قداس وتجمع تنموي في المجدل – جبيل برعاية المطران عون لتعزيز التنمية ودور البلديات

ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، قداسا في كنيسة مار سابا في البلدة على نية رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والإختيارية في القضاء، بدعوة من رئيس بلدية المجدل في قضاء جبيل سمير عساكر. عاونه في القداس النائب الأبرشي العام المونسنيور شربل أنطون، القيم الأبرشي الخوري بو عز، المونسنيور رزق الله أبي نصر، وخادم الرعية الخوري جوزف الخوري، في حضور محافظ بيروت القاضي محمد مكاوي ممثلا وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، النائب السابق الدكتور فارس سعيد، رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس ورؤساء البلديات، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل المهندس كريستيان القصيفي وعدد من المختارين، ولفيف من كهنة الجرد الجنوبي في الأبرشية.
عون
بعد الإنجيل، أثنى المطران عون في عظته على “أهمية المبادرة التي دعا إليها عساكر”، مؤكدا على “ضرورة التضامن بين البلديات لتأمين التنمية للمواطنين، خصوصا في الظروف المالية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد”. وشدد على “أهمية عيش المحبة في حياتنا والابتعاد عن كل ما يسيء إلى حياة الإنسان”، مشيرا إلى أن “الخدمة الإنمائية التي يقدمها رؤساء البلديات هي سبيل الإنسان الذي يعطى قيمته من خلال جسدنة ابن الله، وأن كل خدمة تقدم للإنسان تُعد خدمة غير مباشرة ليسوع المسيح وللرب”.
عساكر
وفي نهاية القداس، لبى الجميع دعوة عساكر إلى مأدبة عشاء في صالة الكنيسة، حيث القى كلمة اشار فيها إلى ان “لقاءنا اليوم في بلاد جبيل – جبة المنيطرة، راعي الابرشية الذي أحب بلاد جبيل فبادلته، وخدمها فشكرته، وها نحن تحت ظل رعايته، نؤكد على استمرارنا في الحفاظ على العيش المشترك”.
وقال: “إن المجالس البلدية هي حجر الأساس في بناء الدولة، ومن خلالها يتجسد مفهوم اللامركزية الذي نعول على إقراره وتطبيقه، حتى يشعر المواطن أن الدولة قريبة منه، تواكب حاجاته وتستجيب لتطلعاتِه، وتعملُ على تشجيعِه على ممارسة الديموقراطية التي أدت إلى إنجاز الانتخابات البلدية وأعادت الروح إلى مجالِسِنا المحلية ، وأن نجاحَ البلديات في مَهامِها هو انعِكاسٌ لنجاحِ الدولةِ اللبنانية بمؤسساتِها كافة”.
وإذ قَدِّر توجيهات رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والتزامِه بدعم إجراء الاستحقاقاتِ الدستوريةِ في مواعيدِها، تنفيذًا لخِطابِ القَسَم، رأى أن “التنمية المحلية هي الطريق الوحيد إلى الاصلاحِ المنشود”.
وحيا متابعة وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار وَسَعيِه لتأمين الاستقلال المالي والإداري للمجالس البلدية مع الحفاظ على شفافية العمل وتطبيق مبدأي المساءلة والمحاسبة شاكرا محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي الذي يُشرِف ويتابع يوميًا شؤون قُرانا وبلداتِنا.
وشدد على “اهمية تعزيزِ التعاون بينَ البلديات من خلال دور الاتحاد الريادي، كما لا غنى عن إشراك المجتمع الأهلي والقطاع الخاص في مشاريع التنميةِ المُستدامة” .
وقال: “إن بلادَ جُبيل بتاريخها العريق ورأسمالِها البشري، قادرة أن تقدِّم نموذجًا يحتذى في التمسّكِ بالأرض، والتأكيد أن الإرادة الصلبة تتغلب على الأزمات، آملين في هذه المناسبة أن تَسهَرَ السلطَةِ على إجراء الانتخاباتِ النيابية في موعِدها، لتَتَجدد الثقة بأنها قادرة على استعادة أنفاسها بعد سنواتٍ عِجاف مَليئَة بالأزماتِ المتعددةِ الأوجُهِ والأسباب، التي واجَهَها الشعبُ اللبناني بصمودٍ أسطوريّ لا مَثيلَ لَهُ” .
وختم: “نعاهد أهلَنا بأننا سنتابع بجهدٍ كبير إقامة المشاريع لتأمين رفاهية وراحة السكان وتثبيتهم في قراهم استنادًا لمبدأ الإنماء المتوازن وخدمتهم مهما بلغت التضحيات” .
مكاوي
وألقى المحافظ مكاوي كلمة جاء فيها أنه شرفه ونال تكليف وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار لنقل تقديره لجهود البلديات المبذولة لدفع مسيرة العمل البلدي إلى الأمام وتحقيق رغبات المواطنين. وأكد دور البلديات في الخدمة العامة والتنمية المحلية، مشيرا إلى أن “تجربة التنمية المركزية لم تنجح في تحقيق الإنماء المتوازن، وأن العمل البلدي هو الأقرب لتأمين الخدمة للمواطنين، خصوصا في المدن والبلدات الكبرى”.
وأشار مكاوي إلى “قانون تفعيل العمل البلدي كخطوة مهمة لإعادة التوازن المالي للبلديات”، داعيا إلى “تعديل قوانين الرسوم والعلاوات البلدية لتكون البلديات قادرة على مواجهة التحديات على مستويات الصحة والسلامة والتنمية والتدخل السريع عند أي طارئ”. كما أكد “ضرورة تحديث نصوص قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP) لتسهيل تأسيس الشراكات وتشجيعها بما يضمن التنسيق والكفاءة، لا سيما في المشاريع الحيوية كإنتاج الطاقة الكهربائية محليا، مع العودة إلى الهيئة الناظمة للكهرباء”، مشيرا إلى “أهمية تأسيس شراكات بين البلديات للاستفادة من الموارد المشتركة”.
وختم محافظ بيروت بالشكر لرئيس بلدية المجدل سمير عساكر على تنظيم اللقاء، داعيا “الجميع إلى أوسع عملية تشاركية في خدمة الشأن العام، والانطلاق في مسيرة النهوض مع ترسيخ آليات الحكم الرشيد القائمة على الشفافية والمساءلة والتعاون لضمان استمرارية التنمية وبناء قدرات الشباب وتمكين الجيل الجديد من مهارات القيادة”.