احتفلت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام والمركز الكاثوليكي للإعلام بـ”اليوم العالمي ال59 لشبكات التواصل الإجتماعي”، بقداس في كنيسة مار تقلا – بكاسين – جزين، ترأسه رئيس اللجنة المطران أنطوان نبيل العنداري وعاونه مدير المركز المونسنيور عبده أبو كسم والنائب القضائي الخوري هنري كرم، بمشاركة ريما يوسف شلهوب ممثلة وزير الإعلام المحامي د.بول مرقص، النائبين شربل مسعد وغادة أيوب، طلال أرقدان ممثلا النائب أسامة سعد، النائبين السابقين بهية الحريري وسليم خوري، المدير العام في مجلس النواب هادي عفيف، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، رئيس بلدية بكاسين جوزف نصر، نائبة رئيس اللجنة الاسقفية الأم ندى طانيوس، رئيس مجلس ادارة نورسات جاك كلاسي، مخاتير البلدة واعلاميين.
ابو كسم
بداية، تحدث أبو كسم مرحبا، وأكد “ضرورة نزع سلاح الحرب من وسائل التواصل الإجتماعي لتكون وسائل للتواصل واللقاء”، واوضح “أن رسالة قداسة البابا فرنسيس تمحورت حول عناوين بارزة من شأنها أن تجعل وسائل التواصل أدوات للرجاء الذي يركز على الانفتاح والصداقة ويعترف بكرامة كل إنسان ويساهم في التحدث إلى القلب”، داعيا الى ان “نكون شهودا ومروجين للتواصل غير العدائي وبناة للجسور، وأن نهتم بحياتنا الداخلية ونتحدث بلغة القلب لنصل إلى تواصل يمكنه أن يشفي جراح إنسانيتنا”.
العنداري
بعد الانجيل المقدس، ألقى العنداري عظة وقال:”نحتفل في هذا الأحد الأول بعد خميس الصعود باليوم العالمي ال59 لوسائل التواصل الإجتماعي. وكعادته أصدر البابا فرسيس الراحل بالمناسبة، رسالته السنوية بعنوان: شاركوا بوداعة الرجاء الذي في قلوبكم، إنطلاقا من رسالة بطرس الأولى، وفي إطار السنة اليوبيلية سنة الرجاء الذي لا يخيب.
1-يدعو قداسة البابا العاملين في مجال الإتصالات، في زمننا الذي تتكاثر فيه موجات من المعلومات الخاطئة والتطرف والإستقطاب، إلى رفض منطق الخوف واليأس والتحيز والإستفزاز والإستياء والتعصب والكراهية. وأن يكونوا حاملين الرجاء بشجاعة، ويجددوا رسالتهم بحسب روح الإنجيل، مستشهدا بمن قال: “تجد النزاعات جذورها في تشويه الوجوه. ويعرب عن حلمه بتواصل منسوج باللطف والقرب، تواصل قادر على إعطاء أسباب الرجاء.ويشعر قداسته بالقلق أيضا في عصر شبكات التواصل الإجتماعي إزاء تحويل الإنتباه المبرمج من خلال الأنظمة الرقمية التي تؤثر على العقل البشري وفقا لمنطق السوق والصفقات.
2-من هنا تأتي الحاجة التي كررها الأب الأقدس مرارا وتكرارا، إلى نزع سلاح التواصل وتطهيره من كل عدوانية. ويذكر برسالة البابا الراحل بندكتوس السادس عشر، خلصنا بالرجاء، لأن الرجاء ليس تفاؤلا سلبيا، بل هو فضيلة فعلية قادرة على تغيير الحياة. ويضيف قداسته فضيلة خفية ، مثابرة وصابرة. كما يذكرنا بقول للكاتب الفرنسي جورج برنانوس إن الرجاء مخاطرة لا بد من خوضها بل هو مخاطرة للمخاطر. وبالإستناد إلى رسالة بطرس الأولى، يؤكد البابا على رسائل ثلاثة يجب تذكرها: أولا: إن رجاء المسيحيين له وجه، وهو وجه الرب القائم من بين الأموات. ثانيا: يجب أن نكون مستعدين لإعطاء وصف الرجاء الذي فينا. وثالثا: يجب أن يكون التواصل المسيحي منسوجا باللطف والقرب والوداعة.
3-ثم يسلط قداسته الضوء على الجمال والرجاء. فهو يحلم بتواصل لا يبيع الأوهام أو المخاوف، بل تواصل قادر على التحدث إلى القلب وإثارة الإلتزام والتعاطف والإهتمام بالآخرين، والإعتراف بكرامة الإنسان. ويقتبس أيضا من القس الأميريكي مارتن لوثير كينغ: إذا كان بإمكاني مساعدة شخص ما على طول الطريق، وإذا كان بإمكاني مؤاساة شخص ما بكلمة أو أغنية…فإن حياتي لن تكون عبثا .
4-يشكل الرجاء دائما بالنسبة للبابا فرنسيس مشروعا مجتمعيا، لأننا ننطلق برحلة حج ونعبر الباب المقدس معا.ويذكرنا بأن سنة اليوبيل سنة النعمة التي تظهر لنا الحاجة إلى التواصل اليقظ واللطيف والمدروس، ألقادر على الإشارة إلى سبل الحوار. وينصح قداسة البابا العاملين في وسائل التواصل الإجتماعي والمتواصلين بتوجيه اتصالاتهم إلى شفاء جروحات الإنسانية. أي أن يكونوا شهودا ومروجين لتواصل غير عدائي، وعدم السماح للردود الغرائزية، ونشر ثقافة الإهتمام، وبناء الجسور، وكسر الجدران المرئية وغير المرئية في عصرنا.
5-أما الدعوة الأخيرة فيختصرها بوصيته المفضلة: لا تنسوا القلب. أرووا قصصا من طيب القلب مليئة بالرجاء، مهتمين لمصيرنا المشترك، ولنكتب قصة مستقبلنا معا”.
اضاف:”أيها الإعلاميات والإعلاميون الأعزاء، أنتم حجاج الرجاء في رسالتكم ألإعلامية، في أي موقع كنتم، إن في المرئي والمقرؤ والمسموع أو على شبكات التواصل الإجتماعي. أنتم حجاج الإعلام الإيجابي. فلتكن هذه السنة اليوبيلية دافعا إلى مزيد من بناء ثقافة السلام وتعزيز الدور الإيجابي للإعلام. إعلام يدعم حقوق الإنسان وكرامته. إعلام حر غير مرتهن ومسؤول دون تهور أو تفلت. إعلام أمين للحقيقة دون تشويه بعيدا عن المغالاة والشائعات. إعلام يبني المواطنة ويحصن المجتمع عبر تعزيز الأخلاق والقيم. إعلام يحترم الرأي الآخر. إعلام يستخدم وسائل التواصل الإجتماعي كرسالة للبناءوالتفاعل الإيجابي، لا للهدم والتشهير والتجريح. إعلام غني يستخدم الذكاء الإصطناعي بتقنية عالية وأخلاقية موصوفة، حيث تكون السيطرة فيه للإنسان لا للآلة”.
وختم “أللهم إحفظنا حجاج رجاء في إعلامنا بإيجابية، لنكون في ورشة بناء مجتمعاتنا في إصغاء إلى إلهاماتك، نشارك بوداعة الرجاء الذي في قلوبنا – آمين”.
بعد القداس أقيم حفل استقبال في صالون الكنيسة.
العنداري في *اليوم العالمي ال 59 لوسائل الاعلام*: لتكن السنة اليوبيلية دافعا لبناء ثقافة السلام ولإعلام أمين للحقيقة
