المطران سويف في قداس تبريك الزروع : لنصغ بعمق إلى صوت الرب كما فعلت امنا العذراء

احتفل رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف بالقداس الإلهي، ورتبة “تبريك الزروع” في كنيسة مار أنطونيوس البادواني في دير مار يعقوب في بلدة كرم سده في قضاء زغرتا، عاونه فيه رئيس اكليريكبة مار أنطونيوس الخوراسقف انطوان مخائيل، والمونسنيور جوزيف غبش، وبحضور جمهور من ابناء البلدة والجوار.
سويف
بعد الانجيل المقدس، القى المطران سويف عظة جاء فيها:” احبائي، نشكر الرب على عطيته الكبيرة التي نعيشها في البشرية، وفي هذا الكون، والتي تجلت في ولادة ابنه يسوع من أحشاء العذراء مريم، وليس من زرع بشري انما من زرع الهي، وبقوة الروح القدس، التي اتحدت في الانسان ومريم العذراء النقية الطاهرة، والتي سمعت صوت الرب في قلبها وفكرها وكيانها، وكانت تردد “ها أنا أمت الرب،فليكن لي بحسب قولك”.
تابع:”انها احدى العجائب التي تدخل فيها الرب في حياتنا وتاريخ البشرية، ليقول لنا اننا صحيح أخطأنا تكبرنا، ولا زلنا نعيش هذا التكبر والخطأ، ونعتبر أنفسنا المحور الاساس في الحياة، وننسى كما نسي أجدادنا أن الرب هو أساس الحياة”.
اضاف سويف:” الميلاد يعود في كل عام ليذكرنا انه علينا ان نعلم ان الاساس هو الرب واهب الحياة، والذي يدعونا في كل مرة كي نعيش محبته، ومن خلالها نعيش في الفرح الحقيقي”.
اضاف:”من هنا نحتفل اليوم بعيد الزروع الذي هو قوة الله التي تعطي الحياة. لان الرب هو مصدر القوة والحياة، والتجدد، وهذا ما يذكرنا بالعذراء مريم، بمواقفها بشخصيتها وفضائلها، الذي تجلت بعيد البشارة، وتوجت بالصليب و بالقيامة، حيث كانت دائما تصغي إلى صوت الرب بقلبها وفكرها، كما نصغي نحن إلى صوته من خلال القداس، من هنا نطلب من الرب النعم حتى يكون لدينا إصغاء عميق لصوته، لا ان يكون صوتا عابرا، بل على العكس تماما، فكل كلمة تعلن في الكنيسة هي صوت الله المستمر”.
وختم بالقول:” نطلب من الرب نعمة الاصغاء لصوته في حياتنا، لان الاصغاء الحقيقي يحولنا إلى خدام للرب، والمقياس هو ما بعد الصوت الذي يتجلى بمواقفنا التي نتخذها في حال اصغينا بإيمان، وجهوزيتنا لخدمة الرب. كما كانت تفعل وتقول مريم العذراء” ليس أنا بل هو.. افعلوا ما يأمركم به”. وهي مسألة تتطلب منا جميعا التواضع”.