الكاردينال سيبي يزور أوكرانيا ممثلاً البابا لاون الرابع عشر

قام رئيس أساقفة نابولي الفخري الكاردينال كريشنسيو سيبي بزيارة إلى أوكرانيا، موفداً من البابا لاون الرابع عشر، حيث ترأس القداس في ليوبولي لمناسبة الذكرى السنوية الستمائة والخمسين لإنشاء أبرشية هاليك، والتي أصبحت لاحقاً أبرشية لفيف للاتين.
في العظة التي ألقاها خلال القداس لفت نيافته إلى أن مدينة ليوبولي كانت عبر العصور مكاناً للتلاقي بين مختلف الثقافات والمعتقدات الدينية، وقد عاش فيها، في إطار التناغم والوفاق، البولنديون، الأوكرانيون، الأرمن واليهود. وفي تلك البوتقة من القوميات والثقافات المختلفة تشكل الإرث المسيحي الذي ألهم الحوار وعزز الشركة ضمن الكنيسة الجامعة. ولهذا السبب استمرت الأبرشية وسط المحن، وصولا إلى الحقبة الشيوعية حيث كانت منارة للرجاء.
وشاء الكاردينال سيبي أن يذكّر بالأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين الذين شهدوا لحضور الله في العالم، من خلال إيمانهم وخدمتهم ومحبتهم تجاه القريب، ولم ينسى الأعداد الكبيرة من العلمانيين الذين، وعلى الرغم من الاضطهاد الشيوعي، ظلوا أمناء للكنيسة، وعرضوا حياتهم للخطر من خلال نشر التعليم المسيحي سراً، وتغذية الإيمان في الكنف العائلي. واعتبر أن هؤلاء الأشخاص تقدسوا في حياتهم اليومية، وسط ظروف صعبة ومعقدة جداً شهدها التاريخ المعصر. وهم يذكروننا اليوم بأن كل واحد منا مدعو إلى عيش حياة القداسة. وقد طبق هؤلاء دعوة الرب الذي قال لتلاميذه اذهبوا وبشروا جميع الأمم، وأنا معكم كل الأيام حتى انقضاء الدهر.
وتمنى نيافته أن يذكّرنا الإرث الذي تركه هؤلاء المؤمنون بدعوتنا المسيحية، وبضرورة الشهادة للوحدة ولمحبة الله ورحمته، وهكذا نتمكن من بناء كنيسة حية منفتحة على احتياجات الفقراء والمهمشين والمرضى. كما أن أبرشية ليوبولي تستطيع أن تكون اليوم، وسط التوترات والصراعات المعاصرة، مثالاً للتلاقي الذي يكون حياً في الروح القدس، قوياً في الوحدة وغنياً في الهوية، ومنفتحاً على الحوار وعلى المغفرة.
في الختام كان لا بد أن يتوقف الكاردينال سيبي عند الحرب الدائرة في أوكرانيا مشيرا إلى أنها تترك أثراً مؤلما في حياة الأشخاص، لاسيما النازحين والجرحى والبائسين والمتألمين والموتى. وشاء أن يوجه كلمة شكر إلى المؤمنين المحليين على تفانيهم والشهادة للإيمان والرجاء والمحبة. وقال: شكراً على ما تقومون به تجاه المحتاجين، مشيرا إلى أن الخدمة التي يقدمونها هي علامة لرحمة المسيح.
في أعقاب احتفاله بالقداس زار نيافته يوم السبت المدافن العسكرية حيث يُدفن الجنود الذين يسقطون على الجبهات، كما قام يوم أمس بمباركة حجر الأساس لكنيسة ستُكرس للأيقونة العجائبية.