دردغيا.. الشاهدة والشهيدة!

أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة دردغيا (قضاء صور) في الجنوب حيث استهداف مركاز مستحدثا للدفاع المدني في جوار كنيسة دردغيا، ما أدى إلى سقوط 7 شهداء من المسعفين الذين كانوا يتواجدون في صالون الكنيسة.
تُظهر الصورة حجم الدمار الذي لحق بكنيسة مار جاورجيوس للروم الكاثوليك في بلدة دردغيا في قضاء صور في الجنوب اللبناني، بعدما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على البلدة مستهدفاً مركز الدفاع المدني في جوار الكنيسة.
كنيسة عمرها 160 سنة
وتعتبر كنيسة مار جاورجيوس للروم الكاثوليك في من أقدم الكنائس في المنطقة ويعود تاريخ بنائها إلى نحو 160 سنة في القرية التي كانت تتميز بالمنازل القديمة والتراثية قبل نحو عقدين من الزمن.
وتعتبر بلدة دردغيا ذات الأغلبية المسيحية من القرى المعروفة بالإنفتاح والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف من أبناء القرية، حيث يعانق جامع البلدة كنيستها وبقيت نموذجا من نماذج العيش المشترك رغم كل الاحداث التي مرت على المنطقة في العقود الماضية.
حكايتها مع الإمام الصدر
زراها الإمام السيد موسى الصدر قبل الحرب الاهلية اللبنانية وحضر عمادة أحد الأطفال في كنيستها، فاختزنت الكثير من الحكايات والذكريات الجميلة بين أبناء البلدة الواحدة والوطن الواحد.
تاريخ القرية 600 سنة قبل الميلاد
ولا تختلف كنيسة دردغيا التي دمرتها إسرائيل، عما تختزنه القرية من ذكريات، والتي تحمل منازلها الحجرية طابعاً بيزنطياً، حيث يروي بعض المؤرخين أن تاريخها يعود إلى ستمئة سنة قبل الميلاد وتحوي آثاراً قديمة ميزتها عن غيرها من القرى التي بنيت في فترة لاحقة، لا سيما تلك البيوت المتلاصقة تربطها عقد قديمة وأزقة ضيقة، علماً أن معالم كثيرة من القرية غابت نتيجة عدم الاهتمام بترميمها.
ومع الإعتداء الإسرائيلي الهمجي على البلدة وكنيستها تحول كل حجر في الكنيسة إلى ركام اليوم ودفعت بقاطنيها إلى النزوح، يعبر عن حكايات أهلها، وهي أدت دوراً كحارسة للوحدة والصمود، حتى أصبحت اليوم شاهدة وشهيدة، شاهدة على همجية الإحتلال، وشهيدة على مذبح الوطن.