الإعلان عن المؤتمر الـ31 للمدارس الكاثوليكية في 2 و3 أيلول في مدرسة سيّدة اللويزة برعاية الراعي

عقدت اللّجنة الأسقفيّة والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان مؤتمراً صحافياً في المركز الكاثوليكي للاعلام أعلنتا خلاله عن المؤتمر التربوي السنوي الواحد والثلاثين بعنوان “نحو تربية مؤنسنة في عصر الرقمنة: رجاء للحاضر ورؤية للمستقبل” الذي سيعقد في 2 و3 أيلول المقبل برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مدرسة سيّدة اللويزة – زوق مصبح.
بداية رحب مدير المركز الكاثوليكي المونسنيور عبده أبو كسم بالحضور وقال:”نتحلّق اليوم حول الامين العام للمدارس الكاثوليكية قدس المحترم المدبّر الاب يوسف نصر، ليعلن عن المؤتمر السنوي الحادي والثلاثين للمدارس الكاثوليكية في لبنان الذي سيعقد في مطلع شهر ايلول المقبل. ربّ سائل يسأل ما همّنا اليوم من المؤتمرات وما نفعها؟ وربّ قائل يطالب ويقول ما يهمّنا من هذا الموضوع هو الانسنة في ظل ظروف اقتصاديّة وماليّة صعبة. وربّ مجيب يقول ما يهمّنا هو أن يبقى العلم صادحاً في مدارسنا الكاثوليكيّة، وأن يرتقي بالتلامذة الى المعرفة المؤنسنة من خلال رسالة تعليميّة هدفها ايصال التعليم الى كل تلميذ على مقاعد الدراسة، ومواكبة تطوّرات العصر، وهذا حق الناس علينا، وهكذا تعلمنا الكنيسة، فهي التي امرت من خلال المجمع اللبناني سنة 1736، أن يؤمن التعليم الالزامي لكل ابناء الكنيسة”.
أضاف:”يبقى ان نوازي بين المحافظة على مؤسساتنا التربوية في ظل ازمات خانقة، وبين اعمال الرحمة والمحبة التي يجب ان تزيّن مدارسنا”.
وختم:”نتمنى لمؤتمركم النجاح في تحقيق اهدافه التربويّة، ولحضرة الامين العام الاب يوسف نصر التوفيق في رسالته التربويّة”.
نصر
ثم ألقى الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر كلمة قال فيها:”نجتمع اليوم لنعلن عن المؤتمر السنوي الحادي والثلاثين للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان، الذي تنظّمه اللجنة الأسقفيّة والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة، ويُعقد يومي الثلثاء والأربعاء 2 و3 أيلول 2025 في رحاب مدرسة سيّدة اللويزة – زوق مصبح. هذا المؤتمر، الذي يجمع إدارات المدارس والمربّين والخبراء التربويّين حول محاور متخصّصة يندرج في إطار التزام الأمانة العامة بمواكبة التحديات التربويّة والإنسانيّة والرقميّة التي يواجهها طلابنا ومعلّمونا في هذه المرحلة الدقيقة. من هنا جاء عنوان مؤتمرنا لهذا العام:”نحو تربية مؤنسِنة في عصر الرقمنة: رجاءٌ للحاضر ورؤيةٌ للمستقبل”.
اضاف:”إنَّ بثَّ الرجاء في الحاضر لضرورةٌ مُلحّة في عالمٍ يتطوّر باستمرار، حيث تخلط الفرص المذهلة بالتحدّيات العميقة، إذ تُعيد التطوّرات التكنولوجيّة والتحوّلات المجتمعيّة تعريف طريقة عيشنا وتعلُّمنا وتفاعلنا، وتُؤثّر على العالم بسرعة فائقة. ويجد لبنان نفسه في قلب هذه التحوّلات متعدّدة الأبعاد التي تُفاقم هواجس الجميع بشأن الهناء والسعي وراء المعنى والحفاظ على القيم. بالإضافة إلى ذلك، تُؤثر هذه التحوّلات بشكل كبير على الشباب اللبنانيّ الذي يتطلّع إلى مستقبل يبدو واعدًا بقدر ما هو غامض. باختصار، هذه التحوّلات التكنولوجيّة والمجتمعيّة، على الرغم من أنّها تحمل في طيّاتها فرصًا، إلاّ أنّها تُثير أيضًا تساؤلات رئيسيّة تتطلّب تفكيرًا عميقًا وجماعيًا، يُشارك فيه جميع أعضاء المجتمع التربويّ، بهدف بلورة رؤية تُلهم وتُوجّه نحو مستقبل أكثر عدلاً وإنسانيّة”.
