رئيس الأساقفة غالاغر يشارك في افتتاح الجمعية العامة للاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية

خلال الزيارة التي يقوم بها إلى المكسيك شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر في افتتاح الجمعية العامة للاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية المنعقد في مدينة غوادالاخارا، وألقى مداخلة سلط فيها الضوء على ضرورة تعزيز السلام في عالم اليوم من خلال الالتزام الدؤوب، مع التشديد على أهمية التأمل الخلقي والحوار المرتكز إلى الاحترام
استهل سيادته مداخلته متوقفا عند أهمية الدور الذي تلعبه الدبلوماسية في عالم اليوم إزاء التوترات الجيوسياسية الراهنة، موضحا أنه ينبغي ألا تقتصر الدبلوماسية على الغرف المغلقة بل يجب أن تشمل مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والفنون. وبهذه الطريقة يمكن للتبادل الأكاديمي والشراكة التربوية أن يعززا التفاهم الدولي، وأن يواجها التحديات الراهنة.
هذا ثم تطرق رئيس الأساقفة غالاغر إلى العلاقة القائمة بين الجامعات الكاثوليكية والدبلوماسية الأكاديمية، والتي تهدف بشكل رئيس إلى بناء السلام من خلال المعرفة والحوار. وقال إن الجامعات الكاثوليكية، شأنها شأن الممثلين الدبلوماسيين البابويين، والتي تشكل منذ زمن بعيد منارة للمعارف والإيمان ولخدمة البشرية، مدعوة اليوم، خلال الأزمنة المضطربة المطبوعة بالحروب والانقسامات وانعدام الثقة، إلى إعادة التأكيد على دعوتها الخاصة، كصانعة للسلام وشريكة في عملية بناء جسور من التفاهم بين الثقافات والديانات والاختصاصات. من هذا المنطلق، اعتبر المسؤول الفاتيكاني أن الكليات الجامعية قادرة على تطوير دبلوماسية أكاديمية بطريقة فريدة، كأداة لتعزيز السلام في العالم.
مضى رئيس الأساقفة غالاغر إلى القول إن الجامعة الكاثوليكية حقاً ليست مؤسسة إضافية في السوق العالمية للأفكار وليست كاثوليكية نظرا إلى عدد الصلبان الموجودة في قاعاتها أو الاحتفالات الليتورجية التي تُقام في كابلاتها، بل هي مكان يتم فيه البحث عن الحقيقة بشكل يترافق مع رسوخ الإيمان. وقال إن العقل والوحي يسيران يداً بيد، وكرامة الشخص البشري هي نقطة البداية والهدف الأخير. بعدها أكد سيادته أن التربية الكاثوليكية الحقة لا يمكن أن تكون منعزلة، بل على العكس لا بد أن توجّه نحو الخارج، وأن تلتزم في البحث الشامل عن الحقيقة.
واعتبر رئيس الأساقفة غالاغر – في ختام مداخلته – أنه في عالمنا اليوم المطبوع بالنسبية وبالاستقطاب تشكل الهوية الكاثوليكية الجامعة مورداً قوياً ألا هو المفهوم الأنتروبولوجي الذي ينظر إلى كل شخص، وبغض النظر عن الانتماء العرقي والديني والقومي والاجتماعي، على أنه مخلوق على صورة الله ومثاله ويتمتع بالعقل والضمير، واستنادا إلى هذه الحقيقة يمكن أن نبني السلام من خلال الحوار.