البابا إلى جامعات أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى: كونوا جسورًا للادماج

وجّه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر رسالة فيديو إلى رؤساء الجامعات المشاركة في اللقاء المنعقد بمدينة ريو دي جانيرو، ضمن فعاليات “شبكة الجامعات من أجل العناية بالبيت المشترك”، وذلك بمناسبة مرور عشر سنوات على صدور الرسالة العامة “كن مسبّحًا” حول العناية بالبيت المشترك، واستعدادًا لانعقاد مؤتمر الأطراف “Cop30” في مدينة بيليم البرازيلية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.
وقد حثّ الحبر الأعظم الجامعات على التأمل في قضيتي إعفاء الديون العامة والديون البيئية، وهما موضوعان سبق أن أشار إليهما البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للسلام، معتبرًا أن هذه السنة اليوبيلية، التي هي سنة رجاء، تشكل توقيتًا مناسبًا لإعادة النظر في هذه القضايا بروح تضامن وعدالة. وقال البابا لاوُن في رسالته: “أُوجّه إليكم تحية كبيرة، مرفقة بتشجيعي للعمل من أجل العدالة الإيكولوجية والاجتماعية والبيئية. أعلم أنكم مقبلون على عمل تمييزي سينودسي استعدادًا لمؤتمر الأطراف “Cop30″، وستناقشون معًا إمكانية إعفاء الديون العامة والبيئية، وهي مبادرة تُعبّر عن روح الأخوّة والرأفة”.
كما دعا قداسة البابا رؤساء الجامعات إلى أن يكونوا “بناة جسور للادماج بين الأمريكيتين وشبه الجزيرة الإيبيرية”، مشيرًا إلى أن رسالتهم الأكاديمية والثقافية لا تنفصل عن مسؤوليتهم في بناء عالم أكثر عدالة واستدامة. وختم البابا لاوُن الرابع عشر رسالته بشكرهم قائلاً: “أشكركم جميعًا على جهودكم وعملكم. أُشجّعكم على مواصلة بناء الجسور”، ومنحهم بركته الرسولية.
هذا وقد تلقى المشاركون في اللقاء كذلك رسالة من الكاردينال خوسيه تولينتينو دي مندونسا، عميد دائرة الثقافة والتربية في الكرسي الرسولي، حيث أكّد أن الرسالة العامة “كن مسبّحًا” قد غيّرت الذهنية السائدة، إذ نبّهت البشرية إلى أن “لا أحد يعيش بمفرده، وأننا بحاجة بعضنا إلى بعض، وأن كلّ شيء مترابط، وأن التحديات المرتبطة بالبيت المشترك والأخوّة الإنسانية ينبغي أن تُواجَه معًا”. وفي ضوء التحضيرات لمؤتمر الأطراف “Cop30” والسنة اليوبيلية، أضاف الكاردينال مندونسا يقول “معًا فقط يمكننا أن نجعل من جامعاتنا وشبكاتنا الأكاديمية مختبرات للشركة والمستقبل”، مؤكِّدًا أن الجامعة ليست “فقاعة معزولة عن الواقع”، بل هي في صميم العمليات الكبرى للتفكير، والابتكار، والتأهيل الأخلاقي، وتحقيق العدالة في مجتمعاتنا. وخلص الكاردينال خوسيه تولينتينو دي مندونسا إلى القول: “بهذا الأسلوب فقط يمكن أن تنعكس الهوية الكاثوليكية حقًا”.