وتابع:”في هذا السعي لالتماس الرجاء، يبقى التعليم هو التربة التي تنبت فيها القيم والكفايات والوعي اللازم لإعداد الأجيال القادمة. يقول البابا فرنسيس: “التعليم عمل زرع”. ويُضيف، مُقتبسًا آية من المزمور: “كثيرًا ما نزرع بالدموع لنحصد بالتهليل”. وعليه، يطرح مؤتمر الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكية في لبنان، في دورته الحادية والثلاثين، إشكاليةّ أساسيّة: كيف يمكن للتعليم الكاثوليكيّ أن يُشكّل رافعة للرجاء، بتنشئته شبابًا قادرًا على التوفيق بين تشبّثهم بالقيم المسيحيّة والإنسانيّة وقدرتهم على التكيّف مع مجتمعٍ متحرّك ؟”.
ولخص نصر أهداف المؤتمر كالآتي:”
• إبراز هويّة المتعلّم في المدرسة الكاثوليكيّة المتجذّرة في إرث من القيم الإنسانيّة والمسيحيةّ.
• تعزيز تطوير الكفايات الصلبة للتكيّف مع التحوّلات التكنولوجيّة والثقافيّة والاجتماعيّة.
• إعادة تأكيد دور التعليم الكاثوليكيّ كحامل للرجاء.
وشكر للبطريرك الراعي رعايته المؤتمر ولجنة التحضير للمؤتمر إدارة مدرسة سيّدة اللويزة لاستضافته وجميع المحاضرين المشاركين في أعماله من لبنان والخارج.
اليان
ثم عرضت عضو لجنة التحضير للمؤتمر الدكتورة كاتيا اليان برنامج المؤتمر الذي يتوزع على ثلاثة محاور رئيسية، يديرها محاورون متميزون من ذوي الخبرة الأكاديمية والإعلامية، وسيستضيف شخصيات أكاديمية ومهنية مرموقة في مجالات التربية، والثقافة، والذكاء الاصطناعي، والإعلام، والفلسفة، والدين. المحور الأول: التربية في عصر التحولات – بين الواقع والتطلعات سيسلط هذا المحور الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه التربية اليوم في ظل التغيرات الاجتماعية السريعة والتحولات الرقمية المتسارعة، كما سيفتح النقاش حول كيفية تأهيل متعلم متجذر في القيم وقادر على مواجهة عالم متغير. ويضم هذا المحور مداخلتين، تدير النقاش فيهما البروفيسورة نيكول صليبا شلهوب – أستاذة جامعية في التحليل النفسي التطبيقي، جامعة الروح القدس – الكسليك. • المداخلة الأولى مع الدكتورة ريما كرامه – وزيرة التربية والتعليم العالي تحت عنوان ” التربية في مواجهة التحديات المعاصرة” ستتحدث الدكتورة ريما كرامه عن الضغوط التي يواجهها التعليم: برامج لم تعد مواكبة، طرق تدريس غير ملائمة، وفجوات اجتماعية في فرص التعلم. وستبرز الفرص التي يوفرها العصر الرقمي مع الإشارة إلى المخاطر مثل التضليل وتراجع ثقافة الجهد. • المداخلة الثانية مع الدكتور غسان سلامة – وزير الثقافة تحت عنوان ” التجذر من اجل الهداية: معالم لعالم فاقد البوصلة” سيعرض الدكتور غسان سلامة التحديات التي تواجه هوية المتعلم في عالم تختفي فيه المرجعيات وتتقاطع فيه الثقافات. وسيسلط الضوء على الحاجة إلى قيم أساسية ثابتة كالاحترام والمسؤولية والنزاهة. المحور الثاني: النمو في زمن الرقمنة – التفكير والاختيار والاتصال سيركز هذا المحور على التربية في عصر الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية إعداد الشباب ليكونوا ناقدين ومسؤولين. ويضم المحور ثلاث