البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل الأساقفة من رهبنة الفادي الأقدس والرهبنة السكالابرينية

خدمة الكنيسة الجامعة انطلاقا من غنى الكاريزما باعتبار هذا النعمة والفرح الأجمل. هذا ما شدد عليه البابا لاوُن الرابع عشر خلال استقباله اليوم الأساقفة من رهبنة الفادي الأقدس والرهبنة السكالابرينية.
استقبل البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الخميس ٢٦ حزيران يونيو أساقفة رهبنة الفادي الأقدس والرهبنة السكالابرينية. وأعرب الأب الأقدس في بداية كلمته عن فرحه لاستقبالهم مشيرا إلى ما وصفها بالمناسبة الجميلة التي أثمرت عن هذا اللقاء، أي اختيار الجمعيتين الرهبانيتين أن يلتقيا ويتحاورا مع الأخوة الذين يهبون الكنيسة الخدمة الأسقفية، وأضاف قداسته أن هذا لقاء سيثري الأساقفة المشاركين والجماعتين وشعب الله بكامله.
وواصل الأب الأقدس مؤكدا شكر الكنيسة للرهبنتين حيث طلبت منهما من خلال تعيين أساقفة من بين اعضائهما تضحية ليست بالصغيرة، وذلك في فترة لا تتوفر فيها أعداد كبيرة من الرهبان، ما يعني أن حرمان الرهبنتين من أخوة يعملون في خدمة النشاطات المختلفة يسفر عن مشاكل. إلا أن هذا يشكل أيضا للجمعيتين عطية كبيرة، قال البابا لاوُن الرابع عشر، وذلك لأن خدمة الكنيسة الجامعة هو لأي جماعة رهبانية النعمة والفرح الأجمل. وتابع قائلا لضيوفه أن الرهبان السكالابرينيين ورهبان الفادي الأقدس الذين تم اختيارهم للخدمة كأساقفة وكرادلة يحملون في خدمتهم إرث كاريزما هامة وخاصة في أيامنا هذه، أي خدمة المهاجرين والبشارة للفقراء وللبعيدين.
ثم تحدث قداسة البابا عن مؤسسَي الرهبنتين فتوقف أولا عند القديس ألفونسو ماريا دي ليغوري مؤسِّس رهبنة الفادي الأقدس، وذكَّر بأن هذا القديس وحين تعرَّف على فقر الأحياء المنسية في نابولي القرن الثامن عشر تخلى عن حياة يطبعها الازدهار وعن عمل مربح ليعانق رسالة حمل الإنجيل إلى الأخيرين.
وفي حديثه عن القديس جوفاني باتيستا سكالابريني قال البابا لاوُن الرابع عشر إنه، وعقب قرن مقارنةً بالقديس دي ليغوري، قد تَمكن من أن يلمس وأن يتبنى رجاء ومعاناة أشخاص كُثر كانوا يرحلون إلى بلدان بعيدة تاركين خلفهم كل شيء بحثا عن مستقبل أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم.
وذكَّر قداسة البابا بأن مؤسسَي الرهبنتين قد أصبحا أسقفين ونجحا في الإجابة على تحديات فرضتها أنظمة اجتماعية واقتصادية فتحت من جهة حدودا جديدة على مستويات مختلفة، لكنها ومن جهة أخرى خَلَّفت الكثير من الفقر والمشاكل وتسببت في تردٍ لم يكن هناك مَن يريد الاهتمام به.
وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أننا اليوم، وفي فترة تاريخية تقدم فرصا كبيرة ولكنها لا تخلو من جهة أخرى من المشاكل والتناقضات، نريد باحتفالنا بيوبيل الرجاء أن نُذكِّر بأن اليوم وكما في الأمس فإن الصوت الذي يجب الإصغاء إليه لفهم ما يجب عمله هو صوت محبة الله التي أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهب لنا (راجع رو ٥، ٥). وشدد قداسة البابا على أن محبة الله تسبقنا دائما في عالمنا أيضا، ونحن مدعوون إلى أن نشكل عليها عقولنا وقلوبنا من خلال تمييز حكيم. وأضاف الأب الأقدس أنه على يقين بأن اللقاء الذي نظمته الرهبنتان سيكون مفيدا جدا لتحقيق هذا الهدف.
وفي ختام كلمته إلى الأساقفة من رهبنة الفادي الأقدس والرهبنة السكالابرينية شجعهم البابا لاوُن الرابع عشر على الحفاظ على وأن يُنَموا في المستقبل علاقات الدعم الأخوي هذه بسخاء ومجانية من أجل خير قطيع المسيح بكامله. ثم شكر الأب الأقدس مجدَّدا الجميع على عملهم وباركهم كما وبارك جماعتيهم.