رحمة ترأس قداسا في بشري بذكرى رحيل المطران فيليب شبيعة: كان مربّيًا صالحًا ينشر الخير ويترك أثرًا لا يموت

أحيت رعية بشري، ذكرى مرور ثلاثة وعشرين عاماً على رحيل المطران فيليب شبيعة، خلال قداس احتفالي أُقيم في كاتدرائية مار سابا في بشري، ترأسه راعي أبرشية دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، وعاونه الكهنة شربل مخلوف، غطاس مخلوف، وبول مراد.
حضر القداس النائبة ستريدا جعجع ممثَّلة بالمختار فادي الشدياق، النائب وليام طوق ممثلاً بحنا بصبوص طوق، رئيس بلدية بشري جو كيروز، ورئيس لجنة جبران الوطنية فادي رحمة ممثلاً بالمحامي جوني عنداري، إلى عدد من الفاعليات وأفراد عائلة الراحل. وقد خدم القداس جوقة رعية بشري بقيادة الأب خليل رحمة.
في مستهل القداس، ألقى رئيس مؤسسة المطران شبيعة الاجتماعية جو شبيعه، كلمةً شكر فيها المطران رحمة والنواب والفاعليات الحاضرة على وفائهم الدائم لذكرى الراحل، مؤكداً أن “مشاركتهم تجسّد أجمل معاني الوفاء لراعٍ أحبّ الجميع من قلبه، وترك فينا مثال الإيمان والمحبة والبساطة”. مضيفا: “نجتمع اليوم كعائلة واحدة حول ذكرى من أحبّنا جميعاً من دون تفرقة، طالبين من أبونا فيليب أن يصلي من عليائه لأجلنا ولأجل بشري، ولأجل هذا الوطن الجريح ليضمد الرب جراحه، وليملأ قلوبنا بالرجاء والسلام”.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى المطران رحمة عظةً شبّه فيها الراحل بالعذارى الحكيمات اللواتي ملأن مصابيحهن زيتاً استعداداً لاستقبال العريس، مشيداً ب”سيرته الكهنوتية المفعمة بالتواضع والعطاء والإيمان العميق، وبمحبته للرعية التي خدمها حتى آخر لحظة من حياته، فكان نموذجًا للمسيحي الصالح”، مشيرًا إلى أنه “اشتغل على نفسه كمشروع إنساني وروحي، وبنى لحياته حضورًا مقدسًا وإنسانيًا، في الشأن الديني والكنسي وفي كل أعماله”.
وتطرق إلى روح القداسة والمحبة التي نشأت معه في دير الأحمر، بحضوره المميز، وحكمته وطهارته وفطرته السليمة، مشددًا على أن “مثل هذه الشخصيات تشكل نموذجًا يُلهم تطوير الإمكانيات الروحية والبشرية للمجتمع المسيحي اليوم”.
وأضاف: “أن المسيحي الصالح هو الإنسان الواعي والناضج، الذي يتسم بالحكمة والرجاحة، ويجسد الخير في كل أعماله: “المسيحي لا يكون نسمة شربل نسمة خير، يتبنى حضور الله ويجسد ملكوت الله على الأرض”، موضحا أن “المطران شبيعة ظهر هذا بشكل عملي، إذ لم يكتفِ بما لديه، بل ملأ جرار الناس والمجتمع وأبناء بشري بالخير، وكان مربّيًا صالحًا ينشر الخير ويترك أثرًا لا يموت”.
واختتم المطران رحمة عظته بالتأكيد على أن “المسيحي الحقيقي يعيش بحسب تعاليم يسوع: “أنتم أبناء الحياة… وقال يسوع عن نفسه: أنا الطريق والحياة”، مؤكّدًا أن “القديسين والمربين الصالحين مثل المثلث الرحمات المطران شبيعة يتركون إرثًا روحانيًا وأخلاقيًا يُلهم الأجيال”.