إحتفل سيادة المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية السامي الاحترام، بقداس عيد قلب يسوع في دير مار يوسف لراهبات القلبين الأقدسين، عندقت، وذلك يوم الأحد في التاسع حزيران 2024.
عاونه المونسينيور الياس جرجس، النائب الاسقفي الخاص لمنطقة عكار، الخوري سيمون الراسي خادم رعية عندقت ولفيف من الاباء وكهنة الرعايا بالاضافة الى راهبات القلبين الاقدسين، حيث استقبلت صاحب السيادة رئيسة الدير ومديرة المدرسة الأخت نهاد ناكوزي، وشاركت أيضا راهبات المحبة، القبيات، وراهبات الفرنسيسكان، منجز، مع جمع كبير من المنطقة.
إبتدأ سيادته عظته بالمعايدة بهذا العيد الإلهي. وبخاصة للشهادة التي تقوم بها الراهبات في المنطقة كشهود ليسوع المعلم، والفكر الذي يدلّ على عمق البشارة وعمق التفكير، خاصة أن حضور راهبات القلبين الأقدسين، في المنطقة، يفوق المائة والعشرين سنة وهذا يدل كم هناك من محبة للناس ولخدمة الناس، خاصة أن هذا البيت الذي تحول الى دير، كان من بيوت الضيعة وبحجره البركاني يحمل نار المحبة التي تدخل كل قلب. خاصة بتاريخه الذي كان يتحول نهارا الى مدرسة وليلا الى بيت لراحة الراهبات.
اضاف سيادته: بإختبارنا التربوي، العائلي، الكنسي، الرعوي، الوطني نحن مدعوّون أن نكون شهوداً، شهود المحبة أولاً، ثانياً شهود الحقيقة، ومن ثمّ أن نكون حقيقة رسل المحبة والحقيقة.
فما هو عيد قلب يسوع؟ هو الحب الإلهيّ، فقلب يسوع مفعم بالمحبة، هذا عيد المحبة، محبة الله للإنسان التي تجلّت بملء الزمن أنّ الله الآب أرسل إبنه الوحيد، لكي يُعيدنا إلى حيث كنّا، لأننا بكبريائنا وبسبب خطيئتنا ابتعدنا، أتى ليدعونا ويعيدنا إلى هذا الحب الأوّل الذي أنت فقدته، لذلك نحن مدعوّون لنكون شهوداً المحبة،التي تجلّت في الجمعة العظيمة، المحبة المرفوعة على الصليب، المحبة التي من خلالها الله صار إنساناً وكلمة الله إرتفع على الصليب حتى حقيقة يعود ويُحرّرنا من قيود الكبرياء، من قيود الموت.
لذلك فحياتنا المسيحيّة هي مشروع حياة متكامل نعيشها بالقربان، بالصلاة، بالحياة الروحية وبالحياة الإجتماعيّة. لذ لا يجب أن يكون هناك انفصام بين حياتنا الروحية وحياتنا الاجتماعية. لقاؤنا بالرب في القربان يجب أن ينعكس في حياتنا مع كل البشر.
أضاف سيادته: فالخلق هو إنسجام، إنسجام بصلاتنا، بإختبارنا الإيماني العميق ولكن أيضاً بحياتنا الإجتماعية، الإنسانية، السياسية، الوطنية، بقلب الضيعة الموجودين فيها، بقلب المجتمع الموجودين فيه، لا يمكن لنا أن يكون هناك إنفصال أو إنفصام بشخصيتنا المسيحيّة على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة.
ثانياً: نحن شهود للحقيقة، الشهادة لمحبة الله هي شهادة للحق، من تجرّأ أن يقول: أنا هو الحق؟ ليس أحد سوى الرب: أنا هو الطريق والحق والحياة. هو حقيقة هذا الحب، التي أعطتنا الحياة، الحقيقة الذي يدخل إلى ضمير الإنسان، لأنّه لا يمكن أن يكون هناك أحد يُنبّه الإنسان على شيء خارج الحبّ إلا ضمير الإنسان.
العيد أنهو رغم جراحاتنا وأزماتنا أن أفتح قلبي للربّ حتى يدخل إلى قلبي، إلى فكري، إلى عقلي، إلى كياني ويعود ويُنظّفني ويحرّرني: آمنوا بالحقّ والحق يُحرّركم، الحقيقة هي الرب، بقدر ما يفتح الإنسان قلبه للرب بقدر ما يشفى، ولكن التعنت والهرب يزيد جراحاته، جراحات كثيرة له ولغيره ولا يمكن له أن يُشفى.
وأكمل سيادته: مشهد الفرّيسي والعشّار؟ الفرّيسي مرجعية كبيرة بالتوراة وبالعلم، بالكتاب المقدّس، ويعرف كل القوانين وكل الأنظمة دخل إلى الهيكل: يا ربّ أنا أصوم، أنا أصلّي، الأنا عالية والباقي أوطى، أنا أصوم، أنا أصلي، أنا أفعل الخير، أنا، أنا، أنا، بدل أن يُكلّم الله يفتخر بالأنا، بالأنا. بينما العشّار الذي كان يُعتبر خاطئاً ببيئته، لا يجرأ على الإقتراب لأنّه كان يُعتبَر خاطئ وقف على مدخل الهيكل، على جنب، وعينيه نحو الأرض،: إرحمني يا ألله أنا الخاطئ. صلاة من قُبِلَت؟ أكيد العشار. فلنتحرّر من فريسيّة اليوم الموجودة ليس فقط على المستوى الديني ولكن حتى على المستوى الإجتماعي: أنا وأنا وأنا… الرب أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً، هو الأساس وكل شيء هو من فضل الرب ونعمه الرب. نقول بالسرياني: (من ديلوخ نقارب لخ) : ممّا لك يا رب نُقدّم لك. كل شيء هو من الرب.
ثالثاً: نحن نقول بالـ”نؤمن” ونؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسوليّة، رسوليّة، لا أحد يحتفظ بهذا في قلبه ونحن مدعوّن أن نكون رسلاً، ننطلق إلى العالم، حتى ننقل المسيح الحب، ننقل المسيح الحق، نشهد لقيامته من بين الأموات لأنّ الرب هو إنتصر، هو الذي ينتصر فينا بقلوبنا، بحياتنا، هو الذي ينتصر بمجتمعاتنا، هو الذي ينتصر بقلب هذا العالم وتحدّيات هذا العالم، لا نخف، نحن لسنا لوحدنا هو معنا: لا تخافوا أنا معكم، نحن أحياناً نحمل الهمّ عن واقعنا اليوم، الأزمات، عن الغد، عن المصير، عن لبنان، ماذا سيحصل بهذا الشرق، مين نحن، لا نحمل همّاً، نحن علينا أن نؤمن به، لأنّه هو الحبّ، نؤمن به، هو الحق، نؤمن به هو الحياة، هو الذي إنتصر وأعطانا الحياة وأعطانا الرجاء بقيامته من بين الأموات له المجد من الآن وإلى أبد الآبدين. آمين.
وفي الختام احتفل سيادته والحاضرين بزياح قلب يسوع. وكل عيد وانتم بألف خير
المطران سويف : حياتنا المسيحيّة هي مشروع حياة متكامل نعيشها بالقربان بالصلاة، بالحياة الروحية وبالحياة الإجتماعيّة.
