أعلن الفاتيكان عن تعيين محوريّ في الأشهر الأولى من حبريّة البابا لاون الرابع عشر: سيصبح رئيس الأساقفة فيليبو إيانوني، وهو كرمليّ ومحامٍ متخصّص بالقانون الكنسيّ، عميداً لمجمع الأساقفة في 15 تشرين الأوّل المقبل، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي في زينيت.
في التفاصيل، يُشرف هذا المنصب، الذي يُطلَق عليه أحياناً اسم “مصنع الأساقفة” في الكنيسة، على الاختيار الشامِل للأساقفة الكاثوليك – وهي إحدى أهمّ المهام في تشكيل التسلسل الهرمي للكنيسة. يخلف إيانوني، البالغ من العمر 68 عاماً، الكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست، الذي شغل هذا المنصب لأكثر من عامين بقليل قبل انتخابه حبراً أعظم.
عبر تسميته خلفه بنفسه، اتّبع لاون الرّابع عشر سابقة وضعها بندكتس السادس عشر، الذي كان أوّل تعيين رئيسيّ له كبابا هو تسمية رئيس جديد للمكتب العقائديّ الذي كان يترأّسه. الرمزيّة واضحة: فتكليف شخص ما بمنصبه السابق هو استمراريّة وإشارة إلى أولويّات البابويّة الجديدة. أمّا هذا التعيين الأخير فيُنهي أشهراً من التكهّنات حول احتمال اختيار الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي، الأسقف الفلبينيّ البارز الذي يخدم في دائرة التبشير، لهذا المنصب.
إيانوني ليس غريباً على الكوريا الرومانيّة. وُلد في نابولي، وعيّنه البابا بندكتس السادس عشر رئيساً للأساقفة عام 2012، وشغل مذّاك الحين عدّة مناصب رئيسيّة، كان آخرها منصب أوّل رئيس لدائرة النّصوص التشريعيّة خلال حبريّة البابا فرنسيس. اشتهر بأخلاقيّات عمله الدقيقة وولائه لقواعد القانون الكنسيّ، وكان أيضاً عضواً في مجمع دعاوى القدّيسين وتنظيم العبادة الإلهيّة.
يُشير المراقبون إلى أهمية تعيين البابا لقانونيّ آخر ليخلفه على رأس مجمع الأساقفة، فيما يرمز اختيار لاون الرّابع عشر لإيانوني إلى التركيز المتجدّد على النظام المؤسّساتي والقواعد والاتّساق في العمليّة الحسّاسة لاختيار الأساقفة الجدد.
من ناحيته، أكّد الفاتيكان أنّ فريق القيادة الحالي في المجمع سيظلّ على حاله، إذ تضمَن الاستمراريّة الاستقرار، بينما يتولّى العميد الجديد زمام الأمور. كما ويحمل هذا التعيين أيضاً مسؤوليّة ثانويّة: سيشغل إيانوني منصب رئيس اللجنة البابويّة لأميركا اللاتينيّة، وهي هيئة مكلّفة بدعم الكنيسة في جميع أنحاء قارّةٍ تتميّز بالجذور الكاثوليكيّة العميقة والتنوّع الدينيّ السريع.
البابا يعهد بأهمّ مجمع ينتخب الأساقفة إلى كرمليّ وخبير بالقانون الكنسيّ