مداخلات، تديرها السيدة وداد وازن جرجي – مديرة مركز الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي في جامعة القديس يوسف – بيروت. • المداخلة الأولى مع الدكتورة مارييت عواد – أستاذة الذكاء الاصطناعي، الجامعة الأمريكية في بيروت تحت عنوان : ” تنمية الروح النقدية في عالم الذكاء الاصطناعي” ستشدد الدكتورة مارييت عواد على ضرورة تكوين وعي نقدي في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي من خلال فهم آلية عملها، كشف انحيازاتها، ومساءلة نتائجها. كما ستطرح استراتيجيات تربوية مثل إثارة الفضول وتشجيع النقاش الحر، مع التطرق إلى الأبعاد الأخلاقية للذكاء الاصطناعي. • المداخلة الثانية مع الدكتورة جوانا عازار – أستاذة علم اجتماع الإعلام، جامعة الروح القدس – الكسليك تحت عنوان: ” التربية على وسائل الإعلام والاستخدام المسؤول لشبكات التواصل الاجتماعي” ستبرز هذه المداخلة أهمية التربية على المواطنة الرقمية المسؤولة: تمييز المصادر الموثوقة والمضللة، حماية الهوية الرقمية، والوعي بمخاطر التنمر بهدف بناء علاقة سليمة وناقدة مع الإعلام. • المداخلة الثالثة مع الدكتورة غابرييل هالبيرن Gabrielle HALPERN – دكتور في الفلسفة تحت عنوان: ” تنمية الاستقلالية الداخلية من أجل خيارات حرة وذات معنى” ستركز الدكتورة غابرييل هالبيرن على الاستقلالية الداخلية كشرط أساسي للحرية في زمن الضغوط. وستدعو المتعلم إلى معرفة ذاته واتخاذ قرارات منسجمة مع كيانه العميق. المحور الثالث: عيش منهجية الرجاء – من التجذر إلى الالتزام سيذكرنا هذا المحور بأن التربية ليست مجرد نقل معرفة، بل هي بناء إنسان ورجاء يتغذى من الإيمان ويتجسد في القدوة. ويضم هذا المحور ثلاث مداخلات، يديرها الإعلامي والمحاضر الدولي الصحافي ريكاردو كرم. • المداخلة الأولى مع الأب لوران ستالا – بوردييون P. Laurent STALLA – BOURDILLON أستاذ ومحاضر، ومدير «خدمة المهنيين الإعلاميين” (SPI) في أبرشية باريس تحت عنوان: ” منهجية مستنيرة بالإيمان لتنشئة متعلم الغد” سيبرز الأب لوران كيف يمكن للإيمان أن ينير العملية التربوية، وكيف يساهم عيش منهجية الرجاء في تنشئة تلامذة ملتزمين بالعدل والسلام وحماية الخليقة عبر ربط المعرفة بالمعنى والقيم. • المداخلة الثانية مع الدكتور لويس لورم Louis LOURME – دكتور في الفلسفة وعميد كليات لويولا باريس Loyola Paris تحت عنوان : ” مجتمع تربوي ملهم: من الشهادة الى منح الرجاء” سيشير الدكتور لويس لورم إلى أن الرجاء ينتقل أساسا بالقدوة الحية، وسيدعو الأسرة التربوية – من أساتذة وأهل وخريجين – إلى أن تكون شاهدة وناقلة للرجاء عبر الإصغاء والمرافقة والتشجيع. • المداخلة الثالثة مع الأب داني يونس – دكتور في العلوم الدينية تحت عنوان: ” رؤية المدرسة الكاثوليكية اليوم: متعلم متجذر وملتزم” سيقدم الأب داني يونس رؤية المدرسة الكاثوليكية اليوم: متعلم متجذر في إيمانه وثقافته، منفتح على العالم، وملتزم في قضاياه المدنية والاجتماعية والبيئية.إنها تربية ستنشئ مواطنا ناقدا، متعاطفا، مبدعا ومتعاونا