في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الخميس 19 حزيران 2025، احتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القربان المقدس (عيد خميس الجسد الإلهي)، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
شارك في القداس المونسنيور حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين في لبنان، والأب طارق خيّاط الكاهن المساعد في إرسالية العائلة المقدسة. وخدم القداس جوق إرسالية العائلة المقدسة، بحضور ومشاركة جمع غفير من المؤمنين من إرسالية العائلة المقدسة.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة البطريرك عن “الفرح الكبير أن نحتفل في هذا المساء بهذا العيد الكبير وهذا السرّ العظيم، سرّ القربان المقدس، سرّ جسد المسيح ودمه. فهذا الخميس هو في الكنيسة الجامعة خميس القربان المقدس أو الجسد الإلهي. وقد سمعنا من مار بولس الرسول الذي كتب في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس كيف أنّ الرب يسوع، في عشاء الفصح، قدّم ذاته تحت شكلَي الخبز والخمر، جسده ودمه، لكي يتغذّى المؤمنون به روحياً، ويتّحدوا به. فيسوع، في كلّ قداس نحتفل به، هو الكاهن الذي يقدّم الذبيحة، وهو أيضاً الذبيحة ذاتها”.
ولفت غبطته إلى أنّ “سرّ القربان المقدس الذي احتفلنا لأعزّائكم الأطفال بالتناول الأول منه منذ أسبوعين، هو سرّ واضح في الكتاب المقدس، أكان في الإنجيل المقدس أو في رسائل مار بولس. هذا السرّ، سرّ القربان المقدس، وضعه الرب يسوع، وأوصى تلاميذه وأوصانا من بعدهم: إصنعوا هذا لذكري. في كلّ مرّة نلتقي في الكنيسة ونحتفل بهذا العيد، بهذا السرّ العظيم، نتّحد بيسوع بشكل لا يمكن للإنسان أن يفهمه. صحيح أنّنا نحتاج في حياتنا الأرضية إلى الأشياء المحسوسة، لكنّ يسوع لا يستطيع إلا أن يكون صادقاً معنا، فهو يَعِدُنا بقوله: من يأكل من هذا الخبز يحيَ إلى الأبد”.
ونوّه غبطته بأنّ “الكنيسة تؤمن منذ أوائل نشأتها أنّ القربان المقدس سرٌّ يوحِّدنا بالرب يسوع وببعضنا البعض، كي نكون كنيسة واحدة”، متأمّلاً “بنشيد سرياني يحتوي تعبيراً رائعاً جداً: ܚܽܘܣ ܥܠܰܝ ܡܶܛܽܠ ܦܰܓܪܳܟ ܘܰܕܡܳܟ ܕܰܛܡܺܝܪ ܒܺܝ، وترجمته: إغفر لي بجاه جسدك ودمك المطمورَين بي. ففي هذا النشيد نعلن إيماننا بأنّ جسد المسيح ودمه هما واحد، وأنّهما مطموران في المؤمن الذي يتناولهما، أي أنّ طبيعته البشرية تحوّلت إلى طبيعة إلهية. فالله، كما نؤمن، تنازل إلينا كي يجعلنا أولاده”.
وشدّد غبطته على أنّ “هذا الأمر، كسرّ عجيب، يحتاج دائماً أن نغذّيه بالصلاة والتأمّل، وهناك قديسون وقديسات كانوا متّحدين بالرب يسوع بشكل عجيب، وعاشوا فقط على القربانة، أي أنّهم لم يكونوا يحتاجون لتناوُل غذاء، بل كان القربان المقدس يعطيهم الحياة، ولدينا أمثلة عدّة على ذلك في تاريخ الكنيسة. أمّا نحن، فحين نأتي إلى القداس، نحتاج أن نطمئنّ أنّ يسوع، حين يدخل قلوبنا بالقربان المقدس، يتّحد بنا ونصير واحداً معه. فلا نخاف مهما كانت صعوباتنا، ومهما كانت المعاناة التي نعيشها، لأنّنا نؤمن أنّ يسوع هو فينا”.
وختم غبطته موعظته ضارعاً “إلى الرب يسوع الذي تنازل ومنحنا ذاته غذاءً لنفوسنا، أن يكمل فينا هذه النعمة، فيبقى معنا دائماً ومع كنيسته مهما عصفت الرياح. هذا ما نطلبه من الرب يسوع، بشفاعة والدته مريم العذراء، وجميع القديسين والشهداء”.
وفي نهاية القداس، طاف غبطته حاملاً القربان المقدس في زيّاح حبري مهيب داخل الكنيسة، ثمّ في الباحة الخارجية لمقرّ الكرسي البطريركي، متوسّطاً الكهنة وجموع المؤمنين، في مسيرة صلاة وترانيم، ليعود بعدها ويمنح المؤمنين البركة بالقربان المقدس أمام باب الكنيسة. ثمّ جثا غبطته للصلاة والتأمّل أمام القربان المقدس الذي صُمِدَ على مذبح الكنيسة.
البطريرك يونان يحتفل بقداس عيد القربان المقدس (عيد خميس الجسد الإلهي)
