المطران ابراهيم اختتم الإجتماع الشهري لكهنة الأبرشية بقداس في كاتدرائية سيدة النجاة : دعوتنا مقدسة تحمل في طياتها مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة تجاه الكنيسة وأبناءها

ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم الإجتماع الشهري لكهنة الأبرشية في قاعة يوحنا فم الذهب في مطرانية سيدة النجاة بمشاركة كهنة الرعايا في الأبرشية.
استهل اللقاء بصلاة من اجل الكهنة ومن ثم تلا الأرشمندريت نقولا صغبيني محضر الإجتماع السابق ومن ثم كانت كلمة للمطران ابراهيم تناول فيها احتفالات خميس الجسد الإلهي هذه السنة، والتحضيرات للإحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء في آب المقبل، والتحضيرات القائمة لإحياء يوم الشبيبة الأبرشي مع غبطة البطريرك عبسي، والتحضير من اجل الإحتفال بيوبيل اعادة السركة مع روما في شهر ايلول المقبل.
وتخلل الإجتماع حديث روحي للأب جاورجيوس شبوع حول موضوع ” الكاهن القائد”
واختتم الإجتماع بقداس في كاتدرائية سيدة النجاة حيث كان للمطران ابراهيم كلمة روحية توجها فيها الى الكهنة فقال :
” أخوتي الكهنة الأعزاء في المسيح،
الغاية من أن نكون معا هي أن نحيا سلام الرب يسوع المسيح الذي يجمعنا. لا شيء يبرر اجتماعنا في هذه الكاتدرائية إن لم يكن الرب غايتنا المشتركة. في حضرته نجتمع اليوم وفي حضرة سيدة النجاة وطغمات القديسين والملائكة لنتأمل معًا في رسالتنا الكهنوتية السامية، التي دعانا إليها الرب بنعمته وحكمته. إن دعوتنا هذه هي دعوة مقدسة تحمل في طياتها مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة تجاه الكنيسة وأبناءها. حملنا الوديعة يوم رسامتنا وعنها سوف نُدان في يوم الدين.”
واضاف” أيها الإخوة، إن رسالتكم الكهنوتية تتجسد في خدمتكم اليومية، في تعبكم وتضحياتكم، وفي محبتكم اللامحدودة لشعب الله. أنتم المرشدون والراعون، أنتم الذين تقفون على منبر الحق، تعلنون كلمة الله وتوزعون أسراره المقدسة. إنكم تزرعون بذور الإيمان في قلوب الناس، وتروونها بدموعكم وصلواتكم، كي تنمو وتثمر ثمار البر والقداسة.”
وتابع” أود أن أشيد اليوم بجهودكم وتفانيكم، لا من باب المديح، بل من باب قول الحق والشهادة لما عاينت ورأيت منذ انضمامي اليكم كأخ وصديق. أنتم الذين تتركون كل شيء لتتبعوا المسيح، وتخدموا النفوس التي ائتمنكم عليها. أنتم مثال للقداسة والعطاء، تضيئون بنور المسيح في عالم مظلم، وتبثون الأمل في قلوب اليائسين والمكسورين. قد يرى البعض وصفكم بالقديسين دربا من التضخيم، أما أنا فأرى وصفكم بأقل من ذلك خيانة لمعموديتكم وكهنوتكم ونذوركم.
إن تقدير الناس لكم واحترامهم لرسالتكم هو أمر أساسي لاستمرار هذه الخدمة المقدسة. ينبغي على المؤمنين أن يدركوا أن الكاهن هو رسول المسيح على الأرض، وأن احترامه وتقديره هو احترام وتقدير للمسيح نفسِه. نحن نعلم جميعًا أن الكاهن بشرٌ مثلنا، يخطئ ويصيب، لكنه أيضًا هو الأداة التي يستخدمها الله لنقل نعمته وبركته إلى العالم.”
وقال سيادته” أيها الأبناء الكهنة، لا تستهينوا بدوركم ولا تستهينوا بتأثيركم في حياة الناس. أنتم الأيدي التي تبارك، والأفواه التي تنطق بالحق، والقلوب التي تنبض بالمحبة الإلهية. تذكروا دائمًا أن رسالتكم ليست سهلة، ولكنها مُجزية. الرب يرى تعبكم ويكافئكم عليه بفيض من نعمه وبركاته.
فلنستمر معًا في هذا الطريق المقدس، مستمدين قوتنا من الرب، ومتكلين على نعمته التي تقوينا في كل حين. لنبذل كل جهدنا في خدمة الكنيسة والنفوس، ولنعمل من أجل بناء ملكوت الله على الأرض.
لا تخافوا من نقص الإمكانيات المادية. ونحن نعيش في زمن قاحل. هذه لا تحدد مستوى الكرامة المعطاة لكم. الأهم أن تحافظوا على كرامتكم وكرامة المسيح معلمكم، أي كرامة النفوس.”
وختم المطران ابراهيم ” أرفع الصلاة إلى الله ليمنحكم القوة والصبر والحكمة في كل ما تقومون به. ليكن الرب معكم، ويبارك خدمتكم، ويجعل منكم نورًا يضيء دروب الكثيرين.آمين.”