دشنت أبرشية طرابلس المارونية و”مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية”، “قاعة الدكتور سابا قيصر زريق” في “مدرسة المطران الخيرية” في طرابلس، بحضور النائب طه ناجي، النائبين السابقين الدكتور رامي فنج والدكتور علي درويش، الشيخ محمود نعمان ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، المفتي الشيخ مالك الشعار، رئيس ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، ممثل “مجموعة ايهاب مطر للتنمية” الاستاذ مراد كحيل وشخصيات وفاعليات، وعلى وقع النشيد الوطني ونشيد الفيحاء لشاعر الفيحاء سابا زريق تم إفتتاح القاعة.
نضيرة
والقت السيدة جوزات نضيرة كلمة قالت فيها: “نلتقي اليوم في لحظة استثنائية نضيف فيها خطوة جديدة إلى صرح العلم والمعرفة إذ نفتتح معا مساحة ليست مجرد قاعة بل هي فسحة للفكر ومنبر للحوار ومكتبة غنية تشرق بنورها على كل من يشتهي المعرفة”.
وتابعت: “نوجه أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السيادة المطران يوسف سويف راعي هذه المؤسسة، الذي لا يألو جهدا في دعم مسيرتها التربوية والإنسانية. كما نتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى الدكتور سابا زريق الذي تبنى تجهيز هذه القاعة بكل محبة وسخاء، مؤمنا برسالة المدرسة وبأهمية دعم المؤسسات التربوية التي تصنع الفرق الحقيقي في حياة الأجيال. ولا ننسى أن نثمّن عاليا الجهود الكبيرة التي يبذلها مدير مدرستنا الأب خالد فخر الذي يواكب هذه المسيرة التربوية بكل حكمة وإيمان، حرصا على ان تبقى المدرسة عنوانا للتفوق والتميز”.
فخر
وألقى الخوري خالد فخر كلمة قال فيها: “هذه القاعة ستكون أكثر من مكتبة بمعناها الوظيفي التقليدي وستتخطاها لتصبح مساحة للقاء والتفاعل والبناء العلمي والثقافي ليس فقط بين القائمين على الشأن التربوي بل بين كل المعنيين بالشأن الثقافي في مدينتنا طرابلس”.
وتابع: “ان العلم اليوم لم يعد مقتصرا على تحصيل المعلومات، لقد اصبحت في متناول الجميع بفضل التطبيقات الذكية، بل أصبح يُعنى بالبناء المعرفي عند الإنسان والذي ينمو ويتطور من خلال التفاعل مع الأنماط والنماذج الذهنية المختلفة”.
وختم: “نجدد شكرنا لكم يا صاحب السيادة على رعايتكم الأبوية ومواكبتكم الدائمة لمؤسساتنا التربوية، كما نجدد شكرنا لمؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية بشخص رئيس هيئتها الإدارية الدكتور سابا قيصر زريق المحترم على مساهمته الكريمة لإعلاء الشأن الثقافي والتربوي خصوصا في مدينة طرابلس”.
زريق
ثم تحدث المحتفى به الدكتور سابا زريق، فقال: “لم يكُنْ شَمْلُنا ليلتئِمَ اليومَ لولا دَعَواتِ سيِّدِنا سويف للتّلاقي والحِوار، وهما الفضيلتانِ اللَّتانِ تسكُنانِه، لا يكِلُّ من الإصرارِ عليهِما بعِنادٍ وثَبات. أردْتُ تجسيدَ أمنيتِهِ باستحداثِ حِضنٍ للتلاقي المنشود: تلاقي الناسِ وعُقولِهِم؛ فكانَتْ هذه القاعةُ. أردْناها مساحةً ثقافيةً بامتياز، رفوفُها تأوي عناوينَ ومراجِعَ ومؤلَّفاتٍ في شتَّى الميادينِ المعرِفيةِ؛ وهي توّاقةٌ لاستقبال العديدِ من تلامذةٍ وطلابٍ وأساتذة والغيرِ من الباحثينَ ومُحبّي القراءةِ ولاستضافةِ النَّدوات والمحاضرات. فالمأمولُ أن تضجَّ هذه القاعةُ بحيويةِ التبادُلِ الثقافي والحِواري”.
