في رحيل قداسة البابا فرانسيس: لا نملك إلا أن نرفع قلوبنا صلاةً خاشعة.

مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات

في تأبين قداسة البابا يوحنا الثالث والعشرين عام 1963 نعاه الإمام السيد موسى الصدر قائلًا: “فقدنا وفقد العالم قداسة البابا يوحنا، فبكت عليه عيون العدل والمحبة والحرية والتواضع”.
واليوم، يعود الحزن نفسه ليخيم على القلوب، على رحيل حاملٍ آخرَ لراية المحبة الذي كان “نورًا للرحمة” يُشرق في ظلمات الأنانية، و”جسرًا بين الأديان” يُذكِّرنا أن الإيمان الحقيقي لا يفصل بين البشر، بل يجمعهم تحت مظلة الإخاء. في هذه اللحظات الأليمة لا نملك إلا أن نرفع قلوبنا صلاةً خاشعة، ولنكن امتدادًا لرؤية هذه الشخصية المؤمنة بأن السلام يبدأ من النفس، لينساب إلى العالم.
إلى الفاتيكان، إلى الكنيسة الكاثوليكية، إلى المؤمنين في لبنان، وفي كل مكان، إلى كل من تعلقت قلوبهم بهذا الراعي الصالح، نرسل تعازينا الصادقة ويواسينا بأن نور القيم التي ناضل من أجلها سيظل يشع في درب الإنسانية. فالرحمة التي علمنا إياها، والحوار الذي أسسه، والمحبة التي غرسها في القلوب، هي قناديل لا تنطفئ.
عزاؤنا الوحيد أن دعوته للسلام ستتردد صدىً في ضمير العالم. فنحن، كما قال الإمام الصدر، “أجدر بنا أن نستفيد من المحبة والتسامح”، ولنكون جنودًا للسلام، تكريمًا لروح قداسته.
اللهم اجعله في فردوسك الأعلى، وألهمنا أن نكون بناة سلام، وحملة محبة، كما أراد.