ساكو يتحدّث عن خبرته «الوحيدة والفريدة» في الكونكلاف الأخير

دعا البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو البابا المنتَخَب لاوون الرابع عشر إلى وضع الشرق الأوسط في فكره وقلبه وضمن أولوياته. وأعرب عن أمله أن يكون البابا الجديد قريبًا من كنائس الشرق الأوسط ليهتمّ بها ويعينها على مواجهة تحدياتها المصيرية.
واستعرض ساكو عبر موقع البطريركيّة الكلدانيّة خبرته «الوحيدة والفريدة» في كونكلاف انتخاب خليفةٍ للبابا الراحل فرنسيس. ووصفه بالحَدَث الفريد «بمراسمه البديعة المرتّبة بدقّةٍ متناهية، تتميز بها الكنيسة الكاثوليكيّة». وأشار إلى أنّ ما حصل في خلاله كان مختلفًا عمّا بثّته وسائل الإعلام.
وذكر ساكو تشديد الكرادلة المشاركين في مداخلاتهم على «أولويّة وحدة الكنيسة والحفاظ على عقيدة الإيمان والقرب من الناس والتخفيف من معاناتهم… وضرورة وقف الحروب وتحقيق السلام».
متواضع ومنفتح
أعرب البطريرك الكلدانيّ عن سعادته لتوافق جلوسه، في خلال أيّام الانتخاب، عن يمين الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، ما أتاح فرصةً طيّبة لتبادل الأحاديث مع البابا الجديد الذي وصفه بأنّه «متواضعٌ ومنفتح، يصغي ويتحاور».
وأوضح أنّ تمنيات شعوب البلدان التي ينتمي إليها الكرادلة، ومنها العراق، أن يكون البابا الجديد من أبنائها، هو أمرٌ طبيعيّ وليس فيه أيّ تدنيس أو انتهاك لحرمة البابا الراحل أو انتقاص من مكانته في القلوب.
وحضّ ساكو الكنائس المشرقيّة «المُهّمَّشة» على توحيد مواقفها «مطالِبةً الكرسيّ الرسوليّ باحترام خصوصيّتها وإداراتها ومجامعها»، كونها جزءًا من الكنيسة الكاثوليكيّة فضلًا عن أنّ مؤمنيها ليسوا أقليّة بل هم جذور المسيحيّة وروّاد حمل الإنجيل إلى العالم.
خبرة المشاركة في الكونكلاف
تناول ساكو بشيءٍ من التفصيل تسلسل الأحداث منذ شروع اللقاءات الأولى التي سادتها «أجواء الصلاة والأخوّة وروح المسؤولية والاحترام المتبادَل من دون أيّ تكتّل أو توتّر أو انقسام». واسترسل في رواية وقائع الانتخاب بتفاصيلها الدقيقة، بدءًا بتوزيع بطاقات التصويت وما يُكتب عليها، ومن ثمّ آلية جمعها وفرزها والوقت الذي تستغرقه هذه العمليّة أيضًا، إلى حين بلوغ الجلسة الأخيرة التي حصل فيها كاردينال على أكثر من ثلتَي الأصوات.
على صعيدٍ متّصل، تطرّق ساكو في حديث تلفزيونيّ إلى كواليس الكونكلاف. وقال إنّ بعض الكرادلة الغربيّين كانوا شبه متفقين على اسم البابا، مقابل أصواتٍ معدودة لكرادلةٍ شرقيين، ما جعل وصول أحدهم إلى السدّة البابويّة صعبًا، بسبب اختلاف الطقوس.
وشبّه ساكو الكونكلاف باجتماع الرسل في العلّية باحثين عمّن يكون هامة الرسل، مصلّيًا أن يكون البابا الجديد، على مثال البابا فرنسيس، قريبًا من الشرقيّين «المهمَلين والمهمَّشين».
بطاقتان عوض واحدة
تشعّبت الأصوات في الجلسة الأولى، ولم يكن البابا المُنتَخَب ضمن المرشَّحين المعروفين، لكنّ رصيده ارتفع في جلسة التصويت الثانية، وفق ساكو الذي كشف عن خَلَلٍ رافق الدورة الرابعة بسبب وضع أحد الكرادلة ورقتَين، قبل أن يُنتخَب أخيرًا الكاردينال روبرت بريفوست حبرًا أعظم.