زيارة الكاردينال شيرني إلى بنغلادش

قام مؤخراً عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني بزيارة إلى بنغلادش تضمنت جولة على مخيم كوكس بازار الذي يأوي أكثر من مليون ومائة ألف نازح من الروهينغا الذين يستفيدون في خدمات هيئة كاريتاس المحلية، وقال نيافته خلال الجولة إنه من غير المقبول أن يلزم المجتمع الدولي الصمت حيال الأوضاع التي يعيشها هؤلاء الأشخاص المحرومون من مقومات الحياة الأساسية.
مما لا شك فيه أن زيارة مخيم النازحين هذا، الذي يُعتبر الأكبر من نوعه في العالم ويأوي نازحين من ميانمار، شكلت المحطة الأبرز لزيارة الكاردينال شيرني إلى بنغلادش، مع العلم أن هذا البلد الآسيوي بدأ يستضيف هؤلاء النازحين الفارين من الحرب في ميانمار منذ سبعينيات القرن الماضي، بيد أن أعداد هؤلاء الأشخاص ارتفعت بشكل ملحوظ بدءاً من العام ٢٠١٧، وتخطى العدد المليون نسمة نصفهم من القاصرين.
وقد زار المسؤول الفاتيكاني مخيم كوكس بازار برفقة السفير البابوي في بنغلادش، رئيس الأساقفة كيفين راندال، بالإضافة إلى الكاهن ليتون هوبرت غوميس، المكلف من قبل لجنة العدالة والسلام التابعة لمجلس الأساقفة المحلي. وقد زار الوفد الفاتيكاني، الذي ضم الأب جوزيف سافاريموتو والمنسقة الإقليمية فرنشيسكا دونا، زار مقر هيئة كاريتاس بنغلادش، حيث التقى بالعاملين الإنسانيين، في مقدمتهم رئيس الهيئة وأسقف شاتوغرام المطران لورانس سوباترا هاودلر، وقد رافق سيادته الكاردينال شيرني في زيارته للمخيم، مع العلم أن كاريتاس ملتزمة في عدد من الأنشطة الرعوية لصالح الأطفال والنساء والعائلات وجميع الأشخاص الضعفاء. كما تقدّم الهيئة الخيرية الكاثوليكية خدمات في مجال الصحة والتعليم والتدريب المهني، وتسعى إلى تمكين المرأة وتنفذ برامج في مجال الارتداد الإيكولوجي والدفاع عن حقوق الإنسان. هذا وقد التقى المسؤول الفاتيكاني عدداً من الأطفال مع أهلهم ومربيهم، وتفقد مشغلاً للصناعات الحرفية، وترأس لقاء للصلاة بين الأديان.
بعدها توجه نيافته إلى مقر مجلس أساقفة بنغلادش حيث عقد مؤتمراً صحفياً سلط فيه الضوء على أوضاع النازحين في مخيم كوكس بازار، وأعرب عن أسفه حيال عجز الجماعة الدولية عن إيجاد حل لهذه المشكلة الطويلة الأمد، وذلك في إشارة إلى أوضاع الروهينغا، وهو موضوع توقف عنده البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة. واعتبر شيرني، خلال المؤتمر الصحفي، أنه من الأهمية بمكان أن تبقى قنوات الحوار مفتوحة مع السلطات، لأن تبادل الآراء يمكن أن يساهم في التوصل إلى حل على الصعيد المحلي، أو على نطاق أوسع.
هذا وتخللت زيارة الكاردينال شيرني إلى بنغلادش لقاءات رعوية عُقدت في العاصمة دكا، حيث اجتمع إلى أساقفة البلاد، وأعضاء اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام، التي تُحيي هذا العام ذكرى تأسيسها الخمسين. كما جال نيافته على مركز في محلة موندوبور يقدم الخدمات الرعوية لعائلات المهاجرين المسيحيين الفقراء، وحيث توفر للشبان دورات في التكوين المهني. وفي ذلك المكان ترأس الضيف الفاتيكاني الاحتفال بالقداس الإلهي لمناسبة يوبيل المهاجرين بمشاركة حوالي ستمائة مؤمن.