحة، خاصاً بالذكر لبنان، العراق، ميانمار، أوكرانيا، إسرائيل، سورية وجنوب السودان، وقال إن اللقاء سيفسح المجال أمام “معانقة” تشمل الأجيال الفتية في أنحاء العالم كافة. كما وجّه فيزيكيلا كلمة شكر إلى الحكومة الإيطالية التي تشارك باستمرار في عمليات تنظيم الفعاليات اليوبيلية.
بعدها قال سيادته إن اليوم الأول من الاحتفالات، أي في الثامن والعشرين من الجاري، سيشهد مشاركة نصف مليون حاج، موضحا أن هؤلاء الشبان والشابات سيحلون ضيوفاً على مائتين وسبعين رعية، وأربعمائة مدرسة، بالإضافة إلى مبانٍ تابعة للدفاع المدني ومنشآت رياضية ومنازل خاصة. وأشار إلى أن ذلك اليوم سيصادف أيضا الاحتفال بيوبيل المرسلين الرقميين. وأضاف المسؤول الفاتيكاني أنه في اليوم التالي، ستبدأ لقاءات من الحوار بين الشبيبة وروما من خلال سبعين حدثاً ستُنظم في ساحات المدينة الخالدة أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس.
أما في الأول من آب أغسطس المقبل، سيُقام في ملعب “شيركو ماسيمو” يوم التوبة، بحضور مائتي كاهن معرّف، وصباح اليوم التالي سيتوافد الشبان والشابات إلى تورفرغاتا حيث سيُنظم حفل موسيقي ونشاطات ترفيهية لغاية الساعة الثامنة والنصف مساءً عندما ستبدأ أمسية الصلاة مع البابا لاون الرابع عشر. وخلال هذا اللقاء سيوجه ثلاثة شبان قادمين من إيطاليا، المكسيك والولايات المتحدة أسئلة إلى الحبر الأعظم الذي سيُجيب على المستفسرين بحسب لغة كل واحد منهم.
هذا ولم تخل مدخلة رئيس الأساقفة فيزيكيلا من توجيه كلمة شكر إلى دائرة التواصل الفاتيكانية وإذاعة الفاتيكان على تغطيتهما لهذا الحدث الدولي الهام، وعلى الترجمة والتعليقات التي ستُوفر بثماني لغات مختلفة. وذكّر الجميع أيضا بأن الدفاع المدني الإيطالي أصدر كتيباً للمناسبة يتضمن بعض التوجيهات التي ستسمح بعيش هذا اليوبيل في أجواء من السلامة والطمأنينة. وأوضح سيادته أن ألف وخمسمائة حاج سيأتون من كوريا الجنوبية التي ستستضيف الأيام العالمية للشبيبة المقبلة، وذكّر بأن البابا فرنسيس وخلال لقائه الأخير مع شبيبة العالم في لشبون قال إنه سينتظر الشباب هذا العام في روما.
من جانبه تحدث مانتوفانو عن الخبرة الشخصية التي عاشها مع عائلته لافتا إلى أنه لا يستطيع أن ينسى النور الذي شاهده في أعين أبنائه عندما شاركوا في الأيام العالمية للشبيبة. وأكد أن الحكومة الإيطالية ستضع بتصرف الحجاج وأهالي مدينة روما كل ما يلزم لمناسبة هذا اليوبيل. واعتبر المسؤول الحكومي الإيطالي أن هذه الأيام تكتسب أهمية كبرى بالنسبة للعديد من الشبان والشابات لكونها تؤثر على الخيارات التي يمكن أن يتخذوها من أجل مستقبلهم، وهذا الأمر ينطبق بنوع خاص على الوافدين من بلدان تعاني من الأزمات والصراعات المسلحة، عندما يدركون أن هناك أشخاصاً آخرين يريدون الوقوف إلى جانبهم ومساعدتَهم.
هذا وعبر مانتوفانو أيضا عن امتنانه الكبير لأكثر من ألفي متطوع من الدفاع المدني الإيطالي الذين سيستضيفون ويساعدون الحجاج، بالإضافة إلى ثلاثمائة متطوع من إقليم لاتسيو ومائتين من بلدية روما. في الختام، ذكّر بالدعوة التي وجهها البابا فويتيوا إلى الشبيبة عام ٢٠٠٠ لأن يكونوا “حراس الصبح”، وتساءل ما إذا كان هذا النداء يلقى اليوم آذانا صاغية.
أما عمدة روما، روبرتو غوالتييري فشاء أن يؤكد أن المدينة مستعدة لاستضافة العالم كله، موضحا أنه تم إنشاء غرفة تحكّم ضخمة للسهر على الأمن والسلامة في المواقع التي ستستضيف الحجاج. ولفت إلى الإجراءات التي ستُتخذ من أجل مساعدة الشبان على مواجهة الطقس الحار من بينها توزيع مياه الشرب وإنشاء عشرة مستوصفات طبية خصيصا لهذا الحدث بالإضافة إلى نشر أكثر من أربعين سيارة إسعاف.
مؤتمر صحفي في الفاتيكان لتقديم الاحتفالات لمناسبة يوبيل الشبيبة
