ترأس قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح يوم الأحد القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بمناسبة يوبيل الفرق السينودسية والهيئات المشاركة وقال ليمنحنا الرب هذه النعمة: أن نكون متجذرين في محبة الله لنحيا في شركة فيما بيننا؛ وأن نكون، ككنيسة، شهودًا للوحدة والمحبة.
ألقى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر عظة استهلها قائلا من خلال الاحتفال بيوبيل الفرق السينودسية والهيئات المشاركة نحن مدعوون إلى التأمل في سر الكنيسة واكتشافه من جديد، وأشار إلى أن الكنيسة، وكما ذكّرنا المجمع الفاتيكاني الثاني، هي العلامة المنظورة للاتحاد بين الله والبشرية، ولمخططه في أن يجمعنا كلنا في عائلة واحدة من الإخوة والأخوات، ويجعلنا نصبح شعبه: شعب من أبناء محبوبين، مرتبطين جميعا بعناق محبته. وتابع الأب الأقدس عظته متوقفًا عند معنى الفرق السينودسية وهيئات المشاركة لافتًا إلى أنها تعبّر عما يحدث في الكنيسة حيث العلاقات لا تقوم على منطق السلطة بل على منطق المحبة. وأضاف أن القاعدة الأسمى في الكنيسة هي المحبة، فالجميع مدعوون إلى الخدمة. لا أحد يجب أن يفرض أفكاره، بل علينا جميعا أن نصغي إلى بعضنا البعض؛ ولا أحد مُستبعد، بل الجميع مدعوون إلى المشاركة. وتابع البابا لاوُن الرابع عشر عظته مسلطا الضوء على كلمة “معًا” التي تعبّر، وكما قال، عن الدعوة إلى الشركة في الكنيسة، وأضاف أن البابا فرنسيس قد ذكّرنا بذلك أيضا في رسالته الأخيرة بمناسبة زمن الصوم لافتًا إلى أن المسيحيين مدعوون إلى أن يسيروا معا. إن الروح القدس يدفعنا إلى أن نخرج من ذاتنا كي نسير نحو الله ونحو الإخوة، وكي لا ننغلق أبدًا على أنفسنا. إن السير معًا يعني أن نكون ناسجين للوحدة، انطلاقًا من الكرامة المشتركة لأبناء الله.
وتابع البابا لاوُن الرابع عشر عظته مسلطا الضوء على السير معا، وقال هذا ما يبدو ظاهريًا في شخصيتيّ المثَل الذي أصغينا إليه في الإنجيل: فقد صعد الفريسي والعشّار إلى الهيكل ليصلّيا ويمكننا القول إنهما “صعدا معًا” ومع ذلك كانا منفصلين ولم يكن هناك تواصل بينهما. لقد سلكا الطريق نفسه، لكنهما لم يسيرا معا. التقيا في الهيكل غير أن أحدهما أخذ المكان الأول فيما بقي الثاني في المكان الأخير، كلاهما صلّيا إلى الآب، ولكن بدون أن يكونا أخوين وبدون تقاسم أي شيء. ويعود ذلك بشكل خاص إلى موقف الفريسي. فصلاته وإنْ بدت موجهة إلى الله، فهي فقط مرآة يرى فيها نفسه، يبرر نفسه ويمدح نفسه. لقد صعد ليصلّي لكنه لم يشأ أن يصلّي إلى الله بل أن يمدح نفسه، رأى نفسه أفضل من الآخر، ونظر إليه باحتقار. كان مهووسا بنفسه، وانتهى به الأمر بالدوران حول نفسه بدون أن تكون له علاقة لا مع الله ولا مع الآخرين. كما وأشار الأب الأقدس في عظته إلى أن ذلك قد يحدث أيضا في الجماعة المسيحية حين تتغلّب الـ “أنا” على الـ “نحن” ما يمنع العلاقات الحقيقية والأخوية؛ وعند الادعاء بأننا أفضل من الآخرين، كما فعل الفريسي مع العشّار، ما يسبب انقساما ويحوّل الجماعة إلى مكان للحكم على الآخرين. وتابع قائلا ينبغي النظر إلى العشّار. فبالتواضع نفسه، نحن أيضا مدعوون في الكنيسة إلى أن نعترف بحاجتنا إلى الله وإلى بعضنا البعض، من خلال المحبة المتبادلة، والإصغاء المتبادل، وفرح السير معا.
وأشار البابا لاوُن الرابع عشر إلى أن الفرق السينودسية وهيئات المشاركة هي صورة لهذه الكنيسة التي تحيا في الشركة، وأضاف أنها في الإصغاء إلى الروح القدس، وفي الحوار والأخوّة والصراحة تساعدنا لكي نفهم أننا مدعوون في الكنيسة إلى السير معا في البحث عن الله، كي نتحلّى بمشاعر المسيح. وتابع مشيرا إلى أنهم كفرق سينودسية وأعضاء هيئات المشاركة يعرفون أن التمييز الكنسي يتطلّب الحرية الداخلية، التواضع، الصلاة، الثقة المتبادلة، والانفتاح على ما هو جديد، والاستسلام لمشيئة الله، في إشارة إلى ما جاء في الوثيقة الختامية في السادس والعشرين من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٤.
وتابع الأب الأقدس عظته قائلا علينا أن نحلم ونبني كنيسة متواضعة، كنيسة لا تقف منتصبة مثل الفريسي، متباهية بنفسها، بل تنحني لتغسل أقدام البشرية؛ كنيسة لا تحكم على الآخر كما فعل الفريسي مع العشّار، بل تكون مكانا مضيافا للجميع ولكل واحد؛ كنيسة لا تنغلق على نفسها بل تبقى في إصغاء إلى الله كي تستطيع بالطريقة نفسها أن تصغي إلى الجميع.
وفي ختام عظة مترئسا القداس الإلهي صباح اليوم الأحد في بازيليك القديس بطرس بمناسبة يوبيل الفرق السينودسية والهيئات المشاركة، قال البابا لاوُن الرابع عشر ليمنحنا الرب هذه النعمة: أن نكون متجذرين في محبة الله لنحيا في شركة فيما بيننا. وأن نكون، ككنيسة، شهودًا للوحدة والمحبة.
البابا لاوُن الرابع عشر يترأس القداس الإلهي بمناسبة يوبيل الفرق السينودسية
 
					
					 
					