تابع: “أوليسَ الكتابُ أمضى سلاحٍ بوجهِ الجَهلِ والتَّهورِ والإنحِراف؟ يَمُدُّكَ بإكسيرٍ لحياةٍ أفضل؛ سلاحٌ فِكريٌّ يُنيرُ العقول، لا بل يُصَحِّحُ مَسارَها إن هي شَرَدَتْ. وعلى حدِّ قَوْلِ الفيلسوفِ والمُفكِّرِ والعالِمِ العظيم إبن رُشد في القراءةِ أنَّها “لا تُثمِرُ إلا بالعقل. أعزائي، أراني الآن أميلُ بصِدقٍ ووفاءٍ إلى تحويلِ هذه المناسبة إلى أخرى، تُكرِّمُ مؤسستي فيها الراعي الحَريص، ليس فقط على قُطعانِهِ فحسب، بل على قُطعانٍ أخرى. قائدٌ روحيٌ، يعي شؤونَ وشُجونَ رعيَّتِهِ ومُحيطِها وبيئَتِها المُباشَرة وغيرِ المُباشَرة. خَبِرْتُ سيادتَهُ في أكثرِ من مُناسبةٍ، وبخاصة خلالَ حِواراتِنا ومُداخلاتِهِ في “اللقاء للحوار الديني والاجتماعي”، وهو اللقاءُ الذي أطلَقَهُ معالي الأستاذ محمد الصفدي، بالإشتراكِ مع سماحةِ المُفتي مالك الشعار وسيادةِ المطران سويف؛ وكذلك في رِعايةِ سيِّدنا، مع سماحة المفتي العزيز محمد إمام، لبرنامَجِ “فُرصة”، المُنْبثِقِ عن تعاونٍ بين تجمُّعِ “أم النور” و”جمعيةِ المنهَج الخيرية”، لمكافحةِ المخدِّراتِ وإعادةِ تأهيلِ المُدمِنينَ عليها”.
أضاف: “لذلك، يُصدِقني ضميري إنْ صَرَّحْتُ، ويُوَبِّخُني إنْ لم أفعلْ، أنَّ سيادتَهُ إنسانٌ مميَّزٌ على غيرِ صعيد. فاتِّكاؤهُ على التَّعاليمِ المسيحيةِ حافزٌ مُستَدامٌ لانفتاحٍ نحنُ بأمَسِّ الحاجةِ إليه. عكَسَ صورةَ السيِّدِ المسيحِ المُتسامِحِ والمُهادِن، بمَدِّهِ اليَد إلى كلِّ النّاس على اختلافِ مَشارِبِهِم وتَبايُنِ أهوائِهِم. وهذا أكثرُ ما يحتاجُ إليه اليوم لبنانُنا المظلوم”.
وختم: “أتقدم من سيادتِهِ بجزيلِ امتناني لإتاحتِهِ لنا جميعاً الفُرصةَ لنلتقي في هذا الفضاءِ الجديد، متضرعاً إلى اللهِ عزَّ وجلّ أن يُبارِكَ هذه القاعة ويبارِكَ مُرتاديها ويبارِكَ تعاونَ مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية مع المطرانيةِ الحبيبة، لِما فيهِ من خيرٍ لمدينتِنا ولشَمالِنا الحبيب”.
