الرئيس العام لجمعية المرسلين احتفل بقداس عيد التجلي في غوسطا: اختبار المجد والنورفي المسيح امثولة لحياتنا

احتفل الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب الياس سليمان بقداس عيد تجلي الرب وعيد دير المخلص (الكريم- غوسطا ) في حضور لفيف من الآباء ومؤمنين.
والقى عظة من وحي المناسبة، أوضح فيها مفهوم التجلي الإلهي حيث نقل كلاما ورد في الإنجيل عن يسوع جاء فيه : “أن بعض الذين هنا لن يذوقوا الموت حتى يروا ملكوت الله، وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد معهم إلى الجبل وظهر لهم ، وأصبحت ثيابه ناصعة البياض وتراءى لهم ايليا مع موسى، وكانا يتكلمان مع يسوع .المسيرة كونهما يمثلان الشريعة والأنبياء اي أسس اللاهوت يشهدان له ويثبتان هويته ورسالته”.
أضاف : “اريد الليلة أن اتأمل معكم بحقيقتين من خلال هذا الحدث حدث التجلي ، الاولى مكان الحدث الجبل . ولكن نحن نصلي بواد اليوم. نسميه وادي الكريم، اي عكس الجبل ، وعلى كتف هذا الدير هناك مزار يسمى جبل الرحمة . هنا اريد الاستشهاد بلاهوت وفكر الاب ميشال حايك العلامة الماروني الكبير، والذي يقول ” الجبل هو واد مقلوب وهو انقطاع ا وهو تخل ويقرب من الله حيث الجبل يعطي القوة والحكمة ، اي حكمة شعبنا وقوته , ومن هنا نكتشف استعداد شعبنا للتحدي ، إنما الوادي فهو عنصر اللاوعي وعمق الذات”.
تابع: ” الجبل رمز للقمة والطموح أما الوادي فيغوص بك نحو الاعماق ، وفي كل منهما اي الوادي فهو رمز الخمول الداخلي، وعجز للانسان من أجل ذلك ما نراه منحدرا قد يكون في جوهره امتدادا وصورة أخرى للجبل، لا يوجد تناقضا بين الوادي والجبل وفي كلاهما لقاء مع الله والتماس سر الحب حيث على الجبل تلتقي الله من الاعلى اي من فوق . وفي الوادي تلتقي به من الداخل ، وهذا ما تم فى حدث التجلي.”
اضاف :” اعطي لبطرس ويوحنا ويعقوب أن يروا النور الإلهي في عمق يسوع فاستعذبوا ذلك واحبوه وعز عليهم أن يختفي عنهم النور”. أما الحقيقة الثانية تابع قدس الأب العام شارحا بالقول :”الحقيقة الثانية هي حالة التجلي فحالة التجلي ليست حالة تغير للواقع، التلاميذ عاشوا اختبارا غير عادي ولمسوا الحضور الالهي بطريقة جديدة وشعروا باقتراب السماء لتحقيق الوعود التي اعطيت، اي بداية زمن جديد ، فالتجلي ليس مسارا خارجيا له هدفا ما في مكان.ما وفي لحظة ما بل تخلي عما نظنه وما نريده وما نسعى إليه بجهدنا البشري لنرى في العمق ما يريده الله لنا ونسعى إلى تحقيقه. الصعود إلى الجبل متعب، هذا صحيح لكننا في الوقت عينه سنرتقي بالمحبة، وعندما نغوص في عمق المحبة الإلهية ربما اكتشفنا ظلمة ما وهذا ما لا نحبه لكنه ضروري لمعرفة الخير من الشر حتى نحب ما نكتشفه” .
ختم :”اختبار المجد والنور داخل السيد المسيح وتجليه على الجبل امثولة لحياتنا. فحياتنا البشرية بأكملها بحث عن النور والجمال الذي وضعه الله في داخلنا”.