استقبل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح يوم الخميس في القصر الرسولي في الفاتيكان هيئة كتّاب مجلة ” La Civiltà Cattolica” “الحضارة الكاثوليكية”، وسلط الضوء في كلمته للمناسبة على أهمية أن نكون رسل رجاء.
وجه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر كلمة إلى هيئة كتّاب مجلة “الحضارة الكاثوليكية” أعرب في مستهلها عن سروره للقائهم، وحيّا الرئيس العام للرهبنة اليسوعية. وإذ أشار إلى الذكرى الخامسة والسبعين بعد المائة لتأسيس هذه المجلة اليسوعية، وجه الأب الأقدس كلمة شكر على الخدمة الأمينة والسخية التي تم تقديمها لسنوات طويلة للكرسي الرسولي، وأضاف أن عملهم قد ساهم ولا يزال، في جعل الكنيسة حاضرة في عالم الثقافة، في تناغم مع تعاليم البابا وإرشادات الكرسي الرسولي.
وتابع البابا لاوُن الرابع عشر كلمته لافتًا إلى أن مجلّتهم قد تم وصفها بـ “نافذة على العالم”، ليتوقف من ثم عند ثلاثة نقاط أولها التربية على التزام فعال في العالم. وأشار إلى أن ما يكتبونه يمكن أن يساعد قرّاءهم على فهم المجتمع المعقد الذي نعيش فيه وذلك بشكل أفضل، وتقييم امكاناته ونقاط ضعفه، في البحث عن “علامات الأزمنة” كما ذكّرنا المجمع الفاتيكاني الثاني. وذلك سيمكنهم من تقديم إسهام فاعل، على الصعيد السياسي أيضا، حول مواضيع أساسية كالعدالة الاجتماعية، العائلة، التعليم، التحديات التكنولوجية الجديدة والسلام. ومن خلال مقالاتهم، أضاف البابا لاوُن الرابع عشر، يستطيعون أن يقدّموا لمن يقرأ معايير عمل فعالة، ليتمكن كل واحد من الإسهام في بناء عالم أكثر عدلاً وأخوّة في الحقيقة والحرية.
وتابع الأب الأقدس كلمته متوقفا عند النقطة الثانية: أن نكون صوت الفقراء والمهمشين وذكّر في هذا الصدد بما كتبه البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل”، وسلط الضوء بالتالي على ناحية أساسية في حياة ورسالة كل مسيحي. وأضاف يقول في كلمته إن ذلك يتطلب قبل كل شيء قدرة كبيرة ومتواضعة على الإصغاء، والقُرب من الذين يعانون. وأشار إلى أنه هكذا فقط، يمكن أن نكون صدى أميناً لصوت مَن في عوز، من خلال كسر حلقات العزلة والوحدة والصمم. وتابع البابا لاوُن الرابع عشر كلمته مسلطا الضوء على النقطة الثالثة: أن نكون رسل رجاء، وأشار إلى أن رجاءنا هو المسيح، طريقنا (راجع يوحنا ١٤، ٦). ففيه ومعه، ليس هناك وقائع ومهما كانت قاسية ومعقدة، تستطيع أن توقفنا تمنعنا من محبة الله والإخوة بثقة، وسلط الضوء أيضا على ما جاء في الرسالة العامة “بالرجاء مخلَّصون” للبابا بندكتس السادس عشر.
وفي ختام كلمته، أراد قداسة البابا لاوُن الرابع عشر أن يذكّر بالكلمات التي وجهها البابا فرنسيس بمناسبة بدء الذكرى الخامسة والسبعين بعد المائة لتأسيس مجلة “الحضارة الكاثوليكية” مشجعا على مواصلة عملهم بفرح، وبما قاله أيضا في مناسبة أخرى في إشارة إلى اسم هذه المجلة: إن مجلة تكون “كاثوليكية” فعلاً إن كانت لديها نظرة المسيح على العالم، ونقلتها وشهدت لها.
البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل هيئة كتّاب مجلة *الحضارة الكاثوليكية*