سويف
ثم تحدث المطران سويف، فقال: “يوم حلو وفرح، نهار مبارك اولا انا وأخي صاحب السيادة وصاحب الفضيلة ممثل سماحة المفتي العزيز الشيخ محمد إمام، وأخي رفيق الدرب في الفيحاء، صاحب السماحة الشيخ مالك الشعار، وأصحاب المعالي وكل الفعاليات التربوية والإجتماعية والخيرية والأهل، تحية لطلابنا نحن موجودين اولا لنرفع أيادي الشكر لرب العالمين الحاضر معنا ولسنا نحن الذين نأخذ المبادرات ، هو الذي يدفعنا لنأخذ المبادرة التي هو يريدها، وما يريد ليس إلا الحب والفرح، ولقاء هذه العائلة الحلوة يفرح لها الله عندما يرانا مجتمعين لأجل الخير والحب ، ايها الصديق كأني اعرفك من عشرات السنين، دكتور سابا زريق الف شكر مع عائلتك، اشكرك من صميم القلب ولا بد من القول اني وقت إستلمت الخدمة بطرابلس كنت أجول على مدارسنا وعددها 15 مدرسة بالأبرشية ومعظمها في طرابلس ويبلغ عدد طلابها حولي 6000 تلميذ بين حضانة وإبتدائي وتكميلي وثانوي حديثا في حلبا، رأيت بعض القاعات فارغة هزيلة، وقلت ربنا أرسلني لأقوم باللازم تجاه مدرستنا التي تقع بجوار المطرانية وشعرت كأني اعرف الدكتور سابا منذ زمن حين إلتقيت به فكريا لتتعمق معرفتنا كلما تحدثنا معا، وحين تحدثت مع المدير خالد وطرحت عليه إمكانية تحويل هذه المساحة التي نجتمع فيها اليوم إلى قاعة سرعان ما تحولت الفكرة إلى واقع وها هي هذه القاعة قد اصبحت واحة من واحات طرابلس الحلوة وهي اليوم بتصرف أبناء المدينة والناس فمبروك لمدينة طرابلس بهذا المشروع الذي اصبح حقيقة ويحمل إسم قاعة الدكتور سابا وستكون بتصرف أي نشاط جامعي وفي خدمة كل الناس ومعدّة أيضا للمحاضرات ولورش العمل وبالإمكان إستخدام كامل مساحتها”.
وتابع: “ان الحداثة هي التي ادخلتنا إلى العالم الرقمي وأنا لست ضده لكي أطرح تساؤلات، فاليوم انا أريد تسهيل اي أمر يتطلب الدخول إلى غوغل وإجراء البحث الذي نريد لنصل إلى حقيقة الأمور وهذه هي العولمة وأنا قد اخشى ذلك لاسيما حيال خطر الذوبان وفقدان التعددية الخاصة وما افكر فيه اليوم تجاه قضايا طلابنا والأجيال الجديدة هو شيىء من الموضوعية والفعالية والجمع بين التقليد والحداثة هو خلق توازن وتكامل بينهما والإنطلاق إلى الموضوعية ولاسيما مع الأجيال الجديدة وأتمنى أن يكون لدى أجيالنا حسن التقدير بالنسبة للجماعة وللمجتمع وللبنان ففي ذلك قيامة حقيقية للبنان الذي نريد”.
وختم: “هذه الواحة تهدف إلى تعزيز ثقافة اللقاء بين الناس وابناء المدينة وحقيقة اقول لكم كمطران انا احمل إسم طرابلس ولدي أيضا هدف ورغبة وتوق للنقاش الدائم مع الدكتور سابا فالمسيحيون كانوا يعيشون بطرابلس والظروف دفعتهم للعيش إما بالجوار او باماكن أخرى وأنا ادعوهم اليوم من خلال هذه القاعة ان يرجعوا إلى المدينة، وأنا أحب كأب ومرشد وأخ وأنا واصحاب السماحة والسيادة عندنا رغبة ان نرى الناس مع بعضها في واحات مشتركة ولذلك هذه الدار الحاملة إسم سابا هي لتعزيز ثقافة الإنفتاح وتنوعه وقبول الآخر على تنوعه، فالآخر المختلف ليس خطرا ولا تحدي، هو غنى من الرب للمجتمع الإنساني ولبنان هو ايضا فعل إرادة من الجميع لشفاء الذاكرة والحفاظ على الصورة الجميلة للبنان ولطرابلس ولكل بيت من لبنان وكل عائلة لذلك يا احبائي هذا اللقاء الذي يحمل إسم سابا ومن خلال التعاون الحلو سنكمل مع المطرانية”.
اختتم الإحتفال بدرع تقديرية قدمتها مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية الى “راعي التلاقي و الحوار” المطران سويف. واقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.
تدشين *قاعة دكتور سابا قيصر زريق* في مدرسة المطران الخيرية في طرابلس






