في مشهد ثقافي ووطني مهيب، احتضن معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته السادسة والستين، مساء الجمعة 16 أيار 2025، ندوة فكرية بعنوان “حتى ينجوَ الوطن”، نظّمها مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات في سي سايد أرينا–الواجهة البحرية الجديدة لبيروت.
الندوة التي امتدّت من الساعة السادسة والنصف حتى السابعة والنصف مساءً، جاءت في مناسبة مزدوجة: الذكرى الخمسين لاعتصام الإمام موسى الصدر في مسجد الصفاء–الكلية العاملية، وإطلاق كتاب “حتى ينجوَ الوطن” الذي يوثّق هذا الاعتصام التاريخي من مختلف جوانبه.
ترأس الندوة نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري، وشارك فيها كل من الدكتور طلال عتريسي، المونسنيور الدكتور عبدو أبو كسم، وكان من المفترض حضور الدكتور محمد السماك، لكنه تغيب. ناقش المحاضرون دلالات الاعتصام وأبعاده الوطنية والفكرية والدينية، في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان.
افتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني وقوفًا، لتليها كلمة ترحيبية قصيرة ألقاها السيد صدر الدين الصدر، نجل الإمام الصدر ومدير المركز، نيابة عن السيدة رباب الصدر رئيسة مؤسسات الإمام الصدر، عائلة الإمام، عبِّر فيها عن الامتنان العميق للمشاركين والحاضرين، مؤكدًا أهمية استحضار هذه الذكرى كمساحة للتأمل والالتزام بقضايا الوطن، متمنيًا التوفيق لفعاليات الندوة والكتاب.
بعدها، قدَّم الدكتور طارق متري مداخلة افتتاحية باسم رئاسة الندوة، رحب فيها بالحضور، وأشاد بوعي الإمام الصدر الذي جعل من اعتصامه السلمي موقفًا أخلاقيًّا وسياسيًّا جعله ليس إمامًا للشيعة فقط، بل وأيضًا إمامًا لرافضي الحرب، وإمامًا لدعاة السلام. واستذكر اللحظة التي التقى فيها هو ومجموعة من رفاقه بالإمام في الاعتصام، إذ رحب بهم بصفتهم أول وفد شبابي يزوره..
ثم انطلقت الكلمات الفكرية، فبدأ المونسنيور الدكتور عبدو أبو كسم، الذي تناول في كلمته الموسومة “مبادرات الإمام الصدر للمصالحة الوطنية في لبنان”، دور الإمام في إعادة وصل ما انقطع بين مكوّنات المجتمع اللبناني، من خلال خطاب يعلو فوق الحسابات الطائفية ويحتكم إلى مصلحة الوطن العليا. وأعطى سبعة نماذج عن مبادرات الإمام في عملية الإصلاح التي آثارها لا تزال واضحة، ومنها تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وهيئة نصرة الجنوب. وختم أبو كسم بقوله أنه واللبنانيين يصلون لحياة الإمام وأخويه ولعودتهم سالمين.
أما الدكتور طلال عتريسي، فاختتم الندوة بمداخلة حملت عنوان: “رؤية الإمام الصدر للمخاطر التي تهدد لبنان كوطن ورسالة”، حيث تحدث عن البصيرة الاستباقية للإمام في تشخيص مكامن الخلل البنيوي في النظام اللبناني، وسعيه إلى بناء دولة عادلة تحفظ التوازن بين الحقوق والانتماء الوطني. وأكد أن استعادة الإمام حاجة وضرورة لفهم الواقع الراهن في لبنان والتعامل معه.
وبعد نهاية الندوة انتقل الجميع إلى زيارة جناح الإمام الصدر.
*حتى ينجوَ الوطن*… ندوة فكرية وإطلاق كتاب في معرض بيروت الدولي للكتاب بمناسبة مرور خمسين عامًا على اعتصام الإمام الصدر
