أقيم القداس الأوّل بعد عيد الصليب في كنيسة مار جرجس – إهدن، ترأّسه المونسنيور اسطفان فرنجية. وبعد الانجيل كانت عظة قال فيها:” نحتفل اليوم بالقداس الالهي على نية السنيور سركيس يمّين وعائلته وأولاده وأحفاده، ونشكره باسمكم وباسم كل أبناء الرعية على كل الأعمال التي قام بها طوال حياته في خدمة بلدته أهدن وخدمة شعبه”.
أضاف: “في عيد الصليب، الذي نحتفل به اليوم، نتأمل في صليب المسيح الذي حمله سنيور سركيس في حياته، والله يباركه ويطيل في عمره. في هذا الإنجيل نرى يعقوب ويوحنا، وهما أولاد خالة يسوع بحسب الجسد، يقتربان منه ويطلبان منه أن يجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره في مجده. وعندما سألهما يسوع: ‘هل تستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها وأن تعتمدا بالمعمودية التي أُعمّد بها؟’ أجابا: ‘نعم، نستطيع’. فأكّد لهما أنّهما سيشربان الكأس وسيتعمدان بمعمودية الدم. يعقوب استشهد، ويوحنا تعذّب كثيرًا من أجل يسوع. لكن يسوع أوضح لهما أن الجلوس عن يمينه أو يساره ليس له، بل للآب الذي يعطيه لمن يشاء. وهنا نلاحظ أن يعقوب ويوحنا ظنّا أن القرابة الدموية مع يسوع تعطيهما امتيازات، لكن يسوع بيّن لهما أن القرب الروحي أهم، وقال: ‘أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها”.
ولفت إلى أن “في مملكة يسوع لا توجد سلطة قهرية، بل حب يقدّم الذات. في حين نرى في العالم أن القادة يخططون لحروب يموت فيها الآخرون، وهم لا يعانون شيئًا. في حين أن يسوع مات لأجل أحبائه وقال: ‘ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه”.
وحثّ المؤمنين قائلًا: “إذا أردت أن تكون عظيمًا في ملكوت الله، يجب أن تكون خادمًا لأخيك الصغير. فالملكوت لا يُنال بالقوة بل بالتواضع، ولا بدخول المنتصرين بل الأطفال الأبرياء، الذين يثقون بوالدهم، كما نثق نحن بالله وملكه. نستشهد بمثال القديس فرنسيس الأسيزي الذي تخلّى عن كل شيء ليكرّس حياته للمسيح، وقال: ‘الرهبنة ليست ملكًا للقديس فرنسيس، بل ليسوع المسيح وحده سيدها’. وعندما سألوه عن الزوان في الكنيسة قال: إن الرب يترك الزؤان مع القمح حتى وقت الحصاد”.
وشدد على أن “منطق الحب لا يُمارَس في المعارك الكبرى فقط، بل يبدأ من الأشياء الصغيرة، من الخلاف مع الجار، أو مع أخيك، أو من نزاع على الإرث أو قطعة أرض. العالم كله زائل. فلماذا نعيش وكأننا باقون إلى الأبد؟ كل الثروات والإمبراطوريات ستزول، ولا أحد يأخذ معه شيئًا إلى القبر”.
وختم: “لنطلب من الرب أن يساعدنا لنعيش هذه الحقيقة، أننا ضيوف على هذه الأرض، كمن يعيش في فندق. لا أحد يأخذ سند ملكية أو حسابًا مصرفيًا معه. فلنتحرر من الحسد، كما رأينا في الإنجيل كيف أن التلاميذ العشرة تحسّدوا على يعقوب ويوحنا، فالحسد ضعف كبير في الإنسان، ولا يجب أن نُقابل الشر بالشر. لأن من يقابل الشر بالشر، تكون مسيحيته بلا معنى. في صمتنا، ندع الله يتولّى الدفاع عنّا. كما يقول الكتاب المقدس: ‘لا تنتقم لنفسك، بل اترك الأمر لله’. فلنؤمن بإله واحد ونعيش بحسب محبته”.
القداس الأول بعد عيد الصليب في إهدن